تحقيقات وتقارير

الامين العام لمبادرة التسامح في حوار الشفافية والجرأة مع تسامح نيوز

محمد المصباح : 

نريد ان نكون منصة تجمع الفرقاء تنفذ ما اتفق عليه يرؤية وطنية

اجرينا لقاءات مع عدد من القوى السياسية بما فيها الحزب الشيوعي والبعث

واجهتنا جملة من التحديات ولكن تمكنا من تجاوزها

لن ولم نتواصل مع الإسلاميين حول هذه المبادرة لهذا السبب

لا يختلف اثنان ان الشعب السوداني عرف بين جميع دول العالم بأنه شعب متسامح ومتصالح مع الجميع إلا أن الظروف والأوضاع السياسية والاقتصادية والتدخلات الخارجية جعلت ابناء الشعب الواحد يدخلون في مشاجرات ويحملون السلاح في وجه بعض ويدخلون في حروب قبلية واثنية وغيرها من الأعمال والأفعال التي لا تشبه هذا الشعب الفريد من نوعه ولتجنب عدم زيادة تلك الأعمال وحتى لا تقود البلاد التفكك والتقسيم أعلن الأستاذ محمد المصباح عن مبادرة اطلع عليها اسم مبادرة التسامح والتي وجدت قبول واستحسان من جميع القوى السياسية والتي أعلنت مباركتها بدوره اجري موقع تسامح نيوز الإلكتروني لقاءا شاملا مع الأمين العام للمبادرة الأستاذ محمد المصباح وقلبت معه دفاتر المبادرة وأبرز التحديات التي تواجه المبادرة وفرص نجاحها وغيرها من الأسئلة والمواضيع التي تدور في أذهان الجميع لمعرفة هذه المبادرة التي ولدت باسنانها فكانت مضامين الحوار كما يلي

حوار : القسم السياسي بموقع تسامح نيوز

بعد ان قطعت مبادرة التسامح شوطا بعيدا للم الشمل الوطني ما هي ابرز تحديات التي واجهتكم؟

المصباح : نحن تعتقد انه بعد التأسيس في مرحلة جمع الصف الوطني واجهتنا تحديات كبيرة جدا لكن نجحنا في ان نجمع عدد كبير من القوى المجتمعية والقوى السياسية ، حيث بلغ عدد قطاعات المبادرة 34 قطاع وعدد القوى المجتمعية المتحالفة الموقعة على الميثاق 51 والقوى السياسية 24 حزب وتحالف سياسي بما فيها القوى الرئيسية وتوجد احزاب تحالفت معنا ولم توقع لبعض الاسباب نحن نتفهمها تماما و..
عفوا .. لماذا لم توقع؟
قد يكون بعض الاحزاب لديها قرارات داخل مؤسساتها الشورية وفي الاوضاع الحالية لم يتم انعقاد شورى حتى ترفع الحظر عن تحالف اي كيان سياسي او مجتمعي وهذه نعتبرها اسباب فنية وتنظيمية ومن حقهم ان يتخذوها لذلك لم نتوقف عند هذا الامر ، ويكفي انهم ارسلوا مناديب يمثلونهم.

وفي جانب المؤتمرات التي انعقدت ماذا تم؟

قدمت المبادرة كثير من الاعمال منها مؤتمر التصوف مؤتمر الادارة الاهلية ومؤتمر المقاومة والثوار والان ملتقى الاعلاميين اضافة الى بعض المناشط التي تم تنشيطها على ارض الواقع مثلا الاحتفال بيوم التسامح العالمي في قاعة الصداقة برعاية من رئيس مجلس السيادة وكثير من الاعمال التي شاركنا فيها بصورة ممتازة مثل الاحتفال ب 21 اكتوبر وهي مناسب عظيمة للشعب السوداني في معناها كذلك من المناشط حملة سقاية رجل المرور نعتبره رد للجميل للشرطة التي سقت موكب في يونيو 2021 وغيرها من المناشط المجتمعية التي نفذناها في الاحياء وتبع الثوار والمقاومة سواء كانت برامج صغيرة او كبيرة رغم امكانيات المبادرة المحدودة .

كيف كان تفاعل الاحزاب والقوى السياسية تجاه المبادرة ؟

المصباح : نعتقد ان اي حزب اتصلنا به وجدنا منه تجاوب منقطع النظير ، لذا كل الاحزاب الرئيسية الموجودة على الساحة وقعت على ميثاق التسامح وتوافقت معنا بما فيها الاحزاب بالحاضنة السياسية ، وحدث حوار ممتاز بيننا وحزب البعث العربي الاشتراكي وتوافق لا يقل عن 90% وحزب البعث السوداني وقع معنا مباشرة الحزب الشيوعي دار حوار بيننا ايضا وتم تعريف كامل للمبادرة ونعتبر مشاركة كثير من قياداتهم في مناشطنا ديل على رضا وقبول وعللاقة طيبة بيننا وبينهم وكذلك من احزاب اليمن نعتبر حزب الامة والاتحادي والديمقراطي هي من اكبر الاحزاب المتحالفة مع المبادرة .

هل الاحزاب الاسلامية وافقت على المشاركة في المبادرة؟

المصباح : الفكرة اصلا تقوم على راي الكل وليس راي الاشخاص او راي المبادرة ونعتقد ان الوسيلة التي نريد ان نحقق بها التسامح ان نجمع الناس على الحد الادنى ونتركهم ان يقرروا، والغاية ان نحقق التسامح لذلك وجدنا امامنا وثيقة حظرت نشاط المؤتمر الوطني و..
عفوا من الذي اعد الوثيقة؟
المصباح: الوثيقة هي نتاج لتوقيع مكونات الثورة والمكون العسكري وارتضاها الجميع وسارت على هذا النمط ، الوثقة نصت على حظر نشاط المؤتمر الوطني .
هل الوثيقة حظرت ايضا كل التيار الاسلامي؟
المصباح : الطرح الذي قدمناه الان لا يتم استثناء التيار الاسلامي العريض من المشاركة في المرحلة القادمة ، لان فيها احزاب اسهمت في الثورة ولديهم شهداء ومعتقلين ونحن لدينا معرفة بكثير من احزاب التيار الاسلامي العريض لديها قيادات تم اعتقالها في ظل النظام السابق وكانوا في معتقل واحد مع قيادات الثورة واحزاب الحرية والتغيير وبما انهم جزء من التغيير من الذي يمنع ان يكونوا جزء من المرحلة القادمة حتى نستطيع ان نحافظ على التسامح الكل يأتي بمائدة مستديرة ويناقش مسألة عدم مشاركة حزب المؤتمر الوطني .
ماهى خطواتكم في المرحلة القادمة ؟
المصباح: نحن تواصلنا مع كل القوى الموجودة في الساحة سياسية ومجتمعية ونحن مسافتنا واحدة من الجميع ولم تستثني جهة او كيان له صلة بالواقع السياسي واكون صادق اذا قلت حتى التيار الاسلامي وجدنا لديهم من تلقاء انفسهم ان المؤتمر الوطني غير راغب في المشاركة في المرحلة الانتقالية ولكن يريد ان يحفظ له حقه كحزب سياسي في مرحلة ما بعد المرحلة الانتقالية ، لذا لم تبنى اي رؤية وانما ترك الامر لكل الفرقاء عند ما يجلسوا في مائدة الحوار ليبتوا ويقرروا فيها .
انتم الان تواصلتم مع كل القوى المجتمعية والسياسية اذن ماهي الخطوة التالية؟
المصباح : نحن لدينا اليات لتنفيذ مخرجات مبادرة التسامح من ضمنها نريد ان نشخص حسب مخرجات اجتماعات اللجنة العليا ماهي مشكلة السودان من الاساس ومعظم القوى التي جلسنا معها لخصوا القضية في غياب المشروع الوطني ، غياب التدابير الاستراتيجية لبناء الدولة ، وهذه هى النقطة الاساسية التي سنبدأ منها ، لانه ان نجمع الناس حول مشروع افضل من ان نجمع الناس على موقف سياسي ينتهي في لحظة ولا يحقق الاستقرار المرجو ، نريد اسس بناء المستقبل تختلف عن الماضي ، تكون فيها وسائل جديدة وادوات جديدة بمشاركة الجميع حتى نصل للهدف المنشود.
اذن كيف نقرأ مبادرتكم بمفاوضات السلام ..هل هما في خط مستقيم ام توجد تقاطعات ؟
المصباح: نحن علاقتنا بمفاضات السلام السابقة او التي تجري حاليا نعتبر اننا جزء يقدم الروشتات لمعالجات المشكلات التي يدور حولها الحوار، لكن نريد ان نكون جزء من هذه المفاوضات حتى لا نكون طرف في القضية ، نحن نريد ان نكون منصة تجمع كل الفرقاء لكي ننفذ معهم كل ما تم التوقيع عليه وبرؤية وطنية استراتيجية تتجاوز سلبيات الماضي ، وهذا منبعه انه كان هناك حوار مسبق قبل توقيع اتفاقية السلام مع حركات الكفاح المسلح و..
هذا يعني انكم تدعموا اتجاه مفاضات السلام؟
المصباح: نعم نعزز المواقف ونقدم بعض الاوراق الاكاديمية لحلحلة كثير من المشاكل وتأتي مرحلة التنفيذ ننفذ مع بعض ومثال ولاية غرب دارفور نفذنا مع الجنرال خميس عبدالله ابكر حملته التي اطلقها لتحقيق التسامح والسلام المجتمعي على ارض الولاية شاركنا معه هذا العمل وسنشارك كل الولايات والحكام الاقاليم .
بمعنى انكم ستنتقلون بمبادرتكم الى الولايات ؟
المصباح : نعم بلا شك .
على ذكر الولايات ظهرت تيارات في عدة ولايات كتيار الشمال ، الوسط ، الشرق هل توجد علاقة بينكم وهذه التيارات اين موقعها منكم؟
المصباح: نحن نرى ان فكرة التيارات تتنافى مع فكرة المبادرة والتسامح بين كل الناس ، وهذا لا يعني عدم اقرارنا ان هناك اشكالات في كل ولايات السودان ، وندعو لمعالجتها بصورة جماعية في اطار كلي وفي ذات الوقت لا نريد معالجات جزئية تنتج لنا تعقيدات اكثر على مسألة العنصرية والقبلية وهذا واضح ان الدولة الآن اصبحت للاسف لها ميول ترتكز على خلفية قبيلة ووو
ماذا تعني توضيح اكثر ؟
المصباح: للاسف المرجعيات في كل العمل اصبحت هى القبلية والجهوية وليست سياسية نعمل فيها الحوار للوصول الى حلول وهذا سيولد اشكالات كبيرة جدا ويعقد الامور ان لم تكن في الحاضر فستكون في المستقبل بمرارات توسع الهوة بين النسيج الاجتماعي .
ظهرت في الآونة الاخيرة الاستقطابات الخارجية والتدخلات الواضحة في شؤون السودان كيف تنظر المبادرة الى ذلك؟
المصباح: المبادرة لديها رؤية في مسألة العلاقات الخارجية ، نحن حزينين انه يوجد تدخل اجنبي واسع في القرار الوطني ويجد استغلال للاسف لبعض القادة السياسيين او المجتمعيين نحن نطلب من هؤلاء واؤلئك التوقف عن مثل هذا السلوك وعلى السودانيين ان يتبنوا الخط الوطني ونقول الخارج نريد علاقة تسودها الاحترام المتبادل وتقوم على المنفعة المشتركة لتحقيق المصالح لنا ولهم .
عدم قبول الاخر سمة تشوه العلاقة بين السودانيين انتم كمبادرة تسامح ألم تزيلوا هذا التشويه؟
المصباح: اصلا المبادرة تقوم على مبدأ قبول الاخر ولكن هذا المبدأ لايمكن ان يترسخ الا بمشاركة الجميع واولهم الدولة ، واعتبر الحاكمون هم الاكثر تضررا على المدى البعيد من خطاب الكراهية وهذا ينعكس مباشرة على عدم الاستقرار وبالتالي توقف اي نشاط استثماري داخلي او خارجي وهروب الرؤوس الاستثمارية الخارجية والداخلية ، لذا يتضرر الحاكم قبل المحكوم ، وبالنسبة للمجتمع والرموز السياسية قطعا لن يستفيدوا من رفض الاخر مما يطيل امد الازمة وقد ينتج لنا دكتاتورية والناظر لتاريخ السودان يرى ان كل الدكتاتوريات التي نشأت في السودان نشأت على اعقاب الخلافات بين القوى السياسية والمجتمعية ورفضهم للاخر والحوار والحلول ورفضهم للجلوس من اجل الوطن وسرعان ما يدفعوا الثمن ويدفع الشعب ايضا الثمن .
بعد كل هذا التداعي للمبادرة وانتم تدعون للتسامح والتصافي لاجل الوطن ماهو برنامجكم التفصيلي لتحقيق ذلك؟
المصباح: نحن لو لا استدعاء هذه المشاكل التي اصبحت تحيط بالوطن كنا نريد ان نرسم برنامج يبدأ اولا بالتشخيص العلمي للمشاكل عبر المؤتمرات الاستراتيجية وترتيب الاولويات وبالفعل فاساتذة الجامعات والخبراء برئاسة بروفسير محمد سيمان ابوصالح اطروا تأطير اكاديمي علمي لهذا البرنامج ،ثانيا التحرك نحو الولايات لاستكشاف المشاكل على حقيقتها ومن المعنيين بالامر حتى نستطيع ان نقدم الحلول ثالثا التوافق على الحد الادنى بين القوى السياسية بناءا على ما خرجنا به من مؤتمرات استراتيجية ، رابعا انعقاد مؤتمرا دستوريا يحسم القضايا الخلافية او المصيرية وبالتالي الذهاب الى انتخابات حرة نزيهة بعد استيفاء شروطها الدستورية تحقق الحكم المدني والاستقرار للسودان ، هذه كانت رؤيتنا و..
والان رؤيتكم اتغيرت ؟
المصباح: المشكلات الكثيرة والحلول الاسعافية جعلتنا نتأخر في تنفيذ هذا البرنامج ولكن متى ما ابعدت الدولة التدخلات الخارجية واستقر القرار الوطني وبنيت المسألة على المصالح الوطنية نستطيع ان نقيم شراكة وطنية مجتمعية تحقق عبرها هذه الاهداف المهمة والعظيمة .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى