
خبير مالي يقدّم روشتة للبنك المركزي لمعالجة تدهور الجنيه السوداني
دعا الخبير المالي والاقتصادي والاكاديمي د.على الله عبدالرازق،
دعا بنك السودان المركزي للتدخل و اتخاذ حزمة إجراءات و تدابير لمعالجة هذا التدهور المريع لقيمة الجنيه السوداني مقابل العملات الاجنبية، ونصح بأن يتم ذلك بالتحكم في حجم الكتلة النقدية، محذرا من الانهيار الكامل للاقتصاد السوداني المتوقع فى المدى القصير .
واوضح د.على الله عبدالرازق في مقال على صفحته ان الجنيه السوداني سجل خلال الأيام الماضية من شهر مايو و يونيو ٢٠٢٥ ، تراجعا كبيرا فى مقابل العملات الأجنبية، سواء فى البنوك و السوق الموازي معا، حيث سجل ارتفاعات كبيرة و مزعجة وفقا لتداول المتعاملين فى سوق العملات الأجنبية،فيما سجلت أسعار صرف الدولار في بعض البنوك تفاوتا وفوارق كبير ،
حيث كان سعر الأسعار المصرفية المعلنة لسعر صرف الدولار في بعض البنوك تباينا ، و بهذا تكون قد اقتربت أسعار البنوك من سعر صرف الدولار فى السوق الموازي، الذي وصل أكثر من 2250 جنيه سوداني خلال الأيام الماضية. واكد د.على الله ان هذا التراجع في سعر صرف الجنيه السوداني مقابل الدولار الأمريكي و غيره ، هو أحد آثار الحرب المندلعة فى السودان منذ 15 أبريل 2023.
حيث ادت هذه الحرب الضروس إلى تدهور كبير في قطاعات الإنتاج الحقيقية سواء الصناعي، الذي بلغت خسائره و تعطلت أكثر من 70% مصانعه، وكذلك القطاع الزراعي الذي تعطلت كثير من مشروعاتة، منوها ان ذلك دفع بتعويض نقص الإنتاج المحلي باستيراد السلع الضرورية والأساسية للمواطنين من الخارج ، وبدوره دفع بزيادة الطلب على النقد الأجنبي لمقابلة احتياجات هذا الاستيراد الملح، و الضروري.
وقطع على الله ان هذا التراجع فى قيمة الجنيه السوداني مؤخرا ، ينظر له باعتباره كمؤشر لدخول الاقتصادي السوداني مرحلة غير مستقرة في المدى القريب، الذي بدأت ملامحة تتمظهر في الراهن اللحظي من ارتفاع في المستوى العام للأسعار الذي وصل نحو أكثر من 300% ، وظهور ظاهرة الندرة للعديد من السلع ، وتوقع استمرار هذا التراجع مستقبلا، بحيث يتخطى سعر صرف الدولار الثلاث الاف جنيه سوداني خلال الثلاث أشهر القادمة.
وقال ينبغي على القيادة السياسية أن وجدت، ومافي حكمهم أن تلعب دورا متعاطما في وقف نزيف و استنزاف هذه الحرب المدمرة باي كلفة ، التي لاشك ستؤثر بالمزيد من التدهور فى أداء المؤشرات الاقتصادية الكلية وذلك من خلال المزيد من الصرف الحكومي على الحرب . فى ظل تراجع و انخفاض أداء الإيرادات العامة، مما يدفع قطعا بارتفاع معدلات التضخم فى المدى القريب ناهيك عن البعيد ، و التي حتما ستؤدي الى المزيد من التدهور فى قيمة العملة الوطنية.
واضاف ان النظر في الحرب و تداعياتها الاقتصادية والمعيشية والكلفة الإنسانية الباهظة واجب وطني على كل غيور على مستقبل السودان و نهضته.