
عزمي عبدالرازق: مشكلة هيكلية تتعلق بالفساد الممنهج
المشكلة في هيئة أو المجلس الأعلى للحج والعمرة بالسودان أعمق من قصص الخدمات وسوء التنظيم، بل هي مشكلة هيكلية تتعلق بالفساد الممنهج وسوء الإدارة، وممارسات مخلة بالشفافية والمساءلة وفيها شبهات محاباة أحيانًا، ونهم جمع الأموال بدل الحسنات.
وبالرغم من ارتفاع تكلفة الحج في السودان، إلا أن المقابل هو ذلك التنظيم البدائي ورداءة الأكل والشراب والرعاية الصحية والنفسية وضعف المتابعة وبيروقراطية الإجراءات ونقص المعلومات والتوعية والخدمات الأخرى، بما يؤكد رسوخ تلك المشكلة.
ولا مفر من اتخاذ قرار بحل هذا الجسم وإعادة تنظيمه بصورة مستقلة وشفافة وبشراكة مع المجتمع والقطاع الخاص، مع مراعاة مبدأ الشفافية والمساءلة والحوكمة الرشيدة. والكشف عن الميزانيات والتقارير المالية وتقارير الإيرادات والمصروفات للرأي العام السوداني بصورة مفصلة وكاملة. وقبل كل شيء، محاسبة أي شخص تورط في عملية فساد أو أخل بدوره، وإلغاء ترخيص أي شركة تستهتر بحقوق المواطنين في الحج والعمرة، أو تم اختيارها بناءً على المحسوبية. وهذا بالضرورة يسيء لبلادنا ولأهم شعيرة دينية ولا يجب السكوت عليه.