وصلنا مدينة الجنينة بعد مرور عام على زيارتنا السابقة، حيث شهد هذا العام الكثير من المتغيرات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والأمنية في البلاد، وخاصة في ولاية غرب دارفور، التي شهدت أحداثاً مؤسفة، ما زالت تعاني منها بعض المناطق.
حضرنا هذه المرة للبقاء أطول فترة ممكنة، لنقف ميدانياً على كل صغيرة وكبيرة، ونزور كل الأهل والمناطق التي شهدت أحداثاً أمنية .
نبارك لأهلنا في ولاية غرب دارفور وخاصة في محلية جبل مون، توقيع اتفاق الصلح بين الأطراف المتخاصمة.
نأمل أن يكون هذا (الصلح) نهائياً وحاسماً لكل الخلافات وأن يضع حداً للصراع في المنطقة.
ليس هناك منتصر في القتال بين الأشقاء وأبناء البلد الواحد وإنما الجميع خاسرون وفي مقدمتهم السودان، الذي خسر بسبب هذه الصراعات المصطنعة أرواحاً بريئة.
يجب أن يتوقف كل هذا العبث باسم القبائل، واللعب بعقول أهلنا البسطاء في دارفور.
على حكومة إقليم دارفور وحكومات الولايات ولجان الأمن خاصة في غرب دارفور ، رفع درجات الجاهزية والإسراع في وضع الخطط الأمنية المُحكمة والعمل على فرض هيبة الدولة وسيادة حكم القانون وعدم التهاون أو التراخي مع أي مجرم أو مخرب أو متربص بأمن الناس، هذه مسؤوليتكم جميعاً ويجب أن تقوموا بها دون انتظار لتوجيهات أو مساعدة من أي جهة.
إننا نستبشر خيراً بقرب موعد تخريج قوات حماية المدنيين، التي تم تدريبها وتجهيزها، للعمل جنباً إلى جنب مع القوات النظامية الأخرى للحفاظ على الأمن والإسهام في بناء السلام.
إن الموسم الزراعي على الأبواب وهناك أزمة غذاء في العالم، لذلك يجب أن نعمل معاً لإنجاح الموسم الزراعي من خلال توفير الأمن والعودة الطوعية للنازحين وفتح المسارات والمراحيل للرعاة، حتى نحقق إنتاجية عالية نضمن بها الاستقرار لأهلنا.
إننا أيضاً نتألم جداً للآثار الكارثية والمدمرة التي تسببت فيها الصراعات القبلية، خاصة الظروف الإنسانية القاسية التي يعيشها المواطنون بسبب النزوح، سنعمل على تخفيف هذه الأوضاع وندعو مؤسسات الدولة والمنظمات الوطنية إلى مساندة المتأثرين حتى يتجاوزا تلك الظروف ويعودوا إلى ديارهم.