المقالات

ألوان هيثم السيد .. التريند مرض العصر ..

تسامح/الخرطوم

 

..في زمن الخواء الفكري والأنفلات الثقافي أصبحت الأشياء الخالية المحتوي والمضمون هي الأكثر رواجا وتحظي بالمتابعة والأهتمام ،غالبية من يقفون وراء الضجيج الفارغ نكرات يبحوث عن الشهرة بأي ثمن ،لذلك لايتحرجون من تعدي الخطوط الحمراء للدين العادات والتقاليد والأدب .
.. خلال السنوات الأخيرة كان كل من أثري فجأة يبحث عن الشهرة ،فكانت الرياضة هي (الحيطة القصيرة ) لكل من يبحث عن وضع إجتماعي ،لذلك دخلت مجالس إدارات الهلال والمريخ شخصيات لا تعرف شيئا عن الناديين ولا تفرق بينهما إلا بألوان الشعار .
..مؤخرا إتجه كل عاطل مهنة وموهبة الي المجال الفني وعاثوا فيه الفساد ،و وصل الأمر أكثر من ذلك في إطار البحث عن الشهرة والتريند ،وأصبحوا لايتحرجون من تقديم الأعمال الهايفة ،أو كل عمل يرون أنه سيحدث فرقعة في الساحة الفنية .
..في إطار السعي نحو التريند إنتشرت العديد من المحاولات لأنتاج دراما سودانية لم يراعي فيها أهداف ومضامين الدراما الأساسية ،فقدموا أعمال تشابه ماينتجه (السبكية ) في مصر،والسبكية (جزارين) تركوا بيع لحوم العجول وإتجهوا للتجارة في لحوم البشر ممن أكرمهن الدين وأعزهن .
.. حققت أفلامهم مبيعات عالية ،لكنها تراجعت بتاريخ السينما وقيمتها الأدبية لأنها إعتمدت علي الأثارة البغيضة التي لايمكن للأسر المحترمة مشاهدتها .
.. نشاهد حاليا حوالي ثلاثة مسلسلات سودانية أتت بعضها علي الطريقة السبكية ،يهدف من يقف ورائها لضرب المنافسين في الأنتاج الدرامي ولتحقيق الشهرة وخطف الأضواء .
.. قبل رمضان تابعنا تراويج لمسلسلي (دروب العودة ) و( زاندا )،وبعد أن إنتصف رمضان جاءت خيل (ودالمك) الأصيلة قبل اللفة وسحبت البساط من العملين المذكورين خاصة زاندا الذي لم يراعي روحانية الشهر الفضيل وقدسيته ،ولم يراعي للقيم السودانية من خلال عرضه لظواهر منبوذة كان يمكن معالجتها دراميا بأسلوب يمنع إنتشارها وليس العكس كما حدث في المسلسل .
..أنه السباق نحو التريند وليس علي المحتوي والمضمون الذي يجب أن تقوم عليه الدراما .
.. مايقدم عبر زاندا يروج لظواهر ولجراءة يرفضها المجتمع السوي .
.. محمد الجقر الذي فشل في مسرح الغناء إتجه للدراما لتحقيق غايته من الشهرة ،وظهر ذلك من خلال سيطرته علي العمل كاملا بداية من التتر ،حيث قدم إسمه علي أسماء لها تاريخ في عالم الدراما علي رأسهم الأستاذة بلقيس عوض .
.. من ينظر للمكاسب الزاتية من عمل جماعي لن يحقق مايصبو إليه ،الدراما عمل يقم علي الجماعية ويستند علي سيناريو يطرح قضايا مختلفة ويعالجها دراميا بحرفية عالية بعيدا عن الأشارات المباشرة التي تمس قيم المجتمع .
.. هناك حالة إستسهال في كل الأعمال الفنية سواء أن كانت غنائية أم درامية ،غالبية من ينفذون تلك الأعمال هم ليسهو بهواة ،بل للأسف هواة شهرة يريدون الظهور بأي ثمن .
.. بمناسبة الغناء شاهدت فيديو لندي القلعة وهي تترجل من سيارة علي بعد خطوات من سلم الطائرة بمطار الخرطوم قبل صعودها إليه .
.. أنه مرض البحث عن التريند وتأكيد النجومية .
.. النجومية الحقيقية للفنان بمايقدم من أعمال غنائية ،وليس بفيدوهات الشو .
.. التصوير داخل الطائرات والتجول في المولات خارج السودان والتباهي بالسيارات والهدايا الفاخرة و شراء الشقق لايصنع فنانا ناجحا ،وهو إنبهار فارغ لايفيد المتلقي بشئ ،بل يعكس السطحية والعقلية الخاوية لصاحب الفعل .
.. فيديو القلعة داخل باحة مطار الخرطوم يتطلب إجراء تحقيقا عاجلا من الجهات المختصة .
.. منتوج الفنان ونجوميته الحقيقية فيما يقدم من أعمال فنية ،ذلك هو المقياس الحقيقي للفنان ،وإن إمتلك الفنان طائرة خاصة وفيلا في (البندقية)،فلن تصنع منه مطربا ناجحا .
.. إحتراما للفنانة الأستاذة حنان النيل لن أدخلها في مقارنة ،ولكن الي يومنا هذا لم تأتي مطربة بقدرات عافية حسن التي إعتزلت الفن قبل أكثر من 15 عاما .
.. التريند مرض خطير يحتاج مصابيه للعلاج النفسي .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى