تحقيقات وتقارير

أحمد هارون.. الرجل الذى بعثر أوراق الجميع ماذا يعنى بتصريحاته تلك؟! 

متابعات | تسامح نيوز

أحمد هارون.. الرجل الذى بعثر أوراق الجميع ماذا يعنى بتصريحاته تلك؟

د. ربيع عبد العاطي : تصريحات أحمد هارون  “ضرورية جداً في هذا التوقيت”

باحث في الشؤون السياسية: تصريحات هارون   “حجرا في غصة الخونة”

عبد الناصر سلم: لا نجزم بأن تصريحات أحمد هارون تمثل  تنسيقًا  مع قيادة الجيش.

 

خبير في قضايا الإرهاب: تصريحات هارون قد تثير قلقًا في الدوائر الغربية.

نائب مدير مركز الراصد لدراسات الاستراتيجية: لهذا السبب وجد حديث احمد هارون صدى واسعا

 

تقرير ـ تسامح نيوز

فى احدث ظهورله، توقع رئيس حزب المؤتمر الوطني المكلف احمد هارون بقاء الجيش السوداني في الحكم بعد الحرب، وقال ان  الانتخابات “قد تتيح” لحزبه والحركة الإسلامية المرتبطة به العودة إلى السلطة. هارون  الذى كان محتجزا  فى السجن المركزى  بالخرطوم وخرج بعد إندلاع الحرب  فى منتصف ابريل2023، قال إن حزب المؤتمر الوطني يقترح” هيكل حكم يمنح الجيش السودانى السيطرة علي الأمور السيادية “بالنظر لمهددات الأمن السوداني والتدخل الخارجي ” على أن تأتي الانتخابات برئيس وزراء لإدارة الحكومة.

 

استراتيجية اللا عودة:

 

هارون   مضى بقوله : “اتخذنا قرارا استراتيجيا ألا نعود للسلطة إلا عبر صناديق الانتخابات بعد

الحرب، و لن نكون في أي حكومة انتقالية  غير منتخبة بعد الحرب”.

وأضاف “النموذج الغربي لن يكون مناسبا للسودان.

ولا بد من الوصول لصيغة عن دور الجيش في السياسة في ظل الهشاشة الأمنية والأطماع الخارجية، فهذه لن تكون الحرب الأولى ولا الأخيرة في البلد”.واقترح هارون إجراء استفتاء شعبي على “من يقدمه الجيش للحكم”.

 

لماذا الآن:

تصريحات هارون اثارت جدلا واسعا واستغلها معارضو الجيش الذين لطالما اتهموا الحركة الإسلامية والمؤتمر الوطني  بانهما من يديرا الجيش والحرب. ويتساءل المراقبون مالذى يسعى  اليه الوطني من خلف تلك التصريحات؟

أحمد هارون.. الرجل الذى بعثر أوراق الجميع ماذا يعنى بتصريحاته تلك؟! 

ضرورية وفى هذا التوقيت:

 

الباحث في الشؤون السياسية والقيادى فى حزب المؤتمر الوطني   د. ربيع عبدالعاطى  اعتبر فى حديثه لـ(تسامح نيوز)،ان تصريحات أحمد هارون  “ضرورية جداً في هذا التوقيت” ـ ليست لتعزيز “ترهات” المعارضين وإنما لإثبات أن قاعدة المؤتمر الوطني و الرأي العام الشعبي هو الداعم للجيش السوداني في حرب الكرامة وهم بذلك يقفون موقفا وطنيا خالصا ضد من انتهك الحرمات و اغتصب الحرائر وسلب الممتلكات ودمر البنية التحتية وكان سببا في لجوء ونزوح ملايين المواطنين وتركهم لديارهم

 

تصريحات النصر:

 

ربيع وصف تصريحات هارون  بانها “حجرا في غصة الخونة” ومن باعوا وطنهم و دعّموا المليشيات و أكدت بأن قاعدة و جماهير المؤتمر الوطني لا تسيطر على الجيش السوداني، وإنما تعبر عن هتاف” جيش و احد شعب واحد”، وهذا هو الذي يغيظ المرتزقة و أعوانهم من العملاء، كما أن تصريحات هارون تشير إلى “إقتراب لحظة النصر و الفوز المبين وكأنه يود القول بأن لا نامت أعين الجبناء”، ويواصل د. ربيع :”  عندما يصرح هارون بهذا التصريح فهو يقف على أرضية صلبة وواسعة بإعتبار أن المؤتمر الوطني هو صاحب اكبر قطاع شعبي منظم و كوادر قادرة، تتضاءل أمامها  كل الأحزاب

وخاصة اليسارية و العلمانية و البعثية و الطائفية و القبلية

وهذا ما يشهد به الواقع ويخرس الكثير من الأصوات.

 

وضع النقاط في الحروف:

 

فى المقابل يرى نائب مدير مركز الراصد لدراسات الاستراتيجية والسياسية د. الفاتح عثمان فى حديثه لـ (تسامح نيوز)، ان حديث الرئيس” السابق “للمؤتمر الوطني حول رؤية حزبه للعملية السياسية وللحرب الجارية حاليا في السودان اراد منه وضع النقاط في الحروف، فهو حدد شكل علاقة حزبه بالجيش بانهم اتخذوا قرار استراتيجي بدعم الجيش في هذه الحرب  وانهم غير راغبين قط في العودة للحكم مرة أخرى بغير الانتخابات.

أحمد هارون.. الرجل الذى بعثر أوراق الجميع ماذا يعنى بتصريحاته تلك؟! 

رسالة احمد هارون لهؤلاء:

ويوضح د. الفاتح  ،ان حديث احمد هارون يبدو انها رسالة للعالم الخارجي ـ اي للغرب ولدول الإقليم، لكي تتفهم سبب دعم المؤتمر الوطني للجيش السوداني وان دعم الحزب للجيش ليس مقصودا منه العودة للحكم، ولهذا  وجد حديث احمد هارون صدى واسع جدا خاصة وان الرجل “مختفي منذ نشوب الحرب” وهو المطلوب الأول لدي محكمة الجنايات الدولية في قضية احداث دارفور ابان حكم البشير .

اذن الرسالة وصلت لكل الجهات المقصودة لكن بالطبع من الصعب علي قوى الحرية والتغيير وحلفائها من الدعم السريع والامارات تصديق اقوال احمد هارون وبما ان أمريكا وإسرائيل كلاهما يهتمان بما ترغب فيه الامارات ولذلك قد لا يجدي  حديث احمد هارون نفعا في تغيير توجس أمريكا والاقليم من ظهور الحركة الإسلامية السودانية مرة أخرى و اعادة تقديم نفسها كطرف فاعل في الساحة السودانية .

 

توقيت الرسالة واجتماع واشنطن:

 

وحول توقيت  تصريحات رئيس حزب المؤتمر الوطني  مع اجتماعات حول تسوية محتملة الحرب فى واشنطن  فى التاسع والعشرين من يوليو الجارى،يذهب ذات محدثي د.الفاتح الى ان مشروع التسوية الذي ترغب فيه واشنطن” صعب جدا تحقيقه” حالبا في ظل اختلاف وجهات النظر بين حلفاء واشنطن في الإقليم حول مدي شرعية الجيش والحكومة السودانية وبالتالي تظل فرصة اجتماع واشنطن ضئيلة جدا في التوصل ل حل ينهي الحرب في السودان.

 

إحراج المدافعين:

 

القيادى فى الحزب الشيوعي د.  كمال كرار يذهب فى حديثه لـ (تسامح نيوز)، انه وعلى الرغم من

النفي المتكرر، فالمعروف أن قادة الجيش والرتب الكبيرة من عناصر “الحركة الاسلامية”، وان المكون العسكري بعد الثورة كان عمليا يمثل ‘اللجنة الأمنية العليا للنظام السابق “.ويضيف :”اذن فهذه الحقيقة ثابتة يضاف اليها المعلومات حول ان كتيبة البراءالبراء وهم عناصر اسلامية متشددة ومليشيا كانت داخل الجيش منذ ٢٠١٢، وكذلك الدفاع الشعبي، عليه فان تصريحات أحمد هارون تأتي فقط بمثابة” احراج للذين ينفون ارتباط الجيش بتنظيم الاخوان المسلمين،خوفا من ردود الفعل الاقليمية”.

مضمون التصريحات وسياقها:

 

وفي المقابل يعتبر خبير إدارة الأزمات ومكافحة الإرهاب د. عبدالناصر سلم  فى حديثه لـ (تسامح نيوز) تصريحات هارون، من حيث الشكل،بانها ليست صادرة عن جهة رسمية أو ذات صفة قيادية في الجيش، لكنها من حيث المضمون، تأتي في لحظة بالغة الحساسية، حيث يخوض الجيش معركة كبرى ضد قوات الدعم السريع في الفاشر ودارفور، وتُبذل جهود دولية حثيثة لتهيئة الأرضية لتسوية سياسية محتملة في العاصمة الأمريكية واشنطن خلال أيام.

ويضيف حول ما اذا كانت هذهالتصريحات  سيعزز سردية سيطرة الإسلاميين على الجيش؟

من الناحية السياسية، واضاف موضحا  تُستخدم تصريحات مثل هذه من قبل خصوم الجيش، خصوصًا الدعم السريع وحلفائه، لتغذية خطاب يفيد بأن “الحرب تُدار من قبل الإسلاميين”، وهي سردية برزت منذ الأيام الأولى للصراع، وتجد في مثل هذه التصريحات ما تعتبره “دليلًا إضافيًا”.ومع ذلك، لا يمكن الجزم بأن تصريحات أحمد هارون تمثل موقفًا رسميًا أو أن هناك تنسيقًا مباشرًا مع قيادة الجيش. بل يمكن قراءتها كخطاب موازٍ يسعى لإثبات الوجود السياسي للحركة الإسلامية في المشهد العام، مستفيدًا من الانخراط الشعبي والعسكري الحالي في مواجهة التمرد، دون أن يكون ذلك تعبيرًا عن تحكم فعلي أو سيطرة تنظيمية.

أحمد هارون.. الرجل الذى بعثر أوراق الجميع ماذا يعنى بتصريحاته تلك؟! 

التأثير المحتمل على مسار التسوية الدولية:

 

ويواصل سلم ،بان تصريحات هارون قد تثير قلقًا في الدوائر الغربية، خاصة واشنطن، التي تضع خطًا واضحًا بين دعم الجيش كمؤسسة وطنية تقاتل ضد تمرد مسلح، وبين القبول بعودة شخصيات أو تيارات مرتبطة بالنظام السابق إلى الواجهة.

وبالتالي، فإن هذه التصريحات، حتى وإن كانت فردية، قد تُستخدم لتبرير فرض شروط سياسية إضافية على مسار التسوية، بما في ذلك:

• توسيع قاعدة التمثيل السياسي المدني غير المرتبط بالنظام السابق

• الدعوة لمزيد من الضمانات حول حيادية المؤسسة العسكرية

• الضغط لتسليم المطلوبين للجنائية الدولية، ومنهم أحمد هارون نفسه

 

 

التوقيت والسياق العسكري والسياسي:

 

وينبه  الخبير فى قضايا الارهاب، يُبقوله :”يعد التوقيت لافتًا: فالتصريحات صدرت قبل ثلاثة أيام فقط من اللقاء المرتقب في واشنطن، وفي لحظة ميدانية حاسمة، تشهد فيها الجبهات تصاعدًا في وتيرة العمليات العسكرية”.،ويمكن قراءة التوقيت في إطارين متوازيين:

• إطار داخلي: محاولة لإثبات أن للحركة الإسلامية دورًا في “الدفاع عن الدولة”، وربما السعي لخلق مشروعية سياسية عبر الميدان.

• إطار خارجي: إرسال رسالة بأن أي تسوية لا يمكن أن تتجاهل “القوى الحقيقية” على الأرض، سواء داخل المؤسسة العسكرية أو في محيطها الشعبي والسياسي.

 

لكن هذه الرسالة قد تأتي بنتائج عكسية، إذ إن الأطراف الدولية تعتبر أن هذا الخطاب يعيد إنتاج معادلات ما قبل الثورة، وهو ما قد يعقّد جهود التفاوض ويُضعف الموقف الوطني الجامع.

 

 

المخاطر والانعكاسات على الداخل السوداني:

 

وينبه د.سلم،ان التصريحات قد تُغذي الانقسامات السياسية داخل معسكر القوى الوطنية، وتضع المؤسسة العسكرية في موقع حرج، خصوصًا أمام القوى المدنية التي دعمت الجيش في معركته ضد الدعم السريع، لكنها ما تزال تتحسس من أي مؤشرات على عودة نفوذ الإسلاميين.

كما أن الخطاب الإعلامي المضاد قد يوظف هذه التصريحات لإثارة المخاوف من “أسلمة الحرب”، بما يُهدد بتوسيع الشرخ الجهوي والأيديولوجي، ويُعقّد جهود المصالحة الوطنية بعد الحرب.

 

المطلوب الان:

 

ويمضى ذات محدثي،الى ان تصريحات أحمد هارون، ورغم أنها لا تعبّر عن موقف رسمي، تُعد تطورًا لافتًا في الخطاب السياسي الموازي للصراع. فهي تحاول تقديم الإسلاميين كجزء من معادلة ما بعد الحرب، في وقت تُفضل فيه معظم القوى الوطنية والدولية الفصل بين المعركة العسكرية ضد التمرد، وبين إعادة إنتاج قوى ما قبل الثورة. ويلفت الى ان المطلوب اليوم، هو خطاب سياسي متماسك من المؤسسة العسكرية وشركائها المدنيين، يُعيد التأكيد على أن معركة الجيش هي من أجل السودان، لا من أجل مشروع سياسي بعينه، وأن مستقبل البلاد يُرسم عبر حوار وطني شامل، لا عبر رسائل إعلامية مفاجئة من شخصيات مطلوبة دوليًا.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى