
أمين حسن عمر يكتب: رحم الله عبد القادر
رحم الله عبد القادر سالم رحمة واسعة سابغة وجعل قبره روضة من رياض الجنة فقد عرفناه رجلا طاهر الجنان عامر الوجدان بحب السودان وأهل السودان وربوع كردفان.
كان أول عهدي بعبد القادر مبكرا وكنت طفلا وكان استاذا مدرسا بالمدارس وكان يحيي الحفلات في مدينة الأبيض عروس الرمال .كانت حفلة عبد القادر في زفاف خالة لنا وكان يغني يومذاك

شقيقيش قل لي مروح قبال صباحنا يبوح
أنا ما بقدر أسيبك
قليبي تشيلا تروح
كان هذا قبل إعادة إنتاج الأغنية بكلمات متجددة
ولم افهم كثيرا من الأغنية لكنني أحببت لحنها وأحببت صوته المغرد بها،
كبر حب الأغنية معي فما سمعتها في مكان إلا توقفت
وأغنية أخرى سمعتها من عبد القادر آنذاك وهي أغنية الغالي تمر السوق
إن قسموه ما بحوق
وهي أغنية تراثية أعيد إنتاج كلماتها لكني لا أزال أذكر من كلماتها القديمة
فاطرك دهب جيد
دقاقا ما بليد
أني داير أعيد
في دار الإبيض
بنطق أهل كردفان لأسم عروس الرمال بكسر الألف .وكان عبد القادر أول فنان إستمع له في حفلة ولاعجب أن ظل صوته الرخيم يصل ويرن في الوجدان كلما سمعت نغمة كردفانية
ثم عرفت عبد القادر سالم من بعد على مقربة عندما عملت وزيرا بوزارة الثقافة ومديرا عاما لهيئة الإذاعة والتلفزيون وكان قد ترقى كثيرا في مقامات العلوم والفنون والأدب ولاغرو أن ظل نجما ساطعا بين رفقائه الفنانين وبين المعجبين وبخاصة أولئك الذي يقدرون فنون كردفان فكردفان وألحانها هي قيثارة أهل السودان ولئن فازت البطانة والشمالية بالشعر فقد فازت كردفان والنيل الأزرق بالألحان

كان عبد القادر قائدا في سربه وكان خير من يمثل جماعة اهل الفنون المويسقية فقد كان ملحنا ومغنيا وعارفا بالتراث وكان رجلا دمث الخلق لطيف العشرة، من عرفه أحبه فلا غرو أن يفتقد اليوم كثير من الفضلاء الذين يعرفون مقامات الفضلاء مثل عبد القادر
رحم الله عبد القادر وأخلف الله على أهله ومريديه ووطنه من بعده بخير كثير ولا حول ولا قوة إلا بالله.
أمين حسن عمر





