الطيب عبدالماجد يرثي الموسيقار محمد الأمين

الخرطوم تسامح نيوز
*( والدقيقة وإنت ما في مرة ما بنقدر نطيقا )
*( وداعاً محمد الأمين )*
*شق الخبر ( الأطلسي ) من ( أمريكا ) حيث كان يتعافى*
*( الأستاذ ) ووصل الى كل الأصقاع والفيافي ….!!*
*والسودانيون المنهكون والذين يقفون على أرصفة المدن*
*وتماس المهاجر …وحافة الأزمة*
*في انتظار أي خبر يطمن …*
*وإذا بالصباح يحمل الخبر الذي ظللنا نتحاشاه*
*( محمد اللمين مات )
*فشعر كل سوداني بغصة وألم يعتصر القلوب متجاوزين حالتهم الشخصية ليعبروا عن شعورهم الحزين بغياب ( العراب ) وفراق ( المعلم )*
*ف ( محمد الأمين ) رمز وتاريخ …!! رفقة ووطن ….!!*
*أسعد الملايين على مر عقود بموهبته العبقريه ومسيرته*
*الباهرة ..وطبطب ) على قلوب الناس بأغنيات تعبي النفوس وتشحن الخواطر*
*فكان جزءاً لا يتجزأ من إحساسنا ومشاعرنا …..وغنانا ….*
*ومننا ….
*( وكنت تتعلم تجامل لو فؤادك مرة جرب )*
*أبو اللمين دا ( جزو ) من بيوتنا وحيشانا وأمنياتنا*
*ونستنا وأفراحنا*
*حتة من كيفنا ومزاجنا ….شارعنا وبابنا*
*( ولو وشوش صوت الريح في الباب يسبقنا الشوق قبل العينين )*
*أجيال تعقب أجيال في حضرة* *الباهي حتى وصل عتبات الضباط …*
*فتسابقت الأجيال نفسها وجديدها تستشرف الهرم وتاخد صورةً*
*وتتغني معه كتفاً بكتف ..!!*
*قال ليهم ( ماهو يا أغني انا ولا تغنو إنتوا ) …..*
*فكانت مقولته نفسها ( أغنية ) تناقلها الناس ( بود )
*وأي حاجه منك حلوة يا أستاذ*
*( هسا تاني ما حتغني ) ..؟؟؟
*كان أحد أساطين الغناء السوداني وعلامة فارقة في سِفر الاغنيه السودانية وخط دفاع أول عن محتوانا الفني ومنتوجنا الإبداعي كبلد وأمة….*
*( محمد الامين ) فنان عبقري استطاع أن يحدث تطوير في شكل الأغنية السودانية من حيث اللحن والتوزيع من خلال موهبة جبارة وإحساس مختلف ……فكان من المجددين*
*دفعت به ( مدني السني ) للواجهة لتؤكد علو كعبها وتلعب بالجوكر هذه المره وتقدم ( أبو اللمين )*
*رحل بعيداً عنها …وقريباً منا*
*( وروحي مشتهية ودمدني )*
*ووجعها خاص اليوم …ووجع كل السودان .!!
*( ومحمد الأمين ) حالة إبداعية خاصة وفنان يتفجر موهبة*
*ولم يكن طريقه مفروش بالورود بل عانى الرجل*
*في بداياته صحة وفرص ….!!*
*حيث لم يجد من يأخذ بيده في بداياته الأولي*
*ولكن آلته الإبداعية الضخمة كانت قادرة على دك حصون*
*العثرات …فولد نجماً سطع في سماء السودان …*
*كان حالة متفردة وفنان بعيد وعواد مبهر*
*عزف العود وعمرو إطناشر سنة*
*لو لحق لمن دخل في ( صولة ) بالعود ….
*عليك ان تستسلم ( وتستغفر بس ) من هذا الدفق الإنساني النبيل …!!*
*شفت كيف يا استاذ لما تفتح ( الجريدة ) دي في مسرح الضباط وتخش بالعود ….*
*شفت جمهورك دا بعمل في شنو !؟؟*
*يحكي لي صديق قال لي جينا ندخل حفلة محمد الامين مالقينا طريقة …!!*
*( مستفة )*
*قال لي ونحن راجعين سمعنا الكواريك …قلت لي دا شنو*
*قال لي دا ابو اللمين بكون جاب قون …
*في إشارة لنفاعل الجمهور وانت تؤدب العود*
*وتهذب الشعور ….!!*
*واسمعى وطوعينى مرة*
*أيوة ما تخليك عنيدة*
*عايز أقول لك*
*ولا سيبك أقرى أحسن فى الجريدة*
*عايز أقول لك.. ليه أقول لك.. ما بقول لك
*مش مخير*
*بالله في زول بلحن كلام زي دا ….*
*وقد فعلها محمد الأمين*
*وشحتف الشعب السوداني كلو قبل ما يقول ( بحبك )*
*( ونعته ذات الجريده ) …!!
*ولازال الشعب السوداني يقرأ* *ويتذوق ويستمتع ويعيش*
*مع الجريدة ….*
*ولازالت توزع …….. والطبعة ( مليون )*
*لذلك أي أغنية لمحمد الامين هي أغنيه كبيرة*
*وعهدى فيه وعهدو فيا*
*ريدى ليه وريدو ليا
*وبالفعل كان عهده معنا محبة وود وقد أهدانا روحه التي سكبها على المسارح …فلون المزاج السوداني بفن راقي ومترف نقلنا إلى براحات أكبر*
*وارتقى بالذائقة الموسيقية واللحنية إلى مصاف الكبار*
*مثنى وثلاث …….*
*.وخماسي …
*( وهاك عهدى وهات إيديك )
*التقي مع كثير من الشعراء وتلونت أغنياته*
*وإتلاقو أولاد مدني سوا ( نص ) و ( غنا )*
*( العابر ) محمد الامين و( المعلم ) فضل الله محمد*
*( نهائي كاس )*
*فكانت ( الحب والظروف ) و ( زاد الشجون ) و ( الجريدة )*
*وكلام زعل و ( الموعد،) وقالوا متألم شوية ….!!*
*واكتوبر واحد وعشرين*
*فضل الله قال*
*دنيا بقربك يفرهد كل طائر يحيا فوقها*
*وجنة من بعدك بيذبل كل مخضر فيها ناضر*
*غايتو لو شفقان علينا ما أظنك يوم تسافر …..!!
*وابو اللمين فجرها لحناً واداء …..!*
*ولوتسافر دون رضانا ….بنشقى نحن الدهر كلو*
*وقلنا ما ممكن تسافر*
*( وسافر ابو اللمين )
*غني محمد الامين*
*عايز اقولك ..كيف اقولك ،،ما بقولك مش مخير 🎼…!!!*
*( مخير الله ..والله الذي قسم لك هذا الابداع )*
*ابو اللمين لن يتكرر فهو نسخة واحدة*
*التقيته في أكثر من لقاء لكن كان لقائي مع طرف القمة الآخر وردي محتلفاً وشهدت بعيني كيف أن كل واحد منهما يقول للآخر أنت الكبير*
*وما أن يذكر ( وردي ) يذكر ( محمد الامين )*
*وكلاهما ( كلاسيكو الأرض )*
*( وداللمين ) غنى للحب والجمال والوطن والتقى مع العصفور ( حلنقي ) في ( شال الانوار ) ( وبتتعلم من الأيام ) …و ( غربة وشوق ) …*
*وتعرف كيف يكون الريد وليه الناس بتتألم*
*وتتعلم …!!*
*ولو لم يغني ( محمد الأمين )* *لهاشم صديق غير (الملحمة )*
*لكفته ..ولكن الرجل كما كان باذخاً في الهتافات والحناجر*
*كان رقيقاً في العواطف والمشاعر*
*وكتب حروف إسمك بمداد من حرير …*
*وغناها ابو اللمين من جوه*
*وجمال الفال …..وراحة البال*
*وهجعة زول بعد ترحال*
*و ( تنية ) حلوة للشبال …!!*
*وكانت أجمل ( تنية ) في الشعر الغنائي السوداني الحديث لتبز ( أقدلي ) وسكتي الخشامة وانزلي في العوازل كي …*
*وبين ( تنية ) هاشم و ( قدلة ) أبوقطاطي*
*( ترقص ) شمعتي الضواية ..وكم دمعة سالت في خدود الشمعة للكبير ( كابلي )*
*الذي ينتظرك ووردي على مشارف الجنان إن شاء الرحمن*
*وعاد طبيب القلوب ( عمر محمود خالد ) ورائعته ( خمسة سنين ) ليدوزن مساءات الخرطوم من جديد في لقائه مع ( محمد الأمين) جوه ( الطمنطاشر ) ويضيف شمعة خامسة لأربعة ( فضل الله ) العاشم الحب …. ويتيمة كابلي*
*وتبقى ياحلم الأماسي*
*شمعه ضاويه فى كل دار*
*وزهره فى كل المواسم*
*كل يوم بزيد نضار
*يمر علينا كل ذلك اليوم وشريط حياتك يملأه بالنضار*
*الموسيقار محمد الأمين حالة خاصة في الأغنية السودانية*
*وعلامة فارقة في تاريخ الفن السوداني ….!!*
*وأيقونة ….!!*
*رغم صرامته الفنيه لكنه سال بين الناس جداول*
*خفيف الروح وصاحب نكتة وقفشات تشبه ذكاء أغنياته*
*وكلما وقعت ( هزة ) غنائية في مسيرتنا الفنية*
*نعاين لي ( أبو اللمين ) دا ونتماسك
*ووحياة غرامى أهدي عمرى وروحى ليك*
*أنا روحى ليك
*واشواق السودانيين توجهت كلها نحو واشنطن بقلوب واجفة ونفوس مؤمنة* *…حيث رحل الباشكاتب بعيداً عن* *السودان الذي عشقة وغنى له …*
*وتلونت الأسافير بالأسود وارتقى الناس فوق جراحهم*
*فكان فراقك موجع ….ورحيلك مر*
*سنظل نتذكرك ونستلهم أغنياتك وسيظل إرثك الفني باق*
*يهذب الوجدان ويمجد السودان ….*
*كنا عايزين نقيف في وداعك كما وقفت أنت في المسارح*
*والبيوت تلهمنا الفرح وتمنحنا الامل ….!! الا البلد ( ممكون )*
*تذكرتك وأنت تؤذن لصلاة العيد بصوتك ( العيد ) …*
*في تلك الساحة العامرة بالناس والأفراح…!!*
*انت غبت …والساحة غابت …*
*( والعيد الجاب الناس لينا ما جابك )
*وأنت الحاضر في وجدان شعب وضمير أمة…*
*نلوح من الخرطوم ومن كل المدن في السودان وكل المهاجر والأصقاع بدون فرز*
*واقفين على حيلنا يا ود االلمبن* *رافعين يدينا فوق
*نشيعك من على البعد*
*بالدعوات والدموع ….*
*نعبر الاطلسي بمشاعرنا واحساسنا لنودع هرمنا الكبير*
*ملوحين بالايدي وحالفين بالمشاعر*
*لقد رحل رمز …وفقدنا أيقونة……*
*ومحمد فات*
*والغريبه الساعه جنبك تبدو اقصر من دقيقه …!!*
*ودعناك الله والرسول