
إنهم يرتهنون الخيانة.. والصفقات السرية.. واللعب (القذر)!
المليشيا.. وحلف (الشيطان) ..!
(الجوار الافريقي) .. دول جائعة تبحث عن موارد في السودان..
تقرير/ هاشم عبد الفتاح
(يعتقد كثير من المراقبين لمشهد الحرب في السودان بأن معظم دول (الطوق الافريقي) لعبت دورا فاعلا ومؤثرا في حرب السودان وان هذه الدول انحازت تماما الي صف المليشيا بل وتحالفت معها بالمصالح والاغراءات وفتحت أراضيها لشراء وتدريب المرتزقة كما وفرت الغطاء الأمن العبور السلاح والدعم اللوجستي للمليشيا..
خصوصا ان هذه الدول المجاورة للسودان تعتبر ذات بنيات أمنية (هشة) وحكام تباع وتشترى ذممهم في الأسواق العالمية يرتهنون للخيانة وللفساد واللعب (القذر) والصفقات السرية.. فعلوا كل ذلك في هذه الحرب في سبيل المال والسلطة النفوذ ومن خلفهم الراعي الحليف والممول الأكبر (دويلة الإمارات)
في هذه المساحة نحاول مع الخبراء والمحللين وعبر هذه المحاور الاقتراب من (أسوار) دول الجوار للوقوف على حقيقة.. كيف تدار المؤامرة هناك..؟
اولا :
كيف لعبت دول الجوار الافريقي دور الحليف مع المليشيا في الحرب ضد السودان..؟
ثانياً:
ما المطلوب من الحكومة السودانية من قرارات وسياسات للتعامل مع الدول الأفريقية التي دعمت وساندت المليشيا..؟
ثالثاً :
وكيف يمكن أن يتشكل مستقبل علاقة السودان مع دول الجوار الافريقي في مرحلة ما بعد الحرب.؟
شريان دعم (المليشيا)..!
بداية تحدث (لتسامح نيوز) الأستاذ النور أحمد النور الكاتب الصحفي والمحلل السياسي قائلاً :

اولا ً دول الجوار الافريقي التي وقفت بصورة مباشرة مع مليشيا الدعم السريع المتمردة هى تشاد والتي كانت قد وقفت في الأسابيع الأولى منحازة الي الجيش السوداني واتخذت موقفاً محايدا ولكن سرعان ما دخلت قوى إقليمية واثرت على موقف تشاد واغرتها بالمال وأقامت لها مستشفيات وقاعدة في منطقة (ام جرس) وصارت فيما بعد كشريان للدعم العسكري واللوجستي للمليشيا ولازالت تقف ذات الموقف بل شاركت مجموعات من الحرس الرئاسي التشادي بجانب المليشيا في إسقاط الفاشر
وأضاف الأستاذ النور : (اما أفريقيا الوسطى وجنوب السودان وليبيا فهى وقفت جزئياً وكما هو معروف ان رئيس دولة أفريقيا الوسطى يقف مع السودان ولكنه يسيطر على (ثلث) مساحة أفريقيا الوسطى فقط، بينما المعارضة ومعها مجموعات من (فاغنر) تسيطر على (ثلثي أراضي) أفريقيا الوسطى.
وبالتالي صارت حالة السيولة الأمنية والفوضى طابعاً اساسياً في هذه الدولة كما أن هناك المجموعة الروسية في فاغنر والتي يسيل (لعابها) الي الذهب السوداني ولهذا وقفت أيضا الي جانب المليشيا ودعمتها ودربت لها قوات وتتلقى مقابل ذلك شحنات من الذهب وبالاخص من منجم (سنقو) بجنوب دارفور، ويعبر هذا الذهب الي داخل أفريقيا الوسطى حيث توجد قواعد عسكرية تتبع الي (فاغنر) ومن هناك يهرب الي روسيا وهذا تبادل منافع.
مؤامرة ليبيا (الشرقية)..!
اما حكومة ليبيا المعترف بها من قبل الأمم المتحدة برئاسة (الدبيب) فهى لا تقف مع الدعم السريع بل تقف مع الحكومة السودانية وتمنع اي تعاون مع المليشيا.
ولكن شرق ليبيا حيث اللواء المتقاعد (حفتر) فهو مرتبط بدولة الإمارات وبالقوى الإقليمية التي تدعم هذه المليشيا وبالتالي أصبح هو أيضا يفتح مطارات الكفرة والمعسكرات لجلب وتدريب المرتزقة وتمرير السلاح والوقود، بل هناك تقارير في الصحافة الغربية الأمريكية والأوروبية تحدثت بأن شرق ليبيا أصبح هو المورد الرئيسي للوقود للمليشيا وايضا المرتزقة الذين يعبرون ليبيا الي دارفور فهذا امر أصبح معروفاً لكل العالم

اما في جنوب السودان كما يقول الاستاذ النور ان حكومة سلفاكير تقف مع السودان ولكن نائبه الذي اُقيل قبل أيام ومعه آخرين هم الذين يساندون المليشيا المتمردة ويمررون لها الأسلحة ويستاجرون لها المستشفيات واخلاء الجرحى بل سمحوا للمليشيا بإطلاق المسيرات من داخل أراضي دولة جنوب السودان في اتجاه ولايتي النيل الأزرق وسنار.
ولكن في الفترة الأخيرة حدث تغيير حينما اكتشف الرئيس سلفاكير ان هؤلاء الذين يدعمون المليشيا المتمردة يخططون للاطاحة به من قوى إقليمية تمول وتساند المليشيا وترعاها، ولكن خلال الأسبوعين الماضيين أقال سلفاكير أكثر من خمسين مسؤولا في حكومته واوقف كذلك التعامل مع المليشيا المتمردة وطالب باخلاء المستشفيات كما تم طرد مرتزقة كولمبيين من بعض الفنادق في جوبا.
تراجع حكومة (سلفاكير)..!
ويعتقد الأستاذ النور ان دولة جنوب السودان تمضي في اتجاه مغاير للذي كان يجرها اليه بعض المسؤولين المستفيدين من الوقوف مع المليشيا المتمردة،
اما دولة إثيوبيا فهى حتى الآن تقف سياسيا مع المليشيا، ولكن رشحت بعض الأنباء بأن هناك معسكر للمرتزقة التابعين للمليشيا في منطقة (بني شنقول) ولكن المعروف ان المليشيا لديها استثمارات وودائع في البنوك الإثيوبية ولديها كذلك مصالح مع الرئيس الإثيوبي ابي أحمد والذي يرتبط هو أيضا بقوى إقليمية تقف خلف المليشيا المتمردة وهذا في تقديري زواج مصلحة وأشار الأستاذ النور ان الوضع الداخلي في إثيوبيا والتوترات في بعض الأقاليم لا تسمح للرئيس ابي أحمد بالدخول في حرب مباشرة مع السودان ولكنه احيانا يستجيب لبعض الضغوط الإقليمية التي تدعم المليشيا.
البحث عن دبلوماسية أفريقية..!
واجمالا يمكن القول أن السودان يحتاج إلى تحرك دبلوماسي لتحييد دول الجوار التي تدعم المليشيا او لديها مصالح مع رعاة المليشيا الاقليميين.، ولهذا يحتاج السودان الي دبلوماسية أفريقية وان يقدم شكوى الي الاتحاد الافريقي والي الأمم المتحدة خاصة ان تقرير خبراء مجلس الأمن في فبراير 2024 يشير إلى هذه الدول المجاورة للسودان.
والتي يمر عبرها الدعم اللوجستي والعسكري الي المليشيا وهذا دليل واضح يمكن أن يستخدمه السودان في المنظمات الدولية والإقليمية للضغط على هذه الدول. وايضا يمكن للسودان التحرك مع الدوائر المؤثرة داخل هذه الدول ونعني ذلك الدوائرالشعبية ومنظمات المجتمع المدني لاطلاعها على أن ما تفعله هذه الدول بحق السودان ليس في مصلحة هذه الشعوب.
وبالتالي يمكن ايقاظ الضمير الشعبي في اتجاه ممارسة الضغوط على حكوماتها من أجل اتخاذ موقف إيجابي تجاه السودان والا تتورط في دعم المليشيا والسودان لديه أوراق يمكن أن يؤذي هذه الدول ويدعم معارضتها خصوصا ان الأوضاع الداخلية لهذه الدول (هشة) وأعتقد أن هذا خيار اخير ينبغي الايستخدمه السودان إلا إذا اضطر الي ذلك.
الطمع في موارد السودان..!
ويقول الدكتور امين اسماعيل مجزوب الخبير في إدارة الأزمات بمركز الدراسات الاستراتيجية في افاداته (لتسامح نيوز) أن دول الجوار الافريقي والعربي احيانا لعبت دور كبير جدا في دعم المليشيا ففي العام 2023 وما قبل ذلك كانت هناك اضطرابات وعدم استقرار في السودان وهذا جعل بعض هذه الدول تطمع في موارد السودان وذلك بتفتيت السودان او تأتي بنظام حكم موالي لها وبالتالي تفاجأت هذه الدول بثبات الجيش والشعب السوداني في وجه هذه المؤامرة

وأضاف الدكتور امين : ( وفي تقديري ان هذا الدعم الافريقي اخذ أدوار او أشكال مختلفة سواء عبر المرتزقة او المال او السلاح ودعم بعلاج الجرحى او بدعم لتسهيل المركبات عبر الحدود الغربية للسودان ولهذا أصبح الدعم مكشوف وله تأثيرات واضحة في شكل اضطرابات وخلافات داخلية سواء في ليبيا او تشاد نتيجة للتدخل القبلي
دول جائعة (فاسدة)..!
اما الدكتور إبراهيم الصديق الكاتب الصحفي والمحلل السياسي
فهو يعتقد ان كثير من البلدان الأفريقية المجاورة للسودان يبدو انها متأثرة بالضغوط السياسية والاقتصادية والأزمات الداخلية والفساد المالي وتلجأ دائما للحصول على المال من الدول ذات الأموال الضخمة كما حدث في كينيا والتي حاول رئيسها ان يكسب الانتخابات من خلال أموال الدعم السريع ومن خلال الأموال التي تصله من دولة الإمارات
وأعتقد أن الحكومة تتابع عن كثب أدوار هذه الدول مع المليشيا ولكنها تحتاج إلى انفتاح أكثر مع هذه الشعوب من خلال البرلمانات والصحافة الأفريقية باعتبار ان هذا هو الطريق الأمثل لتقديم معلومات للشعوب لاننا نعلم ان المستقبل للشعوب وليس للحكام وبالتالي الرهانات على الحكام قصيرة المدى
و يؤكد دكتور إبراهيم الصديق أن الذي حدث للسودان ستكون آثاره وخيمة على هذه الدول المجاورة وحتى على القارة الأوروبية عبر الهجرات غير الشرعية.





