المقالات

أحمد حسن الفادني: دلالات زيارة صلاح قوش إلى بورتسودان

متابعات -تسامح نيوز

أحمد حسن الفادني: دلالات زيارة صلاح قوش إلى بورتسودان

(قراءة استراتيجية في توقيت حساس)

بقلم : أحمد حسن الفادني

في خطوة مفاجئة تحمل في طياتها العديد من الدلالات السياسية والاستراتيجية، ظهر الفريق أول صلاح عبد الله قوش، المدير الأسبق لجهاز الأمن والمخابرات الوطني السوداني. الي مدينة بورتسودان، و المصنف عالميا اخطر رجل مخابرات في إفريقيا و الوطن العربي، يأتي هذا الظهور في وقت يشهد فيه السودان تصاعدا في التوترات السياسية والأمنية، مما يثير تساؤلات حول مغزى هذه الزيارة وتوقيتها. من خلال عدة تحليلات وسيناريوهات

1. إشارة إلى الاستعانة بالكوادر الوطنية بعودة محتملة الكوادر الاسلامية: يعتبر الفريق أول صلاح قوش من أبرز رموز وقيادات الحركة الاسلامية، وقد ارتبط اسمه بالعديد من الملفات الأمنية والسياسية الحساسة. فظهوره في بورتسودان قد يفسر كمؤشر على تحركات لإعادة بعض رموز رجالات الدولة بغض النظر الى انتمائاتهم السياسية،

أحمد حسن الفادني: دلالات زيارة صلاح قوش إلى بورتسودان

خاصة في ظل الحديث عن عودة شخصيات أخرى مثل محمد طاهر إيلا. هذا التوجه قد يقرأ كمحاولة لإعادة ترتيب الأوراق السياسية في السودان، مستفيدين من الحنين الشعبي لبعض رموز النظام السابق في مناطقهم القبلية او للعلاقات الخارجية التي يتمتع بها الاسلامين وخبرتهم في بناء الدولة في ظل العقوبات و الحظر .

2. دعم القيادة في مواجهة التحديات:تأتي زيارة قوش في وقت يواجه فيه قيادة الدولة تحديات كبيرة، سواء من حيث التوترات مع مليشيا الدعم السريع المتمردة أو الضغوط الدولية. باعتباره شخصية ذات خبرة واسعة في المجال الأمني، قد ينظر إلى ظهوره كمحاولة لتعزيز موقف الجيش وتقديم الدعم في مواجهة هذه التحديات.

3. رسائل إلى المعارضة والمجتمع الدولي:يحمل ظهور قوش في بورتسودان رسائل متعددة، سواء إلى المعارضة أو المجتمع الدولي. فمن جهة، قد يفسر هذا الظهور كمؤشر على استعداد قيادة الدولة الحالية للتعاون مع قيادات سابقة في الدولة، مما قد يثير قلق المعارضة. ومن جهة أخرى، قد ينظر إليها كمحاولة لإظهار استقرار الأوضاع الأمنية والسياسية في السودان أمام المجتمع الدولي.

أحمد حسن الفادني: دلالات زيارة صلاح قوش إلى بورتسودان

4. اختبار لردود الفعل الشعبية: قد تكون زيارة قوش إلى بورتسودان بمثابة اختبار لردود الفعل الشعبية تجاه عودة الاسلامين وقيادات الحركة الاسلامية. في حال عدم وجود ردود فعل سلبية قوية، قد يشجع ذلك على اتخاذ خطوات إضافية نحو إعادة دمج هذه الشخصيات في المشهد السياسي.

5. تعزيز العلاقات الإقليمية والدولية:يعرف عن قوش علاقاته الواسعة مع أجهزة استخبارات دولية، خاصة وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (CIA). ظهوره في هذا التوقيت قد يفسر كمحاولة لتعزيز العلاقات الإقليمية والدولية، خاصة مع الدول التي تربطها مصالح استراتيجية بالسودان.

 

ونخلص بالقول ان زيارة صلاح قوش إلى بورتسودان تحمل في طياتها العديد من الدلالات السياسية والاستراتيجية، وتعكس تحركات لإعادة ترتيب المشهد السياسي في السودان. في ظل التحديات الراهنة، قد ينظر إلى هذه الزيارة كمحاولة لتعزيز موقف المكون العسكري، وإرسال رسائل إلى المعارضة والمجتمع الدولي، واختبار لردود الفعل الشعبية تجاه عودة رموز الانقاذ ،مع استمرار التطورات في السودان، ستظل هذه الزيارة محل تحليل ومتابعة من قبل المراقبين و المحللين و الكتاب السياسيين، لما تحمله من مؤشرات على الاتجاهات المستقبلية للبلاد.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى