اقتصاد

خبراء اقتصاديون يكشوف أسباب انهيار الجنيه السوداني

 

الخرطوم تسامح نيوز

 

تشهد السودان أزمة اقتصادية حادة تنعكس على تراجع قيمة العملة المحلية أمام العملات الأجنبية في السوق السوداء. وقال مصدر مصرفي لموقع اخبار السودان إن سعر الدولار في السوق الموازية عاود الارتفاع إلى 960 جنيها للبيع و950 جنيها للشراء، مسجلا أعلى مستوى في التاريخ.

وأضاف المصدر أن سعر الريال السعودي بلغ 250 جنيها، موضحا أن هناك طلبا كبيرا على العملات الأجنبية من قبل المستوردين والتجار، الذين يعانون من نقص في المصارف التي تفرض حدودا على سحب وشراء الدولار. وأوضح المصدر أن هذا الوضع يؤدي إلى ارتفاع أسعار السلع والخدمات، وتدهور مستوى المعيشة للمواطنين.

ودعا المصدر إلى اتخاذ خطوات عملية لإصلاح الوضع الاقتصادي وتحقيق استقرار سعر الصرف.

وتشهد بعض المصارف السودانية ارتفاعاً ملحوظاً في سعر صرف الدولار مقابل الجنيه السوداني، حيث وصل إلى 750 جنيها في بنك أم درمان، و728 جنيها في بنك الخرطوم، و730 جنيها في بنك فيصل، وفقاً لتقرير المصارف .

وأوضح التقرير أن هذه المصارف تضع قيوداً على عمليات السحب والشراء بالعملة الأجنبية، مما يدفع المستوردين والتجار إلى اللجوء إلى السوق السوداء لتلبية احتياجاتهم من الدولار.

ويرجع هذا الارتفاع في سعر الدولار إلى عدة عوامل، منها نقص العرض وزيادة الطلب، والتضخم المستمر، والعقوبات الدولية، والأزمة السياسية التي تمر بها البلاد.

ويشهد الجنيه السوداني تدهوراً مستمراً أمام الدولار الأمريكي في السوق الموازية، حيث وصل سعر الصرف إلى مستوى قياسي يقارب 1000 جنيه للدولار الواحد. وتعكس هذه الحالة فشل الحكومة في تحقيق التوازن المالي والاجتماعي في ظل ظروف اقتصادية وأمنية متأزمة.

وأوضح خبراء اقتصاديون لمراسل موقع اخبار السودان أن انهيار قيمة الجنيه يؤدي إلى ارتفاع معدل التضخم وتكاليف المعيشة، وانخفاض مستوى دخل المواطن وقدرته على شراء السلع والخدمات.

وأرجعوا هذا الانهيار إلى عدة عوامل مترابطة، من بينها حرب ابريل و التوترات الأمنية في بعض المناطق، والعجز في توفير العملة الأجنبية لتغطية الطلب المحلي، وسوء التخطيط والإدارة للموارد المالية والاقتصادية من قبل المسؤولين، وفقدان الثقة في المؤسسات المالية والسياسية.

وأشاروا إلى أن الحكومة ملزمة باتخاذ إجراءات جذرية لمعالجة هذه المشكلات، من خلال وضع آلية شفافة وعادلة لتحديد سعر صرف الجنيه، وتفعيل دور البنك المركزي في التدخل في سوق الصرف، وزيادة مصادر تمويل الموازنة العامة، من خلال تنويع الصادرات وجذب الاستثمارات والمساعدات. كما طالبوا بإصلاحات اقتصادية شاملة تهدف إلى رفع مستوى الإنتاج والإيرادات، وخفض مستوى الهدر والإنفاق.

وتوقعوا أن يستمر ارتفاع سعر الدولار في الأيام المقبلة، ما لم تتخذ خطوات عاجلة لإيقاف هذه التدهور. وحذروا من أن هذا الارتفاع سيزيد من معاناة السودانيين، خصوصاً في ظل ارتفاع أسعار السلع الأساسية والخدمات.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى