
د سامية علي: هل يتخذ السودان خطوة تصعيدية تجاه كينيا
د. سامية علي.
كينيا ذلك البلد الغريب الذي يجمع التناقضات والمواقف الرمادية تجاه السودان على وجه الخصوص، فمنذ اندلاع الحرب في السودان يظل الرئيس الكيني وليام روتو يلعب على حبال واهية وضعيفة لا تقوى على حمل المسؤولية والأمانة.
لم يقوى روتو على حمل المسؤولية الرئاسية التي من اهمها حفظ الحقوق الدولية ومواثيق حقوق الجوار ، والتي من بينها عدم تقويض الحكم في دول المنطقة، والرئيس الكيني انتهك ذلك حيث انه ساند قائد قوات الدعم السريع المتمردة حميدتي على إشعال الحرب والتمرد على قائد الجيش قبل الحرب حيث دعمه معنويا ولوجستيا ،

ودعمه أثناء الحرب ، حيث استقبله اكثر من مرة هو ومن سانده من القوى السياسية التي تظل تغير مسمياتها من قحت إلى تقدم إلى صمود .
وظل الرئيس الكيني يهيئ الأجواء للقاءات هؤلاء السياسيين وعقد مؤتمراتهم التي يخططون عبرها لاختطاف السلطة وتقويض النظام في السودان .
ويظل الرئيس الكيني يستمر في ذلك حتى يوم أمس حينما هيأ لذات الشرزمة مؤتمرهم المزعوم والمدعوم من دولة الإمارات الذي يبغون من ورائه تكوين حكومة موازية بمناطق سيطرة قوات الدعم السريع المتمردة بحسب زعمهم ، وذلك سعي واضح لتقويض سلطة نظام الحكم في السودان وبرعاية ومساندة من الرئيس الكيني.
الرئيس الكيني الذي لا يقوى على حمل الأمانة، بل يضمر بين جوانحه خيانة عظمى ، حيث انه عاهد رئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان على حفظ الحقوق الدولية والتي من بينها عدم التدخل في الشؤون الداخلية او تقويض النظام ، وقطع عهدا بذلك للبرهان كما عاهده الكثير من رؤساء دول الجوار ورؤساء الدول التي زارها فور خروجه من القيادة العامة خلال جولاته الأولى مع بداية الحرب .

ولكن الرئيس الكيني سرعان ما خان العهد والأمانة وكانت مواقفه المخزية والمتخاذلة في الاتحاد الأفريقي التي ساند خلالها قائد المليشيا المتمردة.
وهذا المؤتمر الذي انعقد امس بنيروبي بغرض توقيع اتفاق سياسي بين مليشيا الجنجويد ومجموعات مؤيدة لها بغرض تكوين حكومة موازية ، انعقد برعاية ومساندة الرئيس الكيني خيب الآمال حينما نقض الرئيس روتو العهد وتنكر لالتزاماته بموجب القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة وبما ان المؤتمر هدفه تكوين حكومة موازية يعني تشجيع انتهاك سيادة السودان والتدخل في شؤونه.
إذن فالرئيس الكيني يظل ينقض العهد ويخون الأمانة، وقد كان أطلق تعهداته الأسبوع الماضي إبان زيارة وزير الخارجية د. علي يوسف لكينيا مؤكدا عدم السماح بالقيام بأنشطة عدائية للسودان على أراضيه .
ازاء هذا السلوك الذي يتناقض مع قواعد حسن الجوار ، والقوانين الدولية فمن حق السودان ان يتخذ أي خطوة تصعيدية تجاه كينيا ورئيسها.
وفي المقابل فإن مثل هذه الأفعال لن تؤثر على الوضع العسكري الذي يشير الى انتصارات القوات المسلحة الكاسحة في كل المحاور مقابل تراجع وتقهقر مليشيا الدعم السريع وانحسار حجم المناطق التي كانت تسيطر عليها المليشيا ، فكيف لها ان تقيم حكومة ولم يبقى لها شيئا يذكر على الأرض ، وكيف لها ان تقيم حكومة وهي لا زالت تنكل وتقتل المواطنين ، فمن تحكم وعلى أي ارض تقيم حكومتها تلك؟!