
رسائل البرهان من كردفان هل تعني ساعة الحسم قد اقتربت!
زار الخطوط الأمامية.. وتفقد القوات في “رهيد النوبة”..
البرهان في “كردفان”.. الفاشر على الخط..!!
تداول صور البرهان في كردفان بكثافة على منصات التواصل الاجتماعي..
رسالة لأهل “الفاشر والأبيض” بأن القيادة عازمة على حسم التمرد..
الزيارة حملت عدة دلالات مهمة تعزز فهم طبيعة المرحلة الراهنة..
تقرير: محمد جمال قندول
كما عود الرأي العام المحلي والعالمي دائمًا بظهوره في مناطق التماس، ومسارح العمليات، أطل رئيس مجلس السيادة الانتقالي الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان القائد العام للقوات المسلحة أمس (الجمعة) في الخطوط الأمامية لمتحركات كردفان بمحور “رهيد النوبة” متفقدًا المقاتلين الذين يستعدون لطي صفحات التمرد بكردفان قريبًا.
الجبهة الداخلية
الظهور الأخير لرئيس مجلس السيادة في كردفان كان له وقعٌ استثنائي، إذ بدا ذلك ملاحظًا عبر تداول صور البرهان في كردفان بكثافة على منصات التواصل الاجتماعي.

الخبير الاستراتيجي والمحلل العسكري اللواء د. أمين مجذوب قال إنّ رحلة الرئيس البرهان إلى الدفاعات المتقدمة بكردفان تأتي في إطار محورين أولهما: تهنئة القوات على الانتصارات الأخيرة ورفع الروح المعنوية، وتكملة الاستعدادات للمرحلة القادمة.
وتابع مجذوب وذكر أن المحور الثاني: هو سياسي يؤكد سيطرة وتماسك الجبهة الداخلية في إطار انتشار الحكومة على كافة المناطق بالسودان، وكذلك رسالة للمجتمع الإقليمي والدولي بأن الحكومة ممثلة برئيس مجلس السيادة يؤكد شرعيتها بأنها تعبر وأهداف الشعب السوداني.
ومن ناحية أخرى ، قال اللواء أمين إنّ ظهور البرهان في هذا التوقيت وذلك المكان رسالة لأهل الفاشر والأبيض وكل نواحي كردفان وولايات دارفور بأن القيادة مهتمة بأحوالهم وعازمة على دحر التمرد.
المتابعة الميدانية
وتزامنت رحلة الفريق أول ركن البرهان لجنوده في مناطق العمليات والبلاد تعيش على وقع احتفالات الجيش بمئوية القوات المسلحة والعيد الواحد والسبعون بعد السودنة.

ويرى الخبير الاستراتيجي والمحلل السياسي د. عمار العركي أن الزيارة تمثل إشارة قوية على جدية قيادة الجيش في متابعة تطورات الجبهة الميدانية على الخطوط الأمامية. فالوجود الميداني للقائد العام في قلب المعركة ليس حدثاً عادياً، بل هو تأكيد على الالتزام المباشر للقيادة السياسية والعسكرية لمواجهة التمرد وتأمين كامل الولاية.
وأشار العركي إلى أن لقاء الرئيس مع قيادات الوحدات العسكرية وسط حشود ضخمة من الجنود يعكس حرص القيادة على رفع الروح المعنوية للقوات وضمان جاهزيتها القتالية والاستراتيجية.

وبحسب د. عمار فإنّ الزيارة حملت عدة دلالات مهمة تعزز فهم طبيعة المرحلة الراهنة:
أولاً : تؤكد وحدة القيادة العليا وتنسيقها الكامل في توجيه المعركة ومتابعتها عن قرب، ما يرسخ الثقة بين صفوف القوات المقاتلة على الخطوط الأمامية. وكذلك رسالة ردع قوية للتمرد والميليشيات بأن أي محاولة للتمادي لن تمر دون مواجهة حازمة وإسهام في تعزيز الثقة بالجيش وقدرته على حماية المدنيين وتأمين المناطق المتأثرة، خاصة بعد ما شهدته مناطق مثل الأبيض من قصف واعتداءات على السكان.
وأضاف الخبير الاستراتيجي والمحلل السياسي د. عمار بأن رحلة البرهان إلى “رهيد النوبة” تعكس توجه الجيش لتأكيد السيطرة الميدانية وتثبيت هيمنة الدولة على كامل شمال كردفان، وتضع في الوقت نفسه إشارة سياسية وعسكرية واضحة لكل المتربصين بالوطن: الجيش حاضر، منظّم، وجاهز لتطهير الولاية من دنس التمرد، مع قيادة قادرة على الجمع بين التخطيط الاستراتيجي في الغرف، والوجود والمتابعة الميدانية اللصيقة.





