برلمان القراء

أولويات الإعمار والإصلاح بالتمويل الزراعي

زهير عبدالله مساعد

أولويات الإعمار والإصلاح بالتمويل الزراعي

زهير عبدالله مساعد.

يصبح من الضروري التركيز على إعادة بناء الاقتصاد الوطني، وبالأخص قطاع الزراعة الذي يُعتبر أساسياً لتحقيق الأمن الغذائي والتنمية المستدامة.

يتطلب ذلك وضع أولويات واضحة للإعمار، والإصلاح الزراعي، وتعزيز التمويل، لضمان استعادة الإنتاجية وتحسين الظروف المعيشية للسكان ويجب أن تحظى الزراعة بأولويات استثمارية عالية،

زهير عبدالله مساعد يكتب: أولويات الإعمار والإصلاح بالتمويل الزراعي

من خلال تقديم حوافز للمستثمرين المحليين والدوليين لدعم المشاريع الزراعية و تشجيع إنشاء تعاونيات زراعية يمكن أن يُسهل على المزارعين الوصول إلى الأسواق، وتبادل المعرفة، وزيادة قدرتهم على التفاوض للحصول على أسعار أفضل.

يُعتبر الإنتاج الزراعي أحد أعمدة الاقتصاد السوداني، حيث يلعب دورًا حيويًا في توفير الغذاء، وتوليد الدخل، وخلق فرص العمل. يتميز السودان بتنوع مناخاته وتعدد موارده الطبيعية، مما يتيح له القدرة على إنتاج مجموعة واسعة من المحاصيل الزراعية، مثل القمح، والذرة، والقطن، والفواكه، والخضروات. ومع ذلك، يواجه القطاع الزراعي تحديات كبيرة تؤثر على إنتاجيته وأثره في الاقتصاد الوطني.

زهير عبدالله مساعد يكتب: أولويات الإعمار والإصلاح بالتمويل الزراعي

إن القطاعات الاقتصادية الحيوية من العناصر الأساسية التي تساهم في تحقيق التنمية المستدامة لأي دولة. وفي هذا السياق، يُعد التمويل الزراعي من أهم مجالات الاستثمار، حيث يعزز من القدرة الإنتاجية للقطاع الزراعي، ويضمن تحقيق الأمن الغذائي.

يُعتبر مشروع الجزيرة رمزًا للزراعة الحديثة، لكن النزاعات المسلحة، وخاصة تلك التي تقودها قوات الدعم السريع، قد أدت إلى تدمير هذا المشروع الحيوي، مما أثر بشكل كبير على الاقتصاد الوطني والأمن الغذائي.

تضررت البنية التحتية الزراعية بشكل كبير، في تدمير نظم الري والبنية التحتية الضرورية، مما تسبب في تراجع الإنتاج وزيادة الفقر بين المزارعين .

إن تدمير مشروع الجزيرة من قِبَل قوات الدعم السريع لا يُعتبر مجرد حدث محلي، بل له تداعيات واسعة على الاقتصاد السوداني والعالمي.

فالقطاع الزراعي في السودان يُعتبر مصدرًا هامًا للصادرات، لكن الحرب الحالية أدت إلى تقليص الإنتاج الزراعي. ومن المعروف أن الأمن الغذائي في السودان له تأثيرات على السوق العالمي، خاصة في ظل الأزمات الغذائية المتزايدة في جميع أنحاء العالم.

النزوح الذي تعرض له العديد من المزارعين من أراضيهم ادي الي فقدان المعرفة والخبرة الزراعية، وأثر سلبًا على الإنتاج. فترك الأراضي غير مزروعة لفترات طويلة بسبب النزوح يؤدي إلى تدهور التربة وفقدان الخصوبة فمعالجة هذه القضية لا تأتي إلا عبر تمويل يساعد في الاستقرار ورفع الإنتاج الزراعي من الاكتفاء الداخلي الي التصدير وتفعيل الأنشطة الاقتصادية

فحوجة المزارعين للتمويل الزراعي بشراء مدخلات عالية الجودة مثل البذور المعتمدة والأسمدة والمبيدات الحشرية. هذه المدخلات تُحسّن من جودة المحاصيل وتساعد في مكافحة الآفات والأمراض. وشراء المعدات الزراعية الحديثة، مثل الجرارات والآلات الزراعية، يزيد من كفاءة العمل ويقلل من الوقت المستغرق في عملية الزراعة

إن التمويل الزراعي والقطاعات الاقتصادية الحيوية في السودان بحاجة ماسة إلى دعم مستدام، خصوصًا في ظل الظروف الحالية. ومن الضروري أن تعمل الحكومة مع المؤسسات الدولية والمحلية على إعادة بناء الثقة، وتقديم الدعم المالي والفني للمزارعين، لضمان استعادة الإنتاجية وتحقيق الأمن الغذائي.

خصوصاُ يعد الإنتاج الزراعي مصدرًا هامًا للإيرادات من الصادرات. حيث يساهم تصدير المحاصيل الزراعية مثل القطن والسمسم في جلب العملة الصعبة، يزيد الإنتاج المحلي من القدرة على تلبية احتياجات السكان الغذائية، ويُقلل الاعتماد على الواردات ويُساعد في دعم الاقتصاد الوطني. يجب مواجهة التحديات التي تعترض هذا القطاع من خلال توفير الدعم اللازم، وتعزيز الاستثمارات، وتبني تقنيات الزراعة المستدامة لضمان مستقبل مشرق للزراعة في السودان.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى