تحقيقات وتقارير

الإنتخابات و(الحصة وطن) .. حميدتي يضع النقاط على الحروف

الخرطوم-تسامح نيوز

حظي خطاب النائب الأول لرئيس مجلس السيادة محمد حمدان دقلو بتداول واسع لطرقه على قضايا مهمة. وانتقد حميدتي خلال مخاطبته، الإفطار الرمضاني الذي اقامته المبادرة الشعبية لحراسة الثورة السودانية (مشعل)، بصالة دينار الملكية بالخرطوم صمت كل القوى السياسية عن موضوع الانتخابات والتحول الديموقراطي، قاطعاً بأن الانتخابات سوف تأتي مهما تأخرت وأن الكلمة الفصل ستكون للشعب. وحذر النائب الأول من التمادي في محاولات إفشال كل طرف للآخر كونها ستقود البلاد إلى مصير مجهول مثل سوريا وغيرها من الدول التي تشهد صراعات، مبيناً أن الحل يكمن في اتفاق جميع السودانيين وأن يكون شعار (الحصة وطن) هو الغالب، وقال إن محاولات الانفراد بالسلطة من أي طرف لن تقود إلا لمزيد من الفرقة والشتات.

التحدي الأكبر:

يقول خبراء ومحللون سياسيون أن النائب الأول وضع يده على الجرح تماماً لطرقه على أهم نقطتين تمثلان التحدي الأبرز الذي يواجه السودان في هذه المرحلة الدقيقة والحساسة. وقال الخبراء أن في حديث حميدتي عن الإنتخابات تنبيه للقوى السياسية بأن المرحلة الإنتقالية ستنتهي عاجلاً أو آجلاً وسيذهب الشعب إلى صناديق الإنتخابات ليختار من يحكمه. ولذلك على الجميع الإستعداد لهذه المرحلة.
اما حديثه حول تمادي أطراف السلطة في الصراع المعلن والخفي فهو الذي يقود إلى الإخفاقات والفشل. وحذر الخبراء من خطورة ذلك وأمنوا على حديث دقلو الذي وصفوه بصاحب الرؤية الثاقبة والحريص على وحدة وتماسك البلاد.

أكثر نضجاً:

يقول الكاتب الصحافي والمحلل السياسي المعروف صبري محمد علي (العيكورة) أن التصريح الذي أدلى به حميدتي يظهر أن الرجل صار أكثر نضجاً ويضع أمن الوطن وسلامه في حدقات عيونه.
وقال (العيكورة) إن طرق حميدتى على موضوع الإنتخابات إنما هو جرس إنذار لمن يتغافلون عن هذا الإستحقاق المهم ويسعون إلى إطالة أمد الفترة الإنتقالية إلى ما لا نهاية. وأضاف صبري: حتى وإن لم يذكرهم حميدتي مباشرة ولكن الشيوعيين ومن لف لفهم هم من يخلقون كل هذه الإشكالات والعراقيل لضرب تماسك مكونات الحكومة والبحث عن مبررات لإطالة أمد الفترة الإنتقالية والإبتعاد عن صناديق الإنتخابات التي يعلمون جيداً أنهم لن يصيبوا فيها نجاحاً والتجارب السابقة تؤكد ذلك.

إكمال المخطط الغربي:

وقال العيكورة: (يريدونها فترة انتقالية مفتوحة المدة والأجل حتى يكتمل المخطط الغربي لعلمنة الحكم فى السودان. وحقيقة كلام حميدتى مطمئن ويبين أن من بين مكونات الحكومة هناك من يتذكر أن الفترة الإنتقالية يجب أن تنتهى والإنتخابات يجب تأتي رضي من رضى وأبى من أبى.

الجراحة المؤلمة:

وحذر العيكورة من الإحتكاكات التي تحدث بين مكونات الحكومة وقال أن هناك بعض الأساليب الإستفزازية تشكل خطراً كبيراً على استقرار البلاد سياسياً وأمنياً. واضاف: (إن لم تعدل بعض الجهات من سلوكها الإستفزازي فإن مرحلة (الجراحة المؤلمة) قادمة لا محالة ولن ينفع حينها الندم والتلاوم وآهات الحسرة والألم).

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى