أخبار

الترويكا وآلية مراجعة وتقويم الاداء وتنفيذ اتفاق السلام

الخرطوم : تسامح نيوز

قدمت الترويكا مقترحا لآلية مراجعة وتقويم وتنفيذ أداء اتفاق السلام المبرم مابين الحكومة والجبهة الثورية في جوبا الي السيد رئيس مجلس الوزراء الانتقالي الدكتور عبدالله حمدوك الذي شكرها بدوره علي المساهمة في عملية السلام ودعم الانتقال بالبلاد الي الديموقراطية والحكم المدني!
يتساءل العديد من المراقبين حول ماهية هذه الآلية وكيفية عملها ومايمكن ان تقدمه من دفع حقيقي لعملية السلام في بناء وتعزيز السلام بمناطق النزاع وخاصة ان المشاكل والمعوقات التي تعترض طريق التنفيذ اغلبها يتمحور حول التمويل والدعم وان الحكومة الانتقالية ربما لاتستطيع الايفاء بالتزاماتها تجاه تمويل العملية السلمية لاسيما انها ورثت خزينة فارغة وتركة مثقلة تعلمها الترويكا وكل من له ابسط المام بالتطورات السياسية بالبلاد! لهذا يتساءل البعض حول طبيعة الآلية المقترحة هل هي مزيد من الخبراء للتنظير والمتابعة والمراقبة؟ ام ذات طبيعة عملية في المساهمة في معالجة المعوقات وتوفير التمويل اللازم لمواصلك بناء عملية السلام بمناطق النزاع؟
الظروف المحيطة بالبلاد وتواقيت مصفوفة الاتفاق لاتحتمل اي محاولات للتاخير او التغيير او التعديل بما يضع الجميع امام مسؤولياته التاريخية في التنفيذ والاسراع بتحقيق بنود الاتفاق واحلال السلام والاستقرار بالمنطقة للتفرغ لعملية البناء وتطوير البنية التحتية وتطبيع الحياة! وذلك امر من الوضوح بمكان ولايحتاج الي آلية او لجنة او لجان تعمل علي تعقيد البسيط كمايبدو من مقترح الترويكا التي ربما يكون تجاوزا وقفزا في المجهول امام وضوح القضية ووضوح الحلول والمعالجات بما يجعلنا نتساءل اذن لماذا الآلية الآن وماهي مهامها الواضحة والتزاماتها في التمويل؟ وكيف يتم تمويلها وممن تتكون ومن اجل اي مهام ووظائف وماهي الزاميتها بالنسبة لما تقرره من خطط وكيف يتم تنفيذها وبواسطة من يتم التنفيذ؟ كلها اسئلة مشروعة امام مقترح الترويما بإنشاء الآلية!
هل تاتي الآلية بديلا لالتزام دول الترويكا في المساهمة بالتمويل؟ ام شريكا لاطراف العملية السلمية؟ ام إرجاءا للدعم والتمويل حتي الوصول مع الخلو ونور علي اتفاق سلام؟
وهل من صلاحيات الآلية المزمع تشكيلها تغيير طبيعة الاتفاق او مراجعته لمعالجة قضاياها ذات التعقيد مثل مسار الشرق مثلا؟ ام انها لاتملك هذه الصلاحية واذا كانت لاتملك صلاحية ذلك اذن لماذا طرح المقترح من الاساس؟ لماذا تطرح دول الترويكا انشاء آلية منزوعة الاسنان والارادة ولا يمكن ان تحدث فرقا؟
والجميع يعلم ان هذه الدول لاتقدم علي خطوة الا بعد تفكير عميق في المصالح والعواقب المترتبة عليها! اذن ماهي مصلحة الترويكا من مثل هذه الخطوة؟
سلام جوبا هو الاتفاق الوحيد في بناء العملية السلمية الذي نجح من كل برامج وملفات حكومة الانتقال والعمل الإيجابي الوحيد الذي قطع شوطا كبيرا في التنفيذ علي ارض الواقع من بين كل ملفات الانتقال الاخرى نتيجة الجهود الكبيرة التي بذلتها اطراف السلام وقيادة الوفد الحكومي المفوض لماذا تحاول الترويكا الآن ادخال يدها بصورة مباشرة فيه بينما هنالك كثير من الملفات الانتقال التي ماتزال تحتاج للدفع بها وفق ما اعلنته هذه الدول من نفسها للمساعدة والانتقال؟ لماذا ملف السلام الآن وماهي دافعها لذلك؟!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى