أمريكا ونقل السلطة للمدنيين .. إشارات لإشعال الحريق

أصدرت السفارة الأمريكية بالخرطوم بياناً حول زيارة مبعوث الرئيس الأمريكي للقرن الأفريقي جيفري فيلتمان للسودان. وتحدث البيان أن زيارة جيفري تطرقت لضرورة إحراز تقدم سريع بشأن المعايير الرئيسية في الإعلان الدستوري والتي من شأنها تحقيق الإستقرار في المرحلة الإنتقالية. ومن ضمن هذه المعايير التوصل إلى توافق حول موعد نقل رئاسة مجلس السيادة إلى المكون المدني وبدء عملية شاملة لتطوير رؤية جديدة للأمن القومي السوداني لتوجيه أجندة إصلاح قطاع الأمن تحت سلطة مدنية.
وتصاعد جدل نقل السلطة للمدنيين عقب خلافات شركاء الفترة الإنتقالية وصدرت تصريحات من مسؤولين رفيعين في المكون المدني تتحدث عن نقل السلطة. وجاءت إشارة أمريكا في بيانها الأخير لهذه النقطة وكأنها تريد لبعض الجهات التركيز عليها. لكن الوثيقة التي وقع عليها المجلس العسكري حينها وقوى إعلان الحرية والتغيير حددت نصيب العسكر في رئاسة مجلس السيادة بـ21 شهراً ونصيب المدنيين بـ18 شهراً، وتم تعديل الوثيقة بموجب إتفاق السلام في جوبا بين الخرطوم وعدد من حركات الكفاح المسلح. وأقرت تعديلات الوثيقة الدستورية بدء الفترة الإنتقالية من تاريخ التوقيع على إتفاقية السلام في 3 أكتوبر 2020.
وقال عضو اللجنة القانونية لقوى الحرية والتغيير المحامي المعز عمر حضرة يقول إن النص المتعلق برئاسة الفترة الإنتقالية محسوم، وحدد مدة كل طرف في الرئاسة، لكن إتفاق جوبا اعتبر بداية الفترة الإنتقالية من تاريخ توقيعه. ويضيف حضرة للجزيرة نت وعليه تبدأ مدة رئاسة العسكريين (21 شهراً) من توقيع إتفاق جوبا في أكتوبر 2020 وتنتهي في يوليو 2022.
وبغير النص القانوني الذي يؤكد أن أوان نقل السلطة لم يحن بعد فإن هناك عدد من العوامل التي تحتم تأجيل نقل السلطة للمدنيين. وهو ما قال به المستشار السياسي لرئيس الوزراء ياسر عرمان بأن هناك مجموعة من القضايا السياسية والأمنية التي تحول دون تسليم السلطة للمكون المدني. وأوضح عرمان خلال مشاركته في برنامج المسائية على قناة الجزيرة مباشر أن قضايا شرق السودان ومناطق البترول والإغتيالات السياسية والتهديدات إلى جانب ملفات نشاط (تنظيم الدولة داعش) في السودان قد تدفع كلاً من الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان والفريق أول محمد حمدان دقلو إلى عدم المجازفة بتسليم السلطة للمكون المدني.
ويقول خبراء ومحللون سياسيون أن إنتقال السلطة للمدنيين تبقى له أشهر عديدة لأنه بعد التوقيع على إتفاق جوبا لسلام السودان تم (تصفير) عداد المرحلة الإنتقالية وسيحدث ذات الشيئ إن وقع عبد الواحد نور وعبد العزيز الحلو. وأضاف الخبراء أن أمريكا تعلم بذلك لكنها ببيانها الأخير سعت لصب الزيت على النار لإشعال الحريق وإحداث توترات في الفترة الإنتقالية رغم حديثها عن الحرص على التوافق ودعم الشراكة.