أحمد حسن الفادني يكتب: مستقبلنا في الشباب.. (الشبكة القومية الشباب السوداني)
متابعات -تسامح نيوز

أحمد حسن الفادني يكتب: مستقبلنا في الشباب.. (الشبكة القومية الشباب السوداني)
بعد كتابتي للمقال الذي اخذ عنوان (الشباب روح الوطن)، تواصل معي كثير من الاخوة الشباب سواء من الزملاء او الاقارب او المعارف وتداولو معي كثير من النقاط التي تخص الشباب ، كل بوجهة نظره ومن خلال نقاشاتهم الجميلة و الثرة و التي تحمل في طياتها افكار رائعة و قابلة للتطبيق العملي في شتى المجالات جاءت فكرة هذا المقال و نبعت منه فكرة إنشاء شبكة قومية تحتوي الشباب.
،في ظل تلك الأزمات التي يعاني منها شباب السودان في الماضي و الحاضر، وتحت وطأة تلك الازمات واخرها كانت الحرب التي مزقت احلامهم ، وأثرت على الاقتصاد تأثير مباشر، وأيضا أثرت على البنية السياسية، تجيئ الحاجة الملحة إلى إعادة التفكير في مستقبل البلاد من منظور استراتيجي، يضع الشباب في صميم هذه الرؤية. فالشباب ليسوا فقط الفئة الأكثر عددا في السودان،
بل هم الطاقة الكامنة، والعقول المتقدة، والقلوب النابضة بالوطنية والعطاء. من هنا تأتي اهمية الشبكة القومية للشباب السوداني كضرورة وطنية واستراتيجية، لا ترفا تنظيميا كما حصل قبل ذلك في حقب مضت .
وهنا نتسائل لماذا شبكة قومية للشباب؟
الشبكة القومية للشباب ليست مجرد تجمع تنظيمي، بل هي كيان شامل يستهدف بناء منظومة متكاملة لتمكين الشباب السوداني على المستويات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية، وتوحيد جهودهم في مسار وطني وقومي جامع. فغياب جسم قومي و وطني موحد يخدم قضايا الشباب .أضعف فرص تأثيرهم في صناعة القرار ، وجعل مبادراتهم مشتتة وغير مستدامة.
وبتكوين الشبكة التي تعمل كحلقة وصل بين الشباب والدولة، وبين الشباب والمجتمع المدني، وبين الشباب والقطاع الخاص، يسهل عليهم الوصول إلى الموارد، والمشاركة الفاعلة في السياسات، وتكوين رؤى جماعية لمستقبل البلادو يكون لديهم الرؤية الجماعية لقيادة البلاد فهم قادة المستقبل.
# محاور الشبكة وبرامجها المقترحة:
1. التمكين الاقتصادي:
تقديم حزم تمويلية ومشاريع ريادة أعمال شبابية.من خلال دعم التجمعات الإنتاجية الزراعية والصناعية التي يقودها الشباب. ويتأتى ذلك بالتدريب على المهارات الحديثة والمهن الرقمية والمشاريع الخضراء.
2. التمكين السياسي:
تدريب الشباب على مفاهيم الديمقراطية وتوسيع الافق و الرؤى السياسية والمشاركة في الحكم المحلي. وذلك بتأهيل قيادات شابة للمشاركة الفاعلة في الأحزاب والمنظمات. عبر إنشاء منتديات حوار وطنية قومية يقودها الشباب للتعبير عن رؤاهم لقضايا الوطن بكل شفافية و فهم راقي بتوصيل اصواتهم .
3. التمكين الاجتماعي والثقافي:
تعزيز روح الوحدة والتسامح من خلال برامج فنية وثقافية ورياضية. بدعم مبادرات بناء السلام والمصالحة المجتمعية. ومحاربة خطاب الكراهية والعنصرية عبر الإعلام الشبابي التوعوي.
4. بناء القدرات والتأهيل:
من خلال شراكات مع الجامعات والمراكز البحثية لتأهيل الشباب في مجالات القيادة والإدارة و التخطيط الاستراتيجي . من خلال برامج تدريبية متقدمة في مجالات التكنولوجيا، الصحة، البيئة، الإعلام ،و التخطيط .
5. العمل الطوعي والخدمة المجتمعية:
تنظيم حملات شبابية تطوعية في مجالات الإغاثة، و إعادة الإعمار، النظافة، الصحة والتعليم.
الأثر المتوقع للشبكة
1. سياسيا: ستؤسس الشبكة لثقافة جديدة من العمل السياسي النظيف، القائم على المصلحة العامة، وتمنح الشباب أدوات المشاركة في الحكم الرشيد وتأهلهم كقادة لمستقبل البلاد.
2. اقتصاديا: سيسهم تمكين الشباب في خفض معدلات البطالة، وزيادة الإنتاجية، وتوسيع قاعدة الاقتصاد الانتاجي غير الريعي.
3. اجتماعيا: ستوحد الشبكة الجهود الشبابية على امتداد السودان، وستكون أداة فاعلة في بناء مجتمع أكثر تضامنا وسلمية وتسامحا وتقبلا.
الشباب في الحرب: أياد تبني رغم الخراب:
وسط الدمار الذي خلفته الحرب، لم يستسلم الشباب السوداني. على العكس، كانوا في الخطوط الأمامية تحت إمرة قواتهم المسلحة مجاهدين و مرتبطين ،وجنود للمبادرات الإنسانية والتطوعية. إذا اقاموا نقاط الإغاثة و التكايا و فرق الانقاذ السريع و التسكين
،ووزعوا الطعام والدواء، وأسعفوا الجرحى في المستشفيات، وسهروا على حماية الأحياء من النهب والانفلات الامني ،وبعضهم أسس منصات إعلامية لتوثيق الحقائق، والبعض نظم حملات توعية ضد خطاب الكراهية. شبابنا اليوم برغم الظروف، هم من يصنع الأمل وسط الركام. هذه الروح المتقدة يجب ألا تترك عرضة للإحباط والتهميش، بل يجب احتضانها عبر شبكة قومية قادرة على توجيه هذا العطاء نحو البناء والتعمير.
رسائل في بريد كل فئات المجتمع:
1. إلى الدولة: آن الأوان لوضع الشباب في صدارة الأجندة الوطنية، فهم ليسوا جيشا احتياطيا فقط ، بل شركاء فاعلين في رسم المستقبل.
2. إلى القطاع الخاص: استثمروا في قدرات الشباب، وادعموا مشاريعهم، فهم وقود التنمية.
3. إلى الأحزاب السياسية: افسحوا المجال للقيادات الشابة، وامنحوهم فرصة التعبير والمساهمة.
4. إلى المجتمع المدني: كونوا جسرا بين الشباب ومراكز التأثير.
5. إلى الشباب أنفسهم: توحدوا، نظموا صفوفكم، ولا تيأسوا، فأنتم أمل السودان وسر نهوضه قادته في المستقبل فالمستقبل بين ايديكم .
المستقبل يصنع اليوم:
إن مشروع الشبكة القومية للشباب السوداني هو استثمار في مستقبل السودان. فالمجتمعات لا تنهض إلا حينما تضع طاقاتها الشابة في قلب مشروعها الوطني. لن يبني السودان في الغد إلا سواعد أبنائه اليوم. فلنبدأ معا من الان، بخطوة نحو الأمل، في مسار عنوانه (مستقبلنا في الشباب).