
إعادة إعمار السودان.. أولويات المرحلة.. ما المطلوب؟!!
الخرطوم – تسامح نيوز
وليد دليل:الإعمار يحتاج لتبني رؤية توافقية تجمع بين الكفاءة والشفافية
د.محمد الناير:السودان سيجد الدول التي تقف معه وتسانده
د.هيثم فتحي:السودان الآن يحتاج إلى إصلاح مالي واقتصادي ومؤسساتي شامل
تقرير – رحاب عبدالله
قدمت المملكة العربية السعودية مقترحاً لدعم السودان باحتياجاته لمدة 6 أشهر بعد انتهاء هذه المرحلة من الحرب، ووفقا لوزير خارجية السودان فالمبادرة تشمل الكهرباء والصحة، والبنية التحتية.
كما أبدت العديد من الدول والشركات الاستثمارية رغبتها في المشاركة في اعادة إعمار ما دمرته الحرب في السودان ، خبراء اقتصاديون تحدثوا ل تسامح نيوز عن المطلوبات والأولويات التي يجب تتم حتى يحدث الإعمار بشكل جيد ويواكب التطورات في العالم.
مطلوبات إعادة الاعمار
يرى الخبير المصرفي وليد دليل ان التحدي الأكبر في إعادة إعمار الخرطوم وعموم السودان يتمثل في تحويل الروح الجماعية التي برزت خلال الحرب الحالية إلى آليات عمل مؤسسية مستدامة، ورأى وليد دليل في حديثه ل(تسامح نيوز) أن الإعمار يحتاج لتبني رؤية توافقية تجمع بين الكفاءة والشفافية، دون إغفال أولوية ترسيخ السلام عبر مشاريع تنموية شاملة.
واضاف الدليل ان الأحداث في السودان،تتسارع ومعها تتسع دائرة التحركات الدبلوماسية التي يقودها رئيس مجلس السيادة، الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، في زيارات مرتقبة إلى السعودية وتركيا، ضمن جهود تهدف إلى ترتيب المرحلة المقبلة وتعزيز الشراكات الاستراتيجية في ظل التطورات العسكرية والسياسية، واكد الدليل ان هذه التحركات ليست مجرد لقاءات بروتوكولية، بل تأتي في سياق تحولات عميقة في المشهد الإقليمي، خاصة مع تراجع النفوذ الإماراتي وفشل رهاناته على المليشيا، اذاً السؤال الذي يفرض نفسه فما هي أبعاد هذه التحركات؟ وكيف ستؤثر على موازين القوى في المنطقة؟
المبادرة السعودية
وقال الدليل الرياض تعمل على تفعيل دورها في حل الأزمة السودانية عبر تنسيق مكثف مع دول الجوار، بما في ذلك إثيوبيا، جنوب السودان، وتشاد، لضمان استقرار المنطقة، مشيرا الى ان المملكة طرحت خطة شاملة لإعادة إعمار السودان، تشمل توفير الخدمات الأساسية المتضررة بسبب الحرب، وأرسلت وفدًا رسميًا إلى بورتسودان بقيادة السفير علي بن حسن جعفر، لدراسة الاحتياجات العاجلة وتقديم الدعم اللازم، ورأى ان هذه التحركات تؤكد أن السعودية تسعى إلى أن تكون لاعبًا رئيسيًا في مستقبل السودان، بعيدًا عن أي أجندات تخريبية
تجربة السودان المجتمع الدولي
ثمن الخبير الاقتصادي د.محمد الناير المبادرة السعودية ووصفها بالممتازة، وتوقع في حديثه ل(تسامح نيوز) ان السودان سيجد الدول التي تقف معه وتسانده رغم ان تجربته مع المجتمع الدولي سابقا لم تكن جيدة ،وتوقع الناير مساندة بنسبة كبيرة من المملكة العربية السعودية التي بادرت الان مضيفا ان قطر والكويت وتركيا من الدول التي ستسهم بصورة كبيرة في قضية إعادة الاعمار وان هنالك دول أخرى ستساعد اما عبر الاستثمارات المباشرة أو غيرها كروسيا والصين ودول اخرى ، ورأى الناير انه كل هذه ستساعد بصورة كبيرة سواءا كان في دعم عملية إعادة الاعمار أو الاستثمار خلال المرحلة القادمة، وقطع الناير ان كل هذه الاشياء تؤكد ان السودان سيشهد تطور كبير في المرحلة القادمة.
وقال الناير ان ما يميز مبادرة السعودية الحديث عن الكهرباء والصحة والمياه والأشياء الضرورية والاساسية الخاصة بالبنى التحتية سواء كان حاليا تم توفير الاحتياجات الاساسية لمدة ستة أشهر كما رشح في الإعلام أو دعم المشروعات التنموية بصورة كاملة لبناؤها في المستقبل، واعتبر انه في كلتا الحالتين تكون ممتازة وبالتأكيد تساعد في سرعة عودة المواطنين إلى منازلهم واستقرارهم بصورة كبيرة بحيث ان المواطنين يحتاجون بصورة عاجلة للكهرباء والمياه المستقرة وايضا الأمن والاستقرار الذي يجعل المواطن يطمئن انه آمن في بيته والتي هي مسؤلية الأجهزة الأمنية والشرطية بعد انتهاء القوات المسلحة والمساندة من تحرير الخرطوم بالكامل.
السودان والمملكة السعودية على خطى الاستقرار والتنمية
كن جانبه يقول الخبير الاقتصادي دكتور هيثم محمد فتحي ان المملكة العربية السعودية تعتبر إحدى القوى الإقليمية الصاعدة بإيقاع رزين ومتوازن، وهي إحدى الدول الأكبر مساحة في المنطقة والأكثر قبولاً لدى الجميع، والمؤهلة للعب دور محوري في قضايا الاستقرار على مستوى الإقليم والعالم، ليس فقط بفضل القوة الاقتصادية والقدرة العالية على التمويل، وإنما أيضاً بفضل الدبلوماسية الهادئة التي أهلتها لتحتل مكانة بارزة على المستوى الدولي.
واضاف هيثم فتحي في حديثه ل(تسامح نيوز) ان مبادرة المملكة العربية السعودية الأخيرة بخصوص السودان تشكل فرصة حقيقية لإعادة الاستقرار للسودان الذي يرتبط بعلاقات وثيقة تاريخيّة واقتصادية واجتماعية وسياسية بالمملكة، ونظراً لحالة عدم الاستقرار السياسي الذي لازمه منذ سنوات، وتأثيرات ذلك السالبة على منطقة واسعة في أفريقيا، رأى انه يمكن للمملكة أن تسهم من خلال دور محوري في إعادة الاستقرار إليه أن تعيد الأمان والسلام في منطقة تمتد من ساحل البحر الأحمر إلى ساحل الأطلسي في غرب أفريقيا.
وقال هيثم فتحي لا يحتاج السودان الآن إلى إعادة تأهيل بنيته التحتية فحسب، بل إلى إصلاح مالي واقتصادي ومؤسساتي شامل، كما أن احتياجاته لا تقتصر فقط على بناء منازل وطرق جديدة، بل تتطلب إعادة هيكلة ديونه وإصلاح قطاعه المصرفي بالكامل، للخروج من أسوأ أزمة في تاريخه الحديث.
ويمكن أن تلعب السعودية دورًا رئيسيًا في إعادة إعمار السودان ، حيث أن المملكة تمتلك القدرة المالية التي يمكن أن تساعد في تمويل مشاريع إعادة الإعمار، أو ضمان تمويلاتها، وكذلك توفير الدعم التقني و الاستثماري؛ ولا شك أن ذلك يسهم بقدر كبير في تحسن العلاقات الإقليمية، وتحقيق الاستقرار في المنطقة، وهو أمر ذو أهمية كبيرة في ظل التحديات الأمنية المستمرة في القرن الأفريقي وساحل البحر الأحمر .
واضاف :بالنسبة للسودان، يعتبر ملف إعادة الإعمار الأكثر ثقلاً في المرحلة المقبلة، حيث يحتاج السودان إلى جهود ضخمة ومتضافرة لإعادة بناء البنية التحتية وتعزيز الاقتصاد وإعادة اللاجئين والنازحين إلى ديارهم، ولا شك أن جهوداً متسقة تقودها المملكة العربية السعودية يمكن أن تخرج بالسودان ومحيطه الجغرافي إلى بر الأمان، إذا ما خلصت نوايا سياسي السودان وتكاملت ارادتهم وحسُن التخطيط وفق احدث الأسس والتجارب السابقة في اعادة الإعمار والتعمير.