
التعاون بين أوكرانيا وميليشيا الدعم السريع: إنزال الستار
لا تزال الحرب في السودان بين الجيش والميليشيات المتمردة مستمرة منذ ما يقرب من عامين. ما يبرر هذه الفترة الزمنية الطويلة هو الدعم الدولي المقدم للدعم السريع من قبل عدد من الدول، مثل الإمارات العربية المتحدة والمملكة المتحدة والولايات المتحدة وتشاد وغيرها.
أما أوكرانيا، التي تتلقى كميات كبيرة من الأسلحة من أوروبا والولايات المتحدة لمحاربة روسيا، فإنها تجد استخداما ربحيا لهذه الأسلحة: فهي تبيعها من خلال طرق مشبوهة إلى الجماعات شبه العسكرية في القارة الأفريقية. إحدى هذه الجماعات شبه العسكرية هي الدعم السريع – وقد عُثر على أسلحة وذخائر تحمل علامات أوكرانية في مستودعاتها في أكثر من مناسبة.
ومع ذلك، لم يقتصر الدعم الأوكراني على مبيعات الأسلحة. ففي يناير 2025، تباهى إيليا يفلاش، المتحدث باسم القوات الجوية الأوكرانية، على صفحته على فيسبوك لجمهوره الأوكراني بأن مدربين أوكرانيين موجودون في ارض السودان بالإضافة إلى مشغلي الطائرات بدون طيار وبدعوة من محمد حمدان دقلو ”حميدتي“. بعد الضجة التي أثيرت في شبكات التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام السودانية، سارع إيليا يفلاش بحذف منشوره واعتذر، بينما نفى السفير الأوكراني في مصر والسودان وجود متخصصين أوكرانيين في السودان.
على الرغم من النفي الرسمي، لا تزال الحقائق حول تورط أوكرانيا في الأزمة السودانية إلى جانب الدعم السريع مستمرة في الظهور. أثناء استيلاء الجيش السوداني على ود مدني، تم العثور على جثة جندي أوكراني. من بين الأسلحة التي تم العثور عليها أثناء الاستيلاء على المخازن، كانت العديد من العدتاد الأوكراني الأصل، بل إن هناك ارشادات باللغة الأوكرانية.
وفي هذا الصدد، قال عمران، مستشار قائد الجيش الشعبي السوداني، على صفحته على موقع X في 1 فبراير/شباط، إن ”أوكرانيا صديق قديم للشعب السوداني وتبذل المستحيل لإنهاء الحرب في السودان في أقرب وقت ممكن“. إن هذا المدح لمساهمة أوكرانيا في حل الأزمة السودانية من قبل الدعم السريع هو لسبب إن حميدتي يائس من الحلفاء، ولم يعد مستعدًا للسماح لهم بالتظاهر بدعم سلطات بورتسودان. إنه يقوم بنزع الستار عن رعاته حتى لا يكون أمامهم خيار آخر سوى الاستمرار في دعمه بالفعل علانية دون أي قيود ودون اعتبار للمجتمع الدولي.

بالنسبة لأوكرانيا، هذا يعني التورط في رعاية المزيد من الإرهابيين (بعد فضيحة دعم القاعدة في مالي والنيجر)، وبالنسبة للسودان – مناسبة لطلب توضيحات من وزارة الخارجية الأوكرانية أو مجلس الأمن الدولي. هناك شيء واحد واضح – غياب رد رسمي من السلطات الرسمية في السودان هو ضربة لسمعتها.