المقالات

الأولى_اااه_و_الثانية_اااه   #آخر_الليل   #إسحق_أحمد_فضل_الله  يكتب   الخميس /٣٠/ سبتمبر /٢٠٢١ ـــــــــــ

 

و نلغي مشاعرنا لنكتب .

و …. أين كنت أنت أمس منتصف النهار ؟.

ففي الساعة تلك كانت مجموعة من جهاز الأمن تداهم شقتين في الأزهري و جبرة …

و قتال و جثث الشباب تتساقط …

و أين كنت أنت مساء أمس .

مساء أمس كان مسجد الجيش يصفّ جثث الشباب الأربعة بعضها جوار بعض .

و البرهان و مدير الجهاز و آخرون يستقبلون الباكين

و أربعة ممن عملوا بشدة لتفكيك الجهاز يقفون بعضهم جوار بعض

و لما كانت الجثامين تخرج من المسجد كان التلفزيون السوداني يبث برنامج ( بيوت الأشباح ) الذي يقول أن ضباط جهاز الأمن هم مجموعة من الوحوش …..

……..

و أين كنت أنت صباح أمس ؟

في ساعات صباح أمس كان ضباط الجهاز يختمون السهر الطويل بالوقوف على الأقدام أمام الأوراق

كانوا ينتهون إلى أنه أرادوا أم كرهوا فإنه لا بد من الهجوم

و إلى أن الأمر يشبه عقرب الساعة في اللغم .

و أن مراقبة الشهور الأربعة لخلية داعش تنتهي إلى أن تفجيراً سوف يتم بعد ساعات

تفجير يطلقه الجهاز أو تطلقه الخلية .

( قيل أن جهاز المخابرات ظل يرفع تقاريره اليومية عن الخلية و ينتظر الأمر بالهجوم ) .

الوقوف أمام طاولة الخارطة …. خارطة العمليات ينتهي إلى لطم طاولة العمليات باليد المفتوحة ثم كلمة … go …

و أنس و الهواري و علاء الدين و أحمد عبد الله و شهريار كلهم ينطلقون إلى المهمة و يخرجون من أبواب الجهاز التي لن يدخلوها أبداً ….

…….

و أحمد يعتقل خلية الأزهري و يعود بالمعتقلين

و في القيادة يعلم أن خلية جبرة تشتبك من أنس و ينطلق إلى هناك .

و أحمد تنفذ زخيرة رشاشة و يصاب في العنق .

و الغريب أن الإصابات كلها كانت في العنق الأمر الذي يجعل كل أحد يسأل … كيف تبقى مجموعة خبيرة مثل هذه لأشهر ..

ثم السؤال عن

كيف دخل أفراد الخلية هذه

و الإجابة تقود إلى أن أسلوب جهاز الأمن السوداني الذي كان يستطيع معرفة الوجه الأجنبي الذي ينظرون إليه و كأن واحد منهم كان جاراً للأجنبي هذا

و ما يستعصي من المعلومات كان أنس خبير الكمبيوتر الفذ يحصل عليه في دقائق .

…………

الأحاديث بعضها بارد يصدر من عقول إعتادت على التحليل البارد الذي لا يكاد يخدع ( و الذي جعل جهاز المخابرات السوداني هو الجهاز الذي تعتمد عليه أمريكا و أوروبا في المنطقة)

و العقول الباردة تقول إن

المندوب الأمريكي يصل الخرطوم بعد أيام .

و حادثة الخلية بها الكلمة التي تدير الرأس الأمريكي

و المندوب سوف يسمع من مخابراته أن تفكيك جهاز المخابرات …. كارثة .

و أن البرهان هو الذي يمسك خيوط اليوم .

و أن كل جهات الدائرة السودانية سوف يكون حديثها لأمريكا هو

: : – أنتم تخشون الإرهاب …. و الإرهاب يضرب بالفعل و سوف يضرب …. و الحل هو أن تدعموني أنا

لأمنع هذا

………

و الحادثة بعض ما تطلقه هو الحديث المخيف الذي يقول

: الخلية أبزر ما فيها هو أن أسلحتها الرئيسية هي المتفجرات

و أن الإرهاب أسلوبه الدائم هو المتفجرات …

و أن الخلية التي أُعتقلت ليست هي الوحيدة ( الإرهاب لا يعتمد علي خلية واحدة ) ….

و أن المتفجرات التي كشفها الهجوم … و لم تُستخدم … ليست هي كل السلاح

و السؤال عن

كيف دخلت الأسلحة هذه سؤال ساذج فالسودان فيه الآن كل شيء .

و فيه الآن كل أحد .

و فيه الآن مايعني أن السودان سوف يعرف مرحلة جديدة ….

……….

و الحديث بالعقل البارد الآن ليس هو ما يقود

الآن ما يقود هو الآهات .

فالمشيِّعون و الباكون في كل مكان ينظرون إلى صور الضباط و تقول نفوسهم

: : – ترى لمّا كان أنس يرشف كوب الشاي ذلك الصباح في بيت أمه في الجزيرة …. هل كان يخطر له أن هذا هو آخر كوب له في بيت الأم و الأب

و أحمد لمّا كان يخرج من بيت أهله … هل كان يخطر له إن هذه هي آخر مرة يخطو خارجاً من هذه الباب .

و شهريار معلم الصاعقة لمّا كان يقول لأبيه سوف يعود للزواج .. هل كان يخطر له أنه سوف يعود محمولاً جثة أبوه عن النظر إليها ؟ .

و أنت تتلفت الآن لتجد أنه لما كان هذا يجري كان أهل الدولة يتجاذبون الأطراف و الصراخ حول

× أحكم أنا ..

×× لا بل أحكم أنا

و أنت لا تشك الآن في أن الصراخ ذاته يستمر الآن

و الأمر ليس جديداً بل هو تكرار لألف حادثة سابقة .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى