جعفر عباس يكتب : إعادة لمادة مسروقة

الخرطوم تسامح نيوز

أسماؤنا السودانية القديمة، كان من الصعب أن تأتي لها باسم دلع، فلا يمكنك أن تدلّع: بلة، الطريفي، أب جيبين، التجاني، الخزين، عجبين، أب كساوي، ، فضل المولى، فتح الرحمن، ، عكاشة، الجنيد، تيراب، الريّح ، حمد النيل، حسب الله، جبارة الله، تميم الدار، جبر الدار، التلب، عمسيب، الجاك، الجزولي وغيرها.. حتى النسوان كانت أسمائهن صلبة مثل ست النفر، الساتر الله، أم حقين، البتول، سكينة، التاية، نفيسة، النخيل، أم زين، بت الجقمتها وغيرها، والواحدة لو أهلها كانوا متحررين، بالكتير يسموها الصندلية، الراجل ذاتو بيكون معجب باسم أمه المحتشم وتلقاه يحلف بيه: أنا ولدك آآآ ام زين .. أنا ولدك آآآ بخيتة… هسه أولاد الزمن ده يقولوا شنو.. معقول الواحد يقدر يقول: أنا ولدك يا عبق أو أنا ولدك يا رنا؟ أهلا يا حبوبة داليا أو ريري؟
وناس زمان ديل حتى كعكهم كان كعك رجال.. تدخل الكعكة في خشمك وتقعد تقرقش فيها كُرُم كُرُم زي الخروف القاعد يصقع في الجرة. أو كلب يكد في عظم، والآن جابوا لينا الكعك المايع تدخل القطعة في خشمك تجي تلوكها تلقاها ساحت والتصقت بلثتك، وما تعرف ! نفسك هل أكلتها وللا ما كانت في قسمتك.. زمان الواحدة تلد من خمسة لعشرة، ولو الظروف ساعدتها ممكن في نفس السنة تلد طفل تاني، ومرات الراجل ذاتو من كترة الولادة، ما بعرف أسماء أولاده! ويسأل المَرَه: إنتِ آآآ الزينة دحين كبير ضيف الله وللا كرم الله ؟ بنات الزمن ده الواحدة إلى أن يتخرج ولدها من KG2، حتى يقولوا ليك قاعدة تتوحّم.. وهو شن الوحم؟ الواحدة وحمها مخالف للعادات والتقاليد: متوحمة على تفاح لبناني أو زبيب إيراني أو عنب إيطالي أو مهند تركي، فيطلع ليها الولد مايص ولايص ومرخرخ، زمان وحم حبوباتنا وأمهاتنا كان بسيط وسهل التنفيذ، الواحدة تتوحم على طين البحر أو أم بقبق فيقوم يطلع الولد لايوق وعبيط أو تتوحم على ويكاب مرس فيطلع الولد بتاع مرايس وشطوط! وكمونية (نحن ناس بتعيش حياتنا بالكمونيّة والنيّة السليمة).. في الزمن المايع ده حتى شطتنا بقت مايعة وما بتحرق. والزمن ده بقى زمن الكيتشاب والمايونيز، وكلابنا برضو بقت مايعة وكسلانة ومسكينة وما بتهوهو في زول، الكلب تجي ماشي فوق ليهو يقول ليك “هَوْ”، كأنه عامل ليك مس كول.. يا حليل أيام زمان لما الكلاب كانت بتسك الشفّع وتشرط هدومهم.. الآن الكلاب بقى مغضوب عليها وضالة ومهمشة وبتعيش على حافة النسيان ولو نظمت نفسها كويس ممكن تدخل الغابة أو تقيم في فنادق وتعمل ليها حركة تمرد وممكن تسميها مليشيا وتمارس البل والجغم
(وعليكم الإضافة الى قائمة الأسماء السودانية التي ليس لها صيغة دلع)