اقتصاد

التعاون السوداني الروسي..هل ينقذ إقتصاد السودان 

تقرير ..تسامح نيوز

التعاون السوداني الروسي..هل ينقذ إقتصاد السودان

اجمع عدد من الخبراء والمراقبين الاقتصاديين على أن زيارة وفد عالي المستوى من البنك المركزي الروسي للسودان بدعوة من البنك المركزي السوداني خلال شهر اغسطس الجاري،من شأنها فتح باب تعاون بين البلدين.

فرصة ذهبية

حيث قال د.عادل عبد العزيز الفكي أنها تتيح للسودان في الوقت الحالي فرصة ذهبية لعقد تحالف استراتيجي مع روسيا الاتحادية.

ولعل ما يدعم ذلك هو ان روسيا الان تواجه حرباً عالمية من خلال تحالف دولي تقوده الولايات المتحدة ويضم دول الاتحاد الأوروبي. وبالمثل يواجه السودان تحالفاً يضم دول جارة، ودول إقليمية، يرمي لتغيير هوية الدولة السودانية، والسيطرة على ثرواتها،.

فضلا عن ان روسيا عضو بمجلس الأمن وتملك حق الفيتو، وقطع د.عادل ان هذا يمثل قيمة سياسية كبرى للسودان حيث يمكنها استخدام هذا الحق، بالتعاون مع السودان، لتحقيق المصالح المشتركة لكليهما.

منفذ امداد لوجستي

ويشير عادل الفكي الى ان روسيا طلبت من السودان توفير منفذ امداد لوجستي لسفنها التي تمخر عباب البحر الأحمر، وقد وافق السودان مبدئياً على الطلب كحق سيادي للدولة السودانية تملك التقرير فيه منفردة. على السودان السعي لتحقيق أكبر مصلحة له، من خلال الاستجابة للطلب الروسي، على قاعدة كاسب التي تحكم العلاقات بين الدول.

ولعل ما يعضد من الاستفادة اقتصاديا من خلال التعاون مع روسيا، وفقا لعادل الفكي هو ان روسيا تعتبر دولة عظمى اقتصادياً حيث يبلغ الناتج المحلي لها 4.027 تريليون دولار في المرتبة السادسة دولياً من حيث قيمة الناتج المحلي الاجمالي،.

منوها الى ان السودان وقع مع روسيا في فترات سابقة اتفاقيات ومذكرات تفاهم عديدة، كان أبرزها في مجال تقنية تحويل الغازات البترولية لمواد بترولية سائلة، وهي تقنية روسية فريدة يمكن أن تمثل إضافة مهمة للإنتاج البترولي السوداني. ثم اتفاقية في مجال التنقيب عن الذهب والمعادن الأخرى، واتفاقية حول التخريط الجوي في البر وفي البحر.

مجالات التعاون

وقطع الفكي بإن مجالات التعاون التي يمكن أن تحقق فائدة كبيرة للسودان ويُنصح بتطوير التعاون مع الجانب الروسي فيها تشمل امراً مهماً للغاية للسودان في هذه المرحلة هو الاستفادة القصوى من التقنية العسكرية الروسية المتقدمة.

ويرى عادل الفكي ان الأمر الثاني الذي يمثل أمراً ذو أهمية استراتيجية بالغة للسودان هو اقتراح الجانب الروسي بأن يستفيد السودان من تكنلوجيا (قلوناس) GLONASS الروسية التي تستخدم في مجال أنظمة الملاحة عبر الأقمار الصناعية (ايروقلوناس).

وذلك بغرض إنشاء نظام وطني للاستجابة السريعة في حالات الطوارئ، نظم القيادة والسيطرة للقوات المسلحة ولأجهزة الشرطة وأجهزة الأمن، مراقبة المركبات، وتحديد مواقع الموارد الطبيعية وإدارتها.

حجم التبادل التجاري

غير أن د.عادل الفكي قال أن ما يجب على السودان الاهتمام به في الوقت الحالي هو التجارة مع روسيا، لافتا الى إن حجم التبادل التجاري مع روسيا لا يتجاوز في الوقت الحالي 110 مليون دولار في السنة، في حين تبلغ الصادرات الروسية للخارج 640 مليار دولار.

و اعرب عادل الفكي عن أمله في أن تقدم روسيا في هذه المرحلة قرضاً سلعياً للسودان يتضمن تزويد السودان باحتياجاته من المواد البترولية والقمح والدقيق والأسمدة، على أن تسدد قيمة القرض خلال عشرة الى خمسة عشر عاما وبفترة سماح سنتين على الأقل.

لافتا الى ان ذلك يسهم في استقرار قيمة العملة السودانية أمام العملات الأجنبية، كما سيحدث المقابل المحلي انفراجاً في الإيرادات العامة للحكومة، ويقلل من استدانتها من البنك المركزي.

من ناحيته اكد الخبير اللقتصادي د. هيثم فتحي ان هناك فرصا واعدة لتصدير الخضار والفواكه السودانية في السوق الروسية خاصة ان هناك تجربه سابقة في العام 2018 ، هذه التجربة كللت بالنجاح بعد اجتياز هذه المنتجات كل اختبارات الجودة .

تعاون سياسي اقتصادي

وقطع فتحي بأن التقارب الحالي بين روسيا و السودان يأتي في وقت يحتاج فيه كلاهما لتنويع علاقاته الدولية في المجالين السياسي والاقتصادي على ضوء برود العلاقات السودانية -الغربية وفرض عقوبات غربية على روسيا بسبب الأزمة الأوكرانية.

مضيفا ان السودان ينظر إلى موسكو على أنها حليف استراتيجي قوي في إطار تعدد الشراكات السىدانية مع القوى الدولية التقليدية، وتنظر موسكو إلى الخرطوم على أنها مركز هام في محيط البحر الاحمر الإقليمي.

وتسعى موسكو لاستعادة دورها الدولي للتأكيد على استمرارها السياسي والاستراتيجي كقوة عظمى بعد تفكك الاتحاد السوفياتي السابق، خاصة في ظل ما تعانيه روسيا مؤخرا من مشكلات على المستوى الدولي على هامش الأزمة الأوكرانية، وما يمثله السودان من منفذ هام يمكن أن تتغلب به موسكو على تلك المشكلات سياسيا واقتصاديا.

طابع تاريخي

ويشير فتحي الى ان العلاقات السوداية الروسية تتمتع بطابع تاريخي ممتد مما يجعلها من أقوى العلاقات ، حيث تميزت كافة الأنشطة الاقتصادية والفنية والتكنولوجية والعسكرية بميزة وعامل مهم لم يتوافر في معظم علاقات السودان مع العالم الخارجي، .

وهو القيمة التكنولوجية المضافة وعمليات نقل التكنولوجية وتدريب الكادر الوطني مع إعطاء فرصة لتطوير المنتج والتكنولوجيا المستوردة من روسيا وكسر احتكاره وفتح الباب لتطبيقاته في مجالات علمية وتطبيقية مختلفة.

حجم التبادل التجاري الحالي بين السودان وروسيا لم يبلغ في افضل حالاتك اكثر من 500 مليون دولار.

ايجابيات التعاون مع روسيا

وشدد فتحي على ضرورة تضافر الجهود من خلال العمل المشترك لرفع حجم التبادل التجاري بين البلدين لجهة انه متواضع جدا مقارنة بحجم الاقتصاد الروسي،وأبان ان روسيا بجانب انها تمتلك اكبر صندوق للاستثمار المباشر تمتلك ايضا خبرات تراكمية هائلة فى زراعة القمح كما تعتبر من اكبر مصدري القمح فى العالم لما تملكه من تكنولوجيا حديثة في هذا المجال .

تعاون السودان مع روسيا سيكون له مردودات ايجابية كبيرة على الاقتصاد السوداني مبينا ان السودان يمكن ان يستفيد من الخبرات الروسية فى العديد من المجالات والقطاعات الاقتصادية  الحيوية مثل الزراعة والثروة الحيوانية والتعدين والمصنوعات الجلدية والنفط.

اضافة الى السكك الحديدية والسدود والكهرباء خاصة و ان مسيرة الشركات الروسية الاستثمارية قليلة جدا وتنحصر اغلبها في مجال التعدين.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى