ماهى خيارات الإسلاميين بعد وقف الحرب؟!
أسوأ مايمكن أن يتوقع الإسلاميين فى السودان ،أن تفضى حالة السيولة الراهنة الى مساومة بين أضلاع قوى الانتقال السابق ، تعيد خصومهم الى تصدر المشهد السياسي وقيادة فترة انتقالية جديدة ،تكون أبرز ملامحها تحميلهم وزر الحرب وتصفية وجودهم السياسي بضربة لاذب ،فماهى خياراتهم ان تحقق هذا السيناريو ؟
عودة قوية :
إن كانت فى الحرب سوانح فأنها باعتقاد بعض من المراقبين ،قد اتاحت للاسلاميين ،فرصة الالتقاء على قاعدة اجتماعية أوسع ، ومصالحة مع الشعب عقب الثورة والتغيير الممتد لنحو خمسة أعوام بعد الانقاذ وما انتهت اايه من حرب عارمة ،ومقارنة ماكانوا عليه خلال حقبة حكمهم التى امتدت لثلاثين عاما كاملة وما واجهوه من نزوح وتشريد وافقار نتيجة الحرب كمحصلة نهائية لحصاد حقل ثورتهم المطالبة بواقع اقتصادى وسياسي بديل فى مناخ من الديمقراطية .
،فالتظاهرات التى دفعت بعجلة التغيير اندلعت بالاساس فى ديسمبر فى محيط القوى الاجتماعية التى تشكل أساس انتشار فكر الاسلاميين ،فبجانب مقارنة الأوضاع التقى الاسلاميين مع الشعب فى ساحة المدافعة بالاصطفاف خلف الجيش لمواجهة تمرد مليشيا الدعم السريع من خلال خوض حرب الكرامة .
رفض واقصاء :
وفى ظل حاجة البلاد الى مصالحة وطنية شاملة ،تقود لتسوية الملعب السياسي بين المتنافسين على أسس من الثوابت الوطنية ، يواجه الاسلاميون رفضا من بعض القوى الاقليمية والدولية التى لم تكن مرحبة بالاساس بتجربهم فى الحكم وليس خافيا ان بعضها قد عمل على افشالها.
يماثل ذلك موقف رافض لقوى اليسار المتطرف وواجهاته الجديدة وتلتقى هذه القوى مع بعض الجهات الخارجية فى هدف واحد هو تحويل نتائج الحرب لاستكمال الاجهاز على الاسلاميين وتصفية تنظيمهاتهم السياسية تحت دعاوى مكافحة الارهاب والتطرف ،فى وقت تقول فيه قوى اايسار ،ان تجربة منافسيهم فى السلطة بماتحتويه من سلبيات كفيلة بحرمان الاسلاميين من المشاركة السياسية فى الفترة المقبلة .
عملية سياسية:
تجرى القوى الاقليمية والدولية عماية سياسية جديدة قال المبعوث الامريكى الخاص السودان تومبيرلي ،انها هدفها اقامة مؤتمر سياسي بمشاركة طرفى الحرب فى السودان ،وهى عملية يراد منها اعادة السلطة المدنية لحلفائهم بالداخل ممثلة فى جبهة تقدم مع بعض الاضافات من قوى سياسية متوافق عليها.
وتجسد الاقصاء المتوافق عليه باستبعاد دعوة الاسلاميين بتياراتهم المختلفة عن مؤتمرات الحوار السودانى المنعقدة مؤخرا فى القاهرة واديس ابابا ،بمثل ما جرى استبعادهم من المشاورات حول وقف الحرب ومايتبعها من اجراءات.
مناورة محدودة:
يقول الباحث المختص فى شأن الجماعات الاسلامية د. حافظ أحمد عمر ا-(تسامح نيوز) ان الاسلاميين برغم تأثيرهم الكبير بالداخل ،الا انهم يواجهون صعوبة فى تغيير المعادلة لصالحهم ،بسبب ان اوراق اللعبة والمساومة على وقف الحرب لم تعد قضية داخلية ولكنها اصبحت كروت ضغط بيد أطراف خارجية تعمل على انهاء الحرب وتشكيل المشهد السياسي وفقا لرؤيتها التى لن تكتمل فى ظل وجود الاسلاميين فى اطارها.
جهود فاشلة:
بدوره يقول عضو الحركة الاسلامية محمد عوض الكريم الريح ل-(تسامح نيوز)ان محاولة اقصاء الاسلاميين جهود فاشلة وسيكتب لها الفشل المستمر ،لكون الحركة تراهن على الداخل وعلى تماسك عضويتها وتعزيز تحالفاتها مع قوى اايمين المختلفة ، وشدد الريح على استحالة رضوخ التيارات الاسلامية للاقصاء او قبولهم بفترة انتقامية أخرى ،مشيرا فى هذا الصدد الى ان التيار الاسلامى ومن قبله المجتمع اليودانى لن يواجهوا بايوا مالاقوه خلال الاعوام الخمسة الماضية .
خيارات متعددة:
بالمقابل تعتقد الباحثة السياسية نوال محمد محجوب ، ان الاسلاميين بصورة او اخرى هم جزء من الحوار المتفاعل لوقف الحرب ورجحت نوال فى تعليق ل-(تسامح نيوز) ان تكون هناك مشاورات غير معلنة جرت بين قيادات من الاسلاميين وبعض الجهات الدولية مستدلة بالتوضيح الذى بثه القيادى البارز بالحركة الاسلامية د. أمين حسن عمر من انهم مع وقف الحرب وان الاسلاميين قد اتخذوا قرار بعدم العودة الى السلطة الا وهم محمولين على اعناق الشعب السودانى.
وتعتقد نوال ان الاسلاميين عموما ومن واقع تجاربهم الطويلة يعرفون كيف يديرون معاركهم مع الاخرين سواء عبر المواجهة السياسية او الحوارات السرية وترى ان لهم متسع من الخيارات من بينها العمل المعارض وبناء التحالفات السياسية فى حده الادنى.