
الأوضاع المأساوية للأسرى.. شواهد على وحشية المليشيا!
خبير قانوني: انتهاكات المليشيا في حق الاسرى جريمة إنسانية تستوجب المحاسبة
الحكومة تدعو المجتمع الدولي إتخاذ موقف حازم
كاتب صحفي:وحشية المليشيا بدأت تتكشف منذ احداث سجن سوبا
تقرير:أحمدقاسم
كشفت أوضاع الأسرى الذين تمكنت القوات المسلحة من تحريرهم من قضبان سجون المليشيا بمنطقة جبل أولياء عن انتهاكات صارخة لحقوق الإنسان وكافة القوانين والمواثيق الدولية ، وهو ما يعتبر جريمة اخرى تضاف للسجل الطويل لجرائم المليشيا .
وكان الناطق الرسمي باسم الجيش السوداني، اعلن الخميس الماضي ، عن تحرير عشرات الأسرى من المدنيين والعسكريين الذين كانت تحتجزهم قوات الدعم السريع في معتقلات بمنطقة جبل أولياء جنوبي الخرطوم.
منذ اليوم الاول:
واعتقلت الدعم السريع منذ الأيام الأولى لاندلاع الحرب المئات من العسكريين والمدنيين، واحتجزتهم في معتقلات سيئة في الرياض وسوبا شرقي الخرطوم، ومواقع أخرى داخل العاصمة.
ولقي المئات من الأسرى والمعتقلين حتفهم داخل هذه السجون، بسبب التعذيب والحرمان من الرعاية الصحية والغذاء.
وأوضح الناطق الرسمي باسم الجيش بأن حالة الأسرى الذين جرى تحريرهم في جبل أولياء وقبلهم في مواقع أخرى، هي أبلغ دليل على مدى وحشية وإجرام المليشيا البربرية.
وتابع: لكن ماذا نتوقع ممن يدفن المدنيين أحياء ويحرق وينهب ويدمر؟ هذه فئة لا علاقة لها بأي معيار ديني أو أخلاقي أو قانوني على الإطلاق”.
الحكومة تدين:
وقالت الحكومة في بيان لها على لسان وزير الثقافة والإعلام الناطق الرسمي باسم الحكومة خالد الاعيسر إن هذه الممارسات تمثل انتهاكا صارخا لحقوق الإنسان، وتتنافى مع كافة القوانين والمواثيق الدولية، وعلى رأسها اتفاقيات جنيف الخاصة بحماية والمعتقلين.
وملحقاتها الأسرى وتعكس أوضاع الأسرى المحررين من عدة مناطق في الخرطوم والذين يتجاوز عددهم أربعة آلاف شخص دليلاً دامغاً على وحشية وإجرام هذه الميليشيا الإرهابية التي لم تكتف بذلك، بل ارتكبت مجازر بشعة، من بينها دفن آلاف الأبرياء أحياء في ولاية غرب دارفور. واضاف الإعيسر ان هذه الانتهاكات تمثل برهاناً قاطعاً للمجتمع الدولي على حجم الجرائم المروعة التي ارتكبتها ميليشيا الدعم السريع المتمردة ومرتزقتها بحق المواطنين السودانيين الأبرياء، شواهد دامغة على فظائع لا يمكن إنكارها أو التغطية عليها.
وشددت حكومة السودان على أن الحق في الحياة والحرية والأمان هو حق أصيل ومكفول للجميع وأن أيض معاملة غير إنسانية، سواء بالتعذيب أو الإهانة، تعد جريمة مروعة لا يمكن القبول بها تحت أي ظرف. وعليه، لا بد من محاسبة مرتكبي هذه الفظائع التي شملت التجويع المتعمد والحرمان من العلاج والإرهاب النفسي والجسدي، بهدف الضغط على الضحايا بدوافع عنصرية بغيضة.
واكد الإعيسر تشديد حكومة السودان على ضرورة احترام حقوق جميع الأفراد، وتقديم المساعدة العاجلة للمعتقلين والأسرى، وضمان تحقيق العدالة وفق المعايير الدولية لحقوق الإنسان وبنود اتفاقيات جنيف، التي تكفل حماية المدنيين والمعتقلين من التعذيب والمعاملة القاسية.
كما دعت الحكومة المجتمع الدولي ومنظمات حقوق الإنسان إلى اتخاذ موقف حازم إزاء هذه الانتهاكات الجسيمة التي ترتكبها الميليشيا بحق الأسرى والمعتقلين، والعمل الجاد على وقف هذه الجرائم ومحاسبة المسؤولين عنها.
إن الجرائم التي ارتكبتها ميليشيا الدعم السريع بحق المدنيين ترتقي إلى مستوى جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانيةحيث شملت الاعتقالات العشوائية والإعدامات خارج نطاق القانون، ونشر الرعب وإجبار المواطنين على النزوح القسري من مناطقهم.
وطالبت الحكومة منظمات حقوق الإنسان بالتحلي بالمصداقية والشفافية في توثيق هذه الانتهاكات الخطيرة. وتؤكد في الوقت ذاته أنها لن تهدأ حتى يتم تحرير جميع السودانيين الأسرى والمختطفين في معتقلات ولايات كردفان ودارفور، وكل من تم ترحيلهم قسراً إلى تلك المناطق.
اتفاقية جنيف:
وقال الاستاذ / خليل عزالدين الخبير القانوني في حديثه ل ( تسامح نيوز) إن انتهاكات المليشيا في حق الاسرى تعتبر جريمة إنسانية وفق القانون الدولي، ووفقًا لاتفاقيات جنيف التي تجرم تعذيب الأسرى أو إذلالهم ، مشيرا في حديثه بان المادة الثالثة المشتركة في نصوص إتفاقيات جنيف تنص على ضرورة معاملة الأسرى بإنسانية، وتحظر تعريضهم للتعذيب الجسدي أو النفسي، أو إتخاذهم رهائن أو حرمانهم من الطعام والماء والرعاية الطبية، كما تفرض المادة 17 من اتفاقية جنيف الثالثة حظر استخدام العنف أو التهديد ضد الأسرى لإجبارهم على الإدلاء بمعلومات، وقال إن أي انتهاك لهذه الحقوق جريمة حرب تستوجب المحاسبة.
شهادات صادمة:
وكشف الاسرى المحررين من خلال رواياتهم التي بثتها المنصات الإعلامية عن شهادات صادمة لمدى وحشية المليشيا، حيث قالالاسير دكتور عبد الباقي أحمد محمود أهم شهادة و إفادة عبرت عن الأسرى المحررين من قبل الجيش السوداني بمنطقة جبل أولياء.
واعتبر حديث دكتور عبدالباقي رسالة ووثيقة حية وصادمة بما تعرض له الأسرى في المعتقلات من مليشيا الدعم السريع من صنوف التعذيب والحرمان من أبسط الحقوق الإنسانية .
وقال محمود بأن الدعم السريع كان ينوي ترحيلهم لدارفور لكن دخول الجيش في هذا التوقيت إنقذهم .
في الأثناء أكد بأن الدعم السريع كان يصفي في اليوم ما لا يقل عن خمسين شخص من العسكريين من الرتب المختلفة بجانب تصفية المدنيين ، وقال بأنه علم بأن قائد الحرس الجمهوري ونائبه تم ترحيلهم لدارفور على رأس مئة ضابط ، بجانب حوالي عدد الفين ضابط وعسكري تم ترحيلهم لدارفور هذا حد ما يعلمه في محيطه فقط ولا يعلم الاعداد الأخرى في مناطق متفرقة من مناطق سيطرة الدعم السريع .
وحشية المليشيا:
وقال الكاتب الصحفي الطيب المكارابي إن وحشية المليشيا بدات تتكشف منذ احداث سجن سوبا الذي اتخذته عصابات الجنجويد مكانا لحبس بعض من تسميهم اسرى وهم في الحقيقة مقبوض عليهم بزي مدني ومن داخل سيارات مدنية أو منازلهم..
منذ ذلك الحين بدأت تتكشف وحشية الجنجويد وسوء معاملتهم للبني ادميين كبارا وصغار ومن كل الاجناس بحيث مات الكثير منهم داخل هذا السجن بفعل الجوع والامراض…. ازدادت المعلومات وبدأت الحقائق تتكشف عن قسوة هؤلاء الوحوش بعد تسارع الخطوات نحو هزيمتهم وبعد فرارهم من أماكن كانوا يحتجزون فيها خلق كثير فيهم من احرقوه حيا داخل حاويات وفيهم من تركوه داخل مقار الاحتجاز هذه بلا طعام أو شراب لما يقارب العامين.