تقرير:محجوب ابوالقاسم
استضافت العاصمة المصرية القاهرة بالعاصمة الإدارية الجديدة مؤتمر للقوى السياسية السودانية وانعقد المؤتمر وسط آمال كبيرة وتطلعات نحو تحقيق السلام والاستقرار في السودان.
ويعتبر الملتقى فرصة نادرة للقاء القيادات السياسية ومناقشة قضايا مصيرية تهم الشعب السوداني.
نقاش وجدال:
دار نقاش وجدال واسع أثناء الجلسة الافتتاحية للمؤتمر وذلك لتباين الرؤى واختلاف في الاراء بين القوى السياسية التي تساند الجيش السوداني والقوى الداعمة للدعم السريع حيث طالبت القوى التي تدعم الجيش بعدم جمعها مع قوى تقدم إلا ان الوساطة قامت بفصل كل قوى على حدها وتسليم التوصيات للوسيط المصري ، وقبل انعقاد المؤتمر أصدرت عدد من القوى السياسية بيانات حيث أصدرت الكتلة الديمقراطية بيانا قالت فيه بأن اللقاء بين الأطراف التي تساند التمرد والكتلة لابد أن يكون غير مباشر وقالت على حسب بيانها بأن تقدم هي الواجهة السياسية لمليشيا الدعم السريع وحليفها المعلن وبالتالي هي شريك لها في كل الانتهاكات والجرائم البشعة التي ارتكبتها المليشيا على المدنيين السودانيين على حسب وصفها.
من جانبه أصدرت كل من حركة جيش تحرير السودان بقيادة عضو مجلس السيادة الجنرال صلاح الدين ادم وتجمع قوى تحرير السودان بقيادة الجنرال عبدالله يحى والتحالف السوداني بقيادة البخاري أحمد وحركة تحرير السودان قيادة مصطفى تمبور بيانا مشترك جددت فيه الوقوف بجانب المؤسسات الرسمية للدولة وقالت بأن تنسيقية القوى المدنية تقدم هي تمثل الجناح السياسي للمليشيا قبل وأثناء الحرب وطالبتها بإدانة كافة الجرائم والانتهاكات التي ارتكبتها عناصر المليشيا والرجوع فورا عن وثيقة اديس ابابا التي وقعتها مع زعيم الجنجويد (حميدتي) على حسب وصفها بالإضافة إلى الالتزام بمبدأ عدم الافلات من العقاب ومحاسبة كل المتورطين في دعم المليشيا واحتواء الأزمة السياسية السودانية حسمها بإرادة وطنية خالصة وليست حلول مستوردة من الخارج.
مشاهدات:
توافد إلى المؤتمر شخصيات سياسية بارزة من مختلف الأطياف السودانية قدمت في الجلسة الافتتاحية عدد من الكلمات من قادة الأحزاب السياسية وممثلي الحركات المسلحة وتناولت الخطابات أهمية التوحد والتعاون لبناء مستقبل أفضل للسودان.
مصر في الموعد:
أشاد وزير الخارجية والهجرة وشئون المصريين في الخارج الدكتور بدر عبد العاطي بالجهد الكبير والموقف النبيل الذي اتخذته دول جوار السودان التي استقبلت الملايين من الأشقاء السودانيين وطالب كافة أطراف المجتمع الدولي بالوفاء بتعهداتها التي أعلنت عن التزامها بها في المؤتمر الإغاثي لدعم السودان، الذي عقد خلال شهر يونيو 2023 م في جنيف، وكذلك المؤتمر الدولي لدعم السودان ودول الجوار الذي عقد في باريس منتصف أبريل 2024 م لسد الفجوة التمويلية القائمة، والتي تناهز 75% من إجمالي الاحتياجات، مشيراً لتكثيف مصر لاتصالاتها مع كافة المنظمات الإنسانية متعددة الأطراف لدعم دول الجوار الأكثر تضرراً من التبعات السلبية للأزمة.
وأكد سيادته على خطورة الأزمة الراهنة التي يواجهها السودان الشقيق منذ ما يزيد عن عام كامل وتداعياتها الكارثية التي تتطلب الوقف الفوري والمستدام للعمليات العسكرية حفاظاً على مقدرات الشعب السوداني الشقيق ومؤسسات الدولة
وشدد وزير الخارجية المصري على أن مصر ستستمر في بذل كل ما في وسعها بالتعاون مع كافة الأطراف لوقف نزيف الدم السوداني الغالي، والحفاظ على مكتسبات شعب السودان، والمساعدة في تحقيق تطلعات شعبه، والعمل على تسهيل انفاذ المساعدات الإنسانية المقدمة من الدول المانحة للسودان عبر الأراضي المصرية.
وأكد على أن أي حل سياسي حقيقي للأزمة في السودان لابد وأن يستند إلى رؤية سودانية خالصة تنبع من السودانيين أنفسهم، ودون إملاءات أو ضغوط خارجية وبتسهيل من المؤسسات الدولية والإقليمية، وعلى رأسها الاتحاد الإفريقي وجامعة الدول العربية ومنظمة الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبى والدول الشقيقة والصديقة المهتمة بالسودان.
ونوه د. عبد العاطي بأن النزاع الراهن هو قضية سودانية بالأساس، وبأن أي عملية سياسية مستقبلية ينبغي أن تشمل كافة الأطراف الوطنية الفاعلة على الساحة السودانية، وفي إطار احترام مبادىء سيادة السودان ووحدة وسلامة أراضيه، وعدم التدخل في شئونه الداخلية، والحفاظ على الدولة ومؤسساتها، مشدداً على أهمية وحدة القوات المسلحة السودانية لدورها في حماية السودان والحفاظ على سلامة مواطنيه.
مؤكداً أن مصر ستظل دائماً وأبداً داعمة لكافة الجهود الساعية لعودة الاستقرار والتقدم والازدهار للسودان الشقيق، داعيا كافة الأطراف السودانية إلى إعلاء مصلحة الوطن.
الامم المتحدة تشكر مصر
وجهت كبيرة مستشاري مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة إلى السودان نايلة حجار الشكر إلى مصر على جهودها الطيبة والحثيثة من أجل وقف الحرب في السودان.
وقالت خلال كلمتها في أن الحوار السوداني الشامل سيكون العامل المؤثر في صنع السلام ونهدف إلى تحقيق السلام على أرضية صلبة.
وطالبت بإنهاء القتال وإيصال المساعدات، مؤكدة دعمها الكاملة لكافة الجهود التي تصب في مصلحة إنهاء الحرب.
الاتحاد الاوربي.. وفتح ممرات إنسانية وإغاثية
أكد سفير الاتحاد الأوروبي الخاص بالسودان إيدان أوهارا أن السودان جمهورية ذات سيادة ولا بد من إحلال السلام ووجود مؤسسات تقدم خدماتها للشعب وتحميه.
ووجه سيادته الشكر لجمهورية مصر العربية على جهود وقف الحرب في السودان وقال نقدر كل الأدوار الفاعلة لـمصر من أجل إنهاء الأزمة
ونتطلع للعمل الجماعي لإيجاد حل لهذه الأزمة ولا بد من وقف إطلاق النار وإيقاف الاقتتال بين جميع الأطراف وأضاف لابد من تجنب مزيد من المجاعة ووقف الاقتتال وفتح ممرات إنسانية وإغاثية .
الاتحاد الافريقي ووقف الحرب في السودان:
قالت نائب رئيس لجنة الاتحاد الأفريقي المعنية بالسودان سبشيوزا وانديرا إننا نعمل على وقف القتال في السودان بشكل فوري وقالت أن المؤتمر يهدف إلى إنهاء الأزمة في السودان وتقريب وجهات النظر بين السودانيين وينعقد المؤتمر في إطار رغبة دول جوار السودان والدول الصديقة من أجل إنهاء الأزمة وسنعمل بشكل حثيث من أجل إنهاء معاناة السودانيين، موضحة أن التوترات في السودان أسفرت عن مقتل وإصابة الآلاف بينهم العديد من النساء والأطفال.
وأكدت باستمرارها في العمل من أجل تقريب الرؤى بين القوى السياسية لحل الأزمة.
الجامعة العربية..اطلاق الحوار السوداني السوداني
أكد مدير إدارة السودان في جامعة الدول العربية السفير زيد الصبان على دعم الجامعة العربية لإطلاق حوار سوداني شامل يؤدي إلى تشكيل حكومة وأكد أن الحوار بين الخصوم السياسيين وأضاف بإن نيـران الحـرب تحيط بمستقبل ملايين السودانيين.
قضايا النقاش:
ناقش المؤتمر العديد من القضايا ومن القضايا التي تم النقاش حولها
عملية السلام وركزت النقاشات على سبل تحقيق السلام الدائم في السودان وكيفية دعم الاتفاقيات السابقة وتوسيعها لتشمل جميع الأطراف بالاضافة الى قضية التنمية الاقتصادية بضرورة وضع خطط اقتصادية فعالة تسهم في تحسين مستوى المعيشة وتوفير فرص العمل للشباب السوداني.
اما قضية العدالة الانتقالية حظيت بنقاش موسع وتم تسليط الضوء على أهمية تحقيق العدالة والمصالحة الوطنية لضمان عدم تكرار مآسي الماضي.
التحديات والصعوبات:
على الرغم من الأجواء الإيجابية لم تخلى النقاشات من التطرق إلى التحديات الكبيرة التي تواجه السودان بما في ذلك استمرار النزاعات المحلية وأبرز المشاركون ضرورة تكثيف الجهود لوقف النزاعات المحلية والاشتباكات المسلحة في بعض المناطق خاصة في دارفور وجنوب كردفان.
والتحديات الاقتصادية حيث أكد الجميع على الحاجة الملحة لإصلاح النظام الاقتصادي ومكافحة الفساد لتحقيق تنمية مستدامة مشيرين إلى الأزمة المالية والديون المتراكمة التي تعيق تقدم البلاد.
وكذلك الثقة المتبادلة حيث أوضح الحضور أهمية بناء جسور الثقة بين مختلف الأطراف لضمان تنفيذ الاتفاقيات بنجاح حيث أن الفشل في تحقيق ذلك قد يؤدي إلى انهيار الاتفاقات والتراجع عن التقدم المحرز.
توصيات المؤتمر:
اختتم المؤتمر بجملة من التوصيات من أبرزها تشكيل لجان مشتركة لمتابعة تنفيذ الاتفاقيات ومراقبة تقدم العملية السلمية.
ودعوة المجتمع الدولي لدعم جهود السودان في تحقيق السلام والتنمية.
بالإضافة الى تنظيم لقاءات دورية لمتابعة المستجدات وتقييم التقدم المحرز.
بارقة امل:
ينتظر الشعب السوداني اي مبادرة يمكن أن تنهي معاناته والانتهاكات التي حدثت له وتشريده فأصبح مابين لاجئ ووافد وهنالك مازالت بارقة امل في الطريق.