أحمد الفادني: مليشيا الدعم السريع، من الانهيار الميداني إلى الإرهاب الجوي
مسيرات الخيانة تستهدف الوطن والمواطن

أحمد الفادني: مليشيا الدعم السريع من الانهيار الميداني إلى الإرهاب الجوي “مسيرات الخيانة تستهدف الوطن والمواطن”
في تطور دموي يكشف عن الإفلاس الأخلاقي والعسكري الكامل، اتجهت مليشيا الدعم السريع ومن عاونها ، بعد هزائمها الميدانية التكررة وفقدان السيطرة على المواقع التي اغتصبتها بالقوة، إلى استخدام الطائرات المسيرة في استهداف المدن والمواطنين العزل، في مروي وأم درمان وعطبرة و بورتسودان و كسلا. إنها ليست مجرد تحول في أدوات القتال، بل انزلاق سافر نحو الإرهاب الممنهج الذي يكشف نواياها الحقيقة نحو وطننا الحبيب، وتكريس لخيانة الوطن من معاونيهم في أوضح صورها.
أولا: هزيمة ميدانية تترجم إلى إرهاب جوي:
فشلت المليشيا في الصمود أمام ضربات القوات المسلحة السودانية، وفقدت عشرات المواقع التي ظنت أنها ستبقى بيدها إلى الأبد. ومع تضييق الخناق عليها ميدانيا، لجأت إلى الوسائل الجبانة في القتال ( الطائرات المسيرة) التي تضرب من بعيد، وتستهدف الأطفال والنساء، والأسواق والمخابز و الاعيان المدنية و البنية التحتية، بدلا من مواجهة الرجال في ميادين الشرف.
ما تقوم به المليشيا ليس قتالا… بل استهداف واضح وسافر لمكتسبات الوطن ، هدفه الأساسي إرباك وضغط الدولة، بتدمير المدن، وإشعال الحرائق في القرى والمستشفيات ومحطات المياه والكهرباء و المطارات و السدود ، تماما كما تفعل العصابات الخارجة عن القانون عندما تقترب نهايتها.
ثانيا: لماذا تستهدف المليشيا مروي وأم درمان وعطبرة بورتسودان وكسلا؟
إن تركيز الدعم السريع على ضرب مدن مثل مروي، أم درمان، وعطبرة بورتسودان ليس صدفة،هذه المدن تمثل:
1. رموزا وطنية للمقاومة السودانية، وذات قيمة معنوية عالية لدى الشعب السوداني امثال المك نمر وعبد الله ودسعد ومهيره و القائد عثمان دقنه و غيرهم من الرموز الوطنية المؤثرة في وجدان الشعب السوداني.
2. مراكز اقتصادية وسياسية وحيوية، تسعى المليشيا لتدميرها حتى تعطل الدولة.
3. مواطنين أوفياء رفضوا الخضوع لها، فقررت أن تنتقم منهم كأنهم أعداء، في سابقة خطيرة لم تحدث في تاريخ السودان.
ما يجري هو استهداف مباشر للشعب السوداني. مليشيا الدعم السريع لا يقاتل جيشا فقط، بل يقاتل الدولة والمجتمع بأكمله، ويثبت يوما بعد يوم أنها أداة تخريب وارهاب خارجي بلباس داخلي وانتم تعلمون ذلك .
ثالثاً: مسيرات الخيانة… بأيد غير سودانية
الطائرات المسيّرة التي تستخدمها هذه المليشيا ليست إنتاجا محليا، ولا حتى قرارا داخليا. إنها أدوات تخريب بايدي أجنبية، وتدار بخطط خارجية هدفها تقسيم السودان، وتركه أرضا محروقة. وما المليشيا في هذه المعادلة إلا واجهة مأجورة ،ودمية تحركها ايادي خفية وهي تنفذ أجندة لا علاقة لها لا بالوطن، ولا بالشرف، ولا حتى بالمنطق.
رابعاً: التداعيات الأخلاقية والإنسانية الكارثية
1. جريمة حرب كاملة الأركان وذلك
باستهدافها للأسواق والأحياء والمستشفيات و الكهرباء و المطارات استهداف البنية تحتية كاملة، بطائرات موجهة عن بعد بغض النظر من اين تطلق وهذه الجرائم و الفظائع، تضع هذه المليشيا في مصاف التنظيمات الإرهابية، ويستدعي تحركا دوليا فوريا لتجريمها ومن عاونها من الدول والحاضنات السياسية المحلية .
2. مأساة إنسانية مستمرة:
مئات الأسر فقدت أبناءها في لحظات، بلا إنذار، ولا سبب سوى أن المليشيا أرادت “إرسال رسالة” .
3. تدمير البنية النفسية والمجتمعية:
ماذا تبقى للمدني السوداني إن أصبح معرضا للقتل وهو في بيته يا من تنادون بالمدنية و الدومقراطية !!!، وهو في سوقه، في جامعته؟ الدعم السريع يحاول تفريغ المدن من أهلها بالقوة والرعب ولكن هم لايعرفون ما فعلت الحرب بالمواطن الذي أصبح أكثر تماسكا و قوة وشجاعة في مجتمعاته و اكثر التفافا حول من يدافعون عنه
ونخلص ونختم بالقول انه لا مفر من الحسم .إن ما تقوم به مليشيا الدعم السريع اليوم لم يعد “تمردا مسلحا” فحسب، بل تحول إلى مشروع تدميري شامل، ينفذ أجندة إقليمية لتفكيك السودان من الداخل.
الحرب بالمسيرات ضد المدنيين هي إعلان واضح أن هذه الجماعة عدو للشعب، لا خصم سياسي، ولا طرف في نزاع كما يدعون ويتشدقون بها.
المطلوب اليوم ليس فقط المواجهة العسكرية، بل أيضا تحرك سياسي وقانوني على أعلى مستوى، داخليا وخارجيا، لتجريم هذه المليشيا ومن عاونها بصورة واضحة غير مغلفة ومحاكمتهم كـمجرمي حرب وخونة للوطن.
(وعند الله تتجمع الخصوم)