المصائب لا تأتي فرادى:كارثة السيول والامطار تفاقم معاناة السودانيين
الامم المتحدة:اكثر من(11) الف تاثروا بالسيول
الحكومة السودانية:دور المنظمات ضعيف تجاه الازمة
خبراء يحذرون من كارثة بيئية بسبب مخلفات التعدين
تقرير:أحمدقاسم البدوي
رغم وقع الحرب المشؤومة تجتاح الامطار والسيول وعلى نحو مفاجئ عددا من المدن السودانية مخلفة وراءها خسائر فادحة في الممتلكات والارواح، واصبح واقع الحال لمعظم السودانيين الذين اكتوا بنيران الحرب ومن ثم كارثة السيول والامطار هو لسان المثل الشائع القائل :(بان المصائب لا تأتي فرادى)، وتجرعت آلاف الاسر السودانية مرارة النزوح ولكن هذه المرة ليس فرارا من نيران الحرب وأنما خوفا من غضب الطبيعة.
تقارير صادمة:
وفي آخر تحديث لها أعلنت غرفة طوارئ الخريف، ارتفاع عدد الإصابات جراء السيول والأمطار إلى 208 إصابات، منها 53 حالة وفاة، بالإضافة إلى تضرر 9777 أسرة. وقالت الغرفة في تقريرها اليومي إن الولايات المتأثرة بالتقلبات المناخية بلغت 9 ولايات و38 محلية، فيما انهار أكثر من 2000 منزل انهيارًا كليًا، وأكثر من 4000 منزل انهيارًا جزئيًا..
وقالت المتحدثة باسم مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين أولغا سارادو، يوم الجمعة، إن الأمطار الموسمية التي هطلت خلال الأسبوعين الماضيين أثرت على أكثر من (11) ألف شخص، بمن فيهم النازحين في ولاية كسلا الواقعة.
تحذيرات ومخاوف:
من جانبها، أطلقت وزارة الصحة بالولاية الشمالية نداءً عاجلاً للمجتمع الدولي والإقليمي والمحلي بضرورة التدخل العاجل لإنقاذ حياة الآلاف من المتضرّرين بالأمطار والسيول بوادي حلفا، وحذّرت من كارثة إنسانية مُحدِقة بالآلاف من المواطنين النازحين بسبب الأمطار والسيول، وما يترتب عليها من آثار.
وقالت الغرفة الفنية لطوارئ الخريف بالولاية الشمالية إن الأمطار والسيول التي اجتاحت الولاية منذ بداية موسم الخريف تسبّبت في مصرع 14 شخصاً، وإصابة 84 آخرين، في حين تعرّض 20 شخصاً على الأقل إلى «لدغات العقارب مما اضطر كثير من المواطنيين الصعود لأعالي الجبال اتقاء لدغات العقارب.
فيما أبدى التجمع المدني بولاية نهر النيل ،مخاوفه من كارثة بيئية بالمنطقة بعدما جرفت السيول والفيضانات التي اجتاحت محلية أبو حمد كمية المواد الضارة إلى المنطقة بما في ذلك مادتي السيانيد والزئبق المستخدمتين في التعدين.
وقال في بيان الثلاثاء إن السيول والفيضانات التي اجتاحات محلية أبو حمد تسببت في انهيار عدد كبير من المنازل ومساواتها بالأرض تمامًا ووفاة عدد من الأشخاص لم يتم يحصرهم وتدمير للأسواق بالكامل ومنطقة معالجة الذهب وفقدان جميع المعدات.
وأوضح التجمع أن الكارثة الكبرى تتمثل في كمية المواد الضارة التي جرفتها السيول إلى المنطقة، مشيرًا إلى انها قدمت من الأودية والسهول الشرقية وبعضها من ولاية البحر الأحمر محملة بكميات كبيرة من الزئبق والسيانيد الأمر الذي ينذر بكارثة بيئية كبيرة.
وضع صحي كارثي:
وفي سياق متصل، أفاد تقرير إدارة صحة البيئة والرقابة على الأغذية، تنفيذ العديد من الأنشطة، والتي تضمنت حصر مخزون الكلور بعدد من الولايات، بجانب توزيع الكلور على (16) ولاية، وتنفيذ أنشطة سلامة المياه بعدد من الولايات وكذلك الإصحاح البيئي، ومكافحة نواقل الأمراض.
وأشار تقرير الخريف إلى تأثر (22) محلية في سبع ولايات بالخريف، وتضررت ستة آلاف أسرة، وبلغت حالات الوفاة (33) حالة بجانب (99) إصابة جراء السيول والأمطار، وانهيار كلي وجزئي للمنازل والمرافق الأخرى.
وقال المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم إن ثلثي السودانيين غير قادرين على طلب الرعاية الطبية بسبب الصراع المستمر فيما يواجه الآلاف المجاعة
وقالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر، إن السودان يواجه أزمة صحية مع تدمير البنية التحتية الطبية وأن اثنين من كل ثلاثة مدنيين لم يعودوا قادرين على الوصول إلى الخدمات الصحية الأساسية بعد أن أُجبرت معظم مستشفيات ومراكز الرعاية الصحية في البلاد على إغلاق أبوابها نتيجة النزاع.
وقالت اللجنة في بيان، إن الهجمات المتكررة على المرافق الصحية والعاملين فيها لها عواقب وخيمة في ظل تفاقم أزمة الغذاء..
غايب المنظمات:
و من جانبها هاجمت الحكومة السودانية مواقف المنظمات الإنسانية و ضعف الاهتمام الدولي بأوضاع اللاجئين السودانيين في دول الجوار وضآلة المساعدات الإنسانية التي تصلهم ولحوالي 11 مليون من النازحين في الولايات الآمنة رغم الحاجة الماسة، خاصة بعد الأمطار الغزيرة والسيول التي تعرضت لها مناطق مختلفة في البلاد .
وقالت الخارجية في بيان لها: تتابع حكومة السودان باهتمام معاناة اللاجئين السودانيين في شرق تشاد، خاصة في منطقة أدري، بسبب توقف المساعدات الإنسانية عنهم منذ 3 أشهر.
و جددت رفضها لتسييس العمل الإنساني، مناشدة المجتمع الدولي بتقديم المساعدات العاجلة لكل من هم في حاجة إليها من النازحين داخليا واللاجئين في دول الجوار والمتضررين من السيول والأمطار.
ومع صمت المجتمع الدولي وتقاعسه عن دوره الانساني لايزال الملايين من السودانيين يعانون من النزوح ويعيشون في اوضاع مأساوية بسبب الحرب وبسبب جائحة السيول والامطار التي ادت حتى الآن إلى نزوح اكثر من 2ألف اسرة في ولايات نهر النيل والشمالية فقط.