قدمت بريطانيا أمس مشروع قرار لدى مجلس الأمن الدولي لوقف إطلاق النار في السودان ، وليس غزة ، مع بداية شهر رمضان (المعظم عندنا وليس عند بريطانيا).
ورمضان بالطبع ليس من الأشهر الأربعة الحُرم (ذو الحجة، ذو القعدة ، محرم ورجب) ، بل شهد أهم غزوات وانتصارات المسلمين ابتداءً من غزوة (بدر الكبرى)، مروراً بفتح مكة، ومعركة “عين جالوت” التي هزم فيها سلطان المماليك في مصر “سيف الدين قطز” جيش المغول وقضى عليه بعد أن استباحوا بلاد العراق والشام، ثم حرب اكتوبر 1973 أو العاشر من رمضان التي هزم فيها الجيش المصري مسنوداً بقوات عربية جيش الاحتلال الإسرائيلي ونسف أسطورة الجيش الذي لا يُقهر ، وكان أول وآخر نصر عربي على إسرائيل.
# يبدو واضحاً أن مشروع القرار البريطاني محاولة لإنقاذ مليشيا الدعم السريع من الانهيار، وليس عطفاً على شعب السودان المهدد بالمجاعة في الولايات التي يسيطر عليها الدعم السريع ، خلافاً للولايات الواقعة تحت سيطرة الجيش.
# لماذا تأخرت بريطانيا وأمريكا ودول الاتحاد الأوروبي وعملاؤهم في أفريقيا ، عن شعب السودان ، لنحو عام كامل ، ولم تفرض قراراً من مجلس الأمن في شهر الحرب الأول أو الثاني أو الثالث، عندما كانت المليشيا تجتاح المدن وتقتل المدنيين وتنهب بيوتهم في الخرطوم ودارفور ؟!
# لماذا لم تقدم بريطانيا مشروعها لوقف إطلاق النار قبل دخول المليشيا المجرمة إلى مدني؟ لماذا لم تقدمه قبل دخولها نيالا ؟
# تحرك الاستعمار الجديد وعملاؤه لوقف إطلاق النار الآن بعد تحرير الجيش لام درمان وكسر التمرد فيها واقترابه من تحرير الجزيرة.
# رعاة الجنجويد الدوليين والاقليميين وأتباعهم لا يعجبهم انتصار الجيش ولا يريدونه ، فيتدخلون في الوقت المناسب لإنقاذ موقف التمرد المنهار ، ومن قبل فعلوها مطلع تسعينيات القرن الماضي مع الجيش الشعبي بقيادة “قرنق” عبر عملية (شريان الحياة) التي أدخلوا عبرها شحنات السلاح والغذاء للتمرد.
# من الأسبوع الأول للحرب ، أعلن رئيس بعثة الأمم المتحدة في السودان “فولكر بيرتس” أن (المنتصر في هذه الحرب سيتعرض لعقوبات) !!
ما يسمى بالمجتمع الدولي لا يريد منتصراً في هذه الحرب ، خاصة الجيش السوداني ، فخطته من وراء الحرب هي إنهاك الجيش والمليشيا لتحقيق توازن الضعف ، ومن بعد ذلك التحكم في قرار ومصير الدولة السودانية.
# لقد ظلت بريطانيا والولايات المتحدة الأمريكية ترفضان وقف إطلاق النار في “غزة” رغم سقوط أكثر من (30) ألف قتيل فلسطيني بينهم (11) ألف طفل !! فمتى عرف رعاة القتل الجماعي في فلسطين معاني الإنسانية ؟!
# نحتاج إلى موقف قوي من الجيش لمنع التمرد من الاستفادة من أية هدنة يقرها مجلس الأمن ، كما استفاد وتمدد عسكرياً في المدن بعد اتفاقي جدة في 11 و 20 مايو 2023.