المقالات

إسحق أحمد فضل الله يكتب : حتى لا نخبط

آخر الليل

الأحد/٨/أغسطس/ ٢٠٢١

و الضجيج سببه أن كل أحد يصرخ دون شاهد .
و ( رويترز) ليست هي أبو ذر الصدق لكن شهادتها على ما حدث في السودان فيها ما يمكن الإستئناس به .
و تقرير الوكالة يُنشر الأسبوع الماضي في السودان وغيره .
و ما نريده من التقرير هو …. قوش
……….
قال التقرير :
نظام البشير ظل الأقوى في إفريقيا مدعوماً من الأخوان المسلمين .
و دول عربية في حربها ضد الأخوان المسلمين تسقط البشير .
و البشير ظل مدعوماً من الإمارات والسعودية مع خدمة البشير لهاتين في اليمن .
و عام ٢٠١٨م التدهور يبدأ …
و البحث عن بديل للبشير ينشط
و قوش يصل بمسجونين سياسيين ( مَن مِن السياسيين كان في السجون أيامها ؟ )
و كان يبحث مباركتهم لعزل البشير
قال التقرير …. و مع الإتصال بالمساجين هؤلاء كان قوش يتصل صباح كل يوم بالإمارات .
و قرقاش يقول هذا
………
و14 ألف جندي كانوا في اليمن .
و الإمارات تطلب من البشير ضرب الإسلاميين .
( كان هذا أيام موجة في الغرب ضد الإسلام )
و الإمارات ترسل شيئين .
ترسل ما يقارب ثمانية مليارات دولار لبنك السودان .
و ترسل طه عثمان مدير مكتب البشير ليصبح هو من يمسك ملف العلاقات السودانية / الإماراتية السعودية .
( و طه عثمان يصبح هو من يحكم السودان حتى جاءت حادثة إهانة البشير لطه علناً في مطار الخرطوم ).
و طه من يضربه كان هو قوش .
و طه بعدها يصبح مستشاراً للسعودية من قصر الملك .
ثم جاءت أزمة النزاع بين الإمارات والسعودية و بين قطر و السودان أصبح عليه أن يختار أحد المعسكرين .
و السودان يُفضِّل عدم إنكار التعامل القطري النبيل معه .
و الإمارات عندها تبدأ العمل لإبعاد البشير …
و كان الإختناق الإقتصادي يشتد
…….
و في اللقاء الأسبوعي لما جاء السؤال عن سبب التعامل الإماراتي الجديد يقول البشير للإسلاميين .
: – أخوانا الإماراتيين عايزننا نضربكم …. و أنا مش حأضربكم …
كان هذا في يناير ٢٠١٩م
و اللقاء كان يبحث ترشح أو عدم ترشح البشير للرئاسة مجدداً.
و البشير يرفض لكن الأجواء كانت تجعل قوش يعرف أنه يقف أمام بوابة مشروعة لإبعاد البشير تحت خريف الدعم الإماراتي .
و كأنه نوع من التهدئة الخادعة الإمارات و قوش يقترحون على البشير أن يبقى حاكماً دون أن يحكم .
و الرجل يرفض ( و كأنه شعر أن وصول الأمر إلى درجة تجعل مدير جهاز الأمن عنده يلتقي في حديثه /عن قيادة الدولة / إلى هذه الدرجة من التقارب أمر لا يستطيع رئيس أن يقبله) .
و كان الحل الآخر ألا يترشح البشير
و البشير يوافق و يعد خطاباً معروفاً لإعلان هذا .
و في لقائه مع الصحفيين في مكتبه كانت ملاحظة تطل دون أن يلحظها أحد
البشير كان يفترض أن يُقدِّم خطابه / خطاب إعلان عدم الترشح / في الساعة السابعة .
و الصحفيون في لقاء قوش بمكتبه كانوا يشعرون بالقلق كله و الساعة تتجاوز الثامنة و قوش لا يزال يحتجزهم هناك
و كأن الرجل كان يعرف أن ( تغييراً كاملاً يجري لخطاب البشير في تلك الساعة و أن كل إشارة للإستقالة و عدم الترشح يجرى حذفها .
تُحذف حتى يستطيع قوش أن يمضي خطوة أخرى في مخطط إبعاد البشير بالأحداث المعروفة بعد ذلك
………
تقرير (رويترز ) الذي نُقدِّم جزءاً منه
و نضيف إليه بعض الأشياء هو تقرير نسبق به الأحاديث القادمة لأنه بصبح شاهداً قوياً .
و التقرير نُقدِّمه لأننا نريد أن نشرح به الأحاديث القادمات …
فالأحاديث كل الأحاديث ما يفسدها هو أنها تتعامل بمنطق أن ما ليس أبيض فهو أسود .
بينما بعض الصور هي .
في مقدِّمة لمسرحية ضخمة عن الملك شارل يقول أضخم النقاد
( الملك شارل هو من نوع الشخصيات التي يحبها المسرحيون فهو . )
قوي … جبان … متهور … غبي … شديد القسوة … و غادر و محب .. وقريب الدموع … و له ذوق في الموسيقى و السياسة … و الملابس … و المشي تحت المطر و رائحة جلده المبتل تسكره) .
الصورة تعني أن كل أحد يحمل كل صفات الأرض .
و أن الفرق بين كل أحد و كل أحد هو أن البعض قوي و القوة تُظهِر صفة من الصفات هذه في كل حال .
و قوش … قوي …

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى