المنوعات

عبد المنعم شجرابي يكتب: الحزن الجديد

الخرطوم_ تسامح نيوز

 

● هناك و على أجهزة أبجد هاوس و بمكاتبها بالخرطوم شرق كان يتم جمع و إخراج و مونتاج صحيفة الهلال و أنا مديرها العام و لقاء يومي يجمعنا و الأعزاء عادل حجر .. و فتحي عبدالغني .. و أحمد ابوعاقلة .. و قباني و عباس حاج سعيد .. و دريج و آخرون سقطوا من الذاكرة الضعيفة
يتوسطنا مصطفى سيد أحمد مميزاً بالصوت و الطرح و حتى الجلوس على الكرسي بضم القدمين و فرد اليدين جاذباً إليه العقول و العيون

● دعوات شبه دائمة تصلني من صديقي و جاري ببري أحمد أبوعاقلة لحضور جلسات استماع و حفلات خاصة و سهرات يحيها مصطفى كنت عليها سريع الاستجابة فالأستاذ كما كنا نسمي ملك للتطريب مالك للصوت
بارع في إختيار الكلمات
رائع في الأداء و حدد
و اختار أن يكون فنان الأغنية القضية عبر القصيدة القضية في زمن اشتد فيه الخناق على الحريات لتكون
الحبيبة هي الوطن
و السلسل الذهبي الأغلال
و الحديقة المعتقل
و الحوش السجن
و المرافق الجلاد
و التلجة الجمرة
و الصالون بيت الأشباح
و المكياج الوجوه التنكرية
نعم كانت هذه التقاطعات هي عدة الشغل في القصيدة والتخفي بما يصنع الحريات

● غنى مصطفى و أطرب و حفظ شباب الثانوي و الجامعات أغنياته التي رددوها حتى وصلت إلى من به صمم
و كلما أجاد أجاد
و كلما سطع لمع
و متى ما انتشر أبدع
و اختصر لكم و أقول ما كان محاربو الحريات يحتملونه فغادر البلاد

● بالعاصمة القطرية انبهل فنا لم تكن الفراشة المزروعة في يده لغسل كلاه تمنعه من ضرب العود و لم تحبسه أوجاعه من إنتاج الجديد و *كيس من تراب وطنه* احتفظ به في الركن اليماني من غرفته يشمه لانتاج الجديد

● إطلاقاً ما انقطع منتج مصطفى من الوصول و ظلت أغنياته قديمها و جديدها عبر الأشرطة المسموعة و المشاهدة يصل أول بأول و يتداول و يطبع و يوزع رغم أنف الرقيب

● نعى الناعي في مثل هذا اليوم مصطفى سيد أحمد و بعده و عند استقبال الجثمان فاض مطار الخرطوم بكتل البشر لتسحب السلطان الجثمان بمخرج آخر إلى معهد الموسيقى و من هناك إلى ود سلفات في موكب لم يشهد له شارع مدني مثيلاً

● على مدار سنواتي و أنا رئيس لتحرير صحيفة المشاهد كانت الصحيفة حريصة على إصدار عدد خاص في ذكرى مصطفى سيد أحمد كلما جاءت بالجديد ظهر في عدد بعده الجديد سافرت فيه أطقم الصحيفة إلى موطنه و تابعت حياته بكل تفاصيلها من الأهل و الجيران و الأحباب و دعوني هنا أحي الزميل عبد اللطيف الهادي الذي ظل يقف بالإشراف على تلك الأعداد

● الختام آلام مصطفى سيد أحمد أغنيات أسعد بها أصحاب الذوق الرفيع و ماكنة غسيل كلاه كانت الموزع للفن المجيد و أدويته كانت وضاحة و البت الحديقة و في ذكراه أبعد تحبيري من الحزن النبيل إلى الحزن الجديد

الحزن الجديد
عبدالمنعم شجرابي
.
.
.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى