عثمان جلال يكتب : آل دقلو وتفاهة الشر
الخرطوم تسامح نيوز
(١).
بقدر ما طالعنا قصص وايام العرب وما فيها من مناقب ومخازي فان ما فعلته مليشيا ال دقلو خلعاء الهوية والشرف والاخلاق لم تفعله اعراب الجزيرة العربية في جاهليتهم الاولى، ومع ذلك تناهى لأسماعنا ان المتمرد حميدتي شكل لجنة للتواصل مع القوى السياسية
وما القوى السياسية الا قواعد مجتمعية وهياكل تنظيمية هرمية من المركز الى ادنى وحدة في الحي، ولكن هل هناك بيت او اسرة سودانية لم تتضرر من انتهاكات مليشيا ال دقلو غير الاخلاقية والانسانية ؟؟ وهل لدى القوى السياسية الوطنية القابلية للتضحية بقواعدها الاجتماعية مقابل الجلوس والحوار مع السفاحين القتلة؟؟ بالطبع هناك قيادات اشترى المتمرد حميدتي شرفهم بذهبه ودراهم دويلة الشر الامارات سيحاولون اعادة انتاجه وتسويقه في قنان جديدة
(٢).
كل حركات التمرد عبر التاريخ كانت معركتها مع المؤسسة العسكرية منازلة في الميدان باستثناء حالات عرضية اقتضتها مسارات الحرب، لكن مرتزقة ال دقلو اثبتت ان معركتهم مع ميراث القيم والاخلاق للانسان السوداني في الشرق والغرب والشمال والجنوب والوسط وما مشاهد القتل والنهب والسلب والاغتصاب والتعذيب في الخرطوم الا سيناريو مصغر قابل للتعميم في كل السودان ،ولاية ولاية ، محلية محلية , مدينة مدينة ، قرية قرية ، حي حي ، بيت بيت ، مسجد وكنيسة كل هذه الشنائع ستطبق في السودان ان تمكن ال دقلو من كسر ارادة الجيش والشعب السوداني في معركة الشرف والسيادة والكرامة الوطنية
لان مشروع ال دقلو يحمل في جيناته نزعة قومية وعنصرية اقرب للابارتهايد الاستيطاني اذا ابتلع الدولة السودانية
(٣).
ان رسالتي للقوى السياسية الوطنية والتي تتفاعل في الشأن السياسي من عمق قاعدتها ،وارادة المجتمع وهما مصدر الشرعية في ميدان التنافس الديمقراطي ان تترفع من الجلوس للحوار مع القتلة السفاحين ، ونعيد مقولة صديقنا اللدود محمد الفكي سليمان ان جلوس اي حزب سياسي او رمز وطني مع مرتزقة ال دقلو ليس خصما من رصيده السياسي فحسب بل يعني الانتحار الاخلاقي والسياسي والقيمي امام الوطن والشعب والضمير وذاكرة التاريخ .
ان اي حوار او تفاوض مع مرتزقة ال دقلو يجب ان تتصدى لقيادته القوات المسلحة السودانية ،وان تكون اهدافه التصفية والتفكيك والتسريح والمحاسبة واعادة الممتلكات العامة والخاصة المنهوبة من افراد المليشيا وفق تعليمات مباشرة من المتمرد حميدتي وشقيقه عبد الرحيم ، ويجب ان يكون دور كل القوى السياسية وقطاعات المجتمع اسناد الجيش السوداني لانجاز هذه المهمة المقدسة(سلما بالتفاوض او حربا في الميدان ) والتي يتوقف عليها بقاء وصمود الدولة السودانية او انهيارها.
ان ازالة وتفكيك مرتزقة ال دقلو تعني البدايات الواثقة للتوافق الاستراتيجي بين كل القوى السياسية الوطنية والجيش السوداني حول محددات وآليات ادارة مهام المرحلة الانتقالية وصولا الي ميس الانتخابات العامة ، وعبر هذا التوافق الاستراتيجي والمستمر وركائزه مؤسسة عسكرة مهنية وقومية موحدة ومحتكرة لادوات استخدام العنف القانوني وكل القوى السياسية المدنية نصنع ثقافة ومأسسة الديمقراطية المستدامة حلم الاباء المؤسسين