تحقيقات وتقارير

التفاوض مع المليشيا بين الحقيقة (والشائعة) والمستحيل.. خبراء يفندون!

متابعات | تسامح نيوز

التفاوض مع المليشيا بين الحقيقة (والشائعة) والمستحيل.. خبراء يفندون!

الجيش يضيق (الخناق) على المليشيا ويقترب من الحسم (العسكري)..!

تقرير/ هاشم عبد الفتاح

ما بين حين وآخر تنشغل الآلة الإعلامية المحلية والأجنبية بقضية الحرب والسلام في السودان وتنطلق الدعوات السياسية للمطالبة بخيار التفاوض لوقف الحرب وترجيح (كفة) الحلول السياسية ما بين المليشيا المتمردة والحكومة السودانية .

التفاوض مع المليشيا بين الحقيقة (والشائعة) والمستحيل.. خبراء يفندون!

لكن يبدو ومن خلال معطيات المشهد العسكري القائم أن المليشيا تواجه حصاراً عسكرياً ضاغطا افقدها الكثير من عناصرها المؤثرة وكسر قواها (الصلبة) الأمر الذي دفعها لإطلاق (الشائعات) بأن هناك مفاوضات سرية بين الجيش والمليشيا ، وبالطبع فإن هذه الشائعات الغرض منها قراءة الشارع العام وشق الصف داخل القوات المسلحة …ولمزيد من التركيز وتسليط الأضواء نحاول هنا الوقوف على اتجاهات الخبراء والمحللين والمراقبين للمشهد حول حقيقة التفاوض بين الحكومة والمليشيا المتمردة

حرب من نوع غريب..!

بداية يرى الدكتور راشد محمد علي الخبير الإستراتيجي والمحلل السياسي أن الدعوة للحوار بين الجيش والمليشيا يمكن أن تكون منطقية ، إذا كانت الجهة الداعية للسلام (ملمة) بالظروف والأوضاع المأساوية التي حصلت للسودان كدولة وللمواطن السوداني من خلال هذه الحرب ، وبالتالي يمكن أن تكون هذه الدعوة للحوار مقبولة إذا كانت الحرب نفسها في الإتجاهات المعهودة في الحروب ،

التفاوض مع المليشيا بين الحقيقة (والشائعة) والمستحيل.. خبراء يفندون!

ولكن يبدو أن هذه حرب (شاذة جداً) ومن نوع غريب وغير منطقي ، ولهذا فإن معطيات المشهد السوداني لا يمكن أن تتقبل أي شكل من أشكال التفاوض مع مليشيا ظلت تغدر بالشعب السوداني وتستهدف حياته ودولته وبنياته التحتية وكذلك تستهدف مستقبله .

وابان الدكتور راشد في حديثه ( لتسامح نيوز) أن الحرب يمكن أن تحسم بالحوار أو (البندقية) ولكن يجب علينا أن نتذكر أن المعطيات القائمة الآن في المشهد السوداني فيها قدر من الصراع الاستراتيجي وهذا مؤثر جداً وفيها أيضا مستوى من الصراع السياسي الذي قاد إلى الحرب باستخدام أحد الأطراف (كمعول) لهدم البلاد من الخارج ،

لأن الحرب العسكرية المباشرة القائمة الآن لا يقاتل فيها الدعم وانما هناك دول أخرى تقاتل مع الدعم السريع ضد الجيش السوداني، صحيح أن هناك دعوة للحوار من عدة جهات من دول ومنظمات إقليمية ودولية ، ويبدو أن الدعوة للحوار خيار تنادي به المليشيا وهذه ليست (شائعات) ، وأعتقد أن المليشيا تعلم تماماً اتجاهات الرأي العام تجاهها فهى تمارس (الأكاذيب) على نفسها وعلى الآخرين .

التفاوض بمنطق الشعب..!

وقال دكتور راشد أن الحكومة تعلم سلفا ردة فعل الشعب السوداني تجاه الحرب لأنها نكلت به وافقرته وفرضت عليه ظروف قاسية ، وبالتالي يرفض الشعب السوداني التفاوض مع المليشيا بسبب ما لحق به من تصرفات قوات المليشيا ، فلا يمكن أن تدخل الحروب (البيوت) ، ولا يمكن أن تأتي الحروب على الأفراد (المدنيين) ،

ولا يمكن أيضا أن تستهدف (البنيات التحتية) التي شيدها الشعب السوداني بجهده (وعرقه) ولذلك لا يقبل الشعب السوداني التفاوض مع (المليشيا) وهذا في تقديري (رفض مستحق) ،

التفاوض مع كفيل (الكفيل) ..!

واضاف دكتور راشد : بات واضحاً أن المليشيا (نسفت) كل المقدرات التي يمكن أن تقيم بها علاقة مع الشعب السوداني ، ولكن إذا كان (خيار ) الحكومة التفاوض فهى لن تتفاوض مع المليشيا لأن هذه المليشيا (تكسرت) الآن تماماً أمام القوات المسلحة وانما ستتفاوض مع (كفيل المليشيا) ومع (كفيل الكفيل) ومع الدول التي ترعى كفيل الكفيل ، وبالتالي يتم التعامل مع مكتسبات الأمة السودانية وليس مع المليشيا في خيار التفاوض

ماذا قال عثمان ميرغني..؟!!

وفي السياق ذاته أوضح الأستاذ/ عثمان ميرغني الكاتب الصحفي والمحلل السياسي أن من المهم جداً ان يدرك الجميع ان التفاوض عملية موازية للعمل العسكري، و لا تعارض بينهما اذ إن المطلوب تحقيق الاهداف حتى و لو تعددت الوسائل.

التفاوض مع المليشيا بين الحقيقة (والشائعة) والمستحيل.. خبراء يفندون!

وأشار في حديثه (لتسامح نيوز) إلى أن التفاوض كان يفترض ألا يتوقف اطلاقا خاصة في جولة سويسرا اغسطس 2024, فهو ليس مجرد مشروع جلوس لطاولة في مواجهة خصم بل علاقات و ارتباط مع المجتمع الدولي الذي يجتهد في انهاء الحرب.

ولتأكيد مسؤولية الدولة عن الوطن والمواطن.وأن الانتصار العسكري لم ولن يكن محل شك فهو لصالح الجيش السوداني.

* من الحكمة الارتقاء بالدور السياسي..!

وقال (ميرغني) : لكن يجب التمييز بين الانتصار العسكري و تحقيق السلام..فالسلام هو الهدف الاهم ( وليس النهائي) و من الحكمة الإرتقاء بالدور السياسي جنبا الى جنب مع الدور العسكري للوصول الى مرحلة السلام والاستقرار الكامل.

واضاف أن الدعوة الى الحوار جاءت عبر عدة اليات دولية واقليمية ولاتزال مطروحة وهي ليست اشاعات.

وهناك تحركات في الاقليم لكنها لا تزال تواجه بعض التحديات.

ثم إن الشعب السوداني يقف بقوة مع الجيش ومع السلام ويرغب في انهاء الحرب باسرع ما يمكن وباقل تكلفة.

وبالتالي فإن الشعب مع السلام وليس الاستمرار في الحرب ان كان ذلك ممكنا عبر طاولة التفاوض .

ودعم الشعب للجيش لا يعني رفضه التفاوض .. كلنا ندعم الجيش بقوة ونقف معه في مهامه المقدسة ، ذولكن هذا لا يعني ان يتخلى القطاع السياسي عن واجبه في الحوار والتفاوض والبحث عن السلام.

شروط التفاوض..!

وتقول الأستاذة ايمان حسن الخبيرة القانونية والمحللة السياسية (لتسامح نيوز) أن

الحوار يمكن أن يكون خطوة إيجابية إذا توفرت الشروط اللازمة وظهرت إرادة حقيقية من الأطراف ، وأن الدعوة للحوار يمكن أن تكون دعوة حقيقية إذا كانت هناك نية صادقة من الأطراف للوصول إلى حل سلمي.

وأشارت إلى أنه كانت هناك استعدادات ملموسة لتنفيذ اتفاقيات سابقة ومشاركة فعّالة من جميع الأطراف المعنية تجاه قضية الحوار.

ولكن في المقابل يمكن أن تكون الدعوة للمفاوضات مجرد (شائعات) إذا. كانت تهدف فعلا إلى كسب تعاطف الشارع السوداني ، أو كانت تستخدم كأداة دعائية لتحسين الصورة.

أو لم تكن هناك نية حقيقية لتنفيذ الاتفاقيات.

البحث عن حلول جذرية..!

واشارت الأستاذة إيمان إلى أن الشارع السوداني يتطلع إلى السلام والاستقرار خصوصاً أن هناك مخاوف من استمرار الصراع، ويتطلع كذلك إلى حلول جذرية للأزمة.ولكن الأهم هو وجود إرادة حقيقية للحوار والسلام.

وأكدت الأستاذة إيمان أنه حال حدوث مفاوضات بين الجيش والمليشيا فإنها تتوقع أولا أن تكون هنالك إحتجاجات كبيرة جدا وسط الشعب وأنه لا يمكن الجلوس مع هؤلاء الذين دمروا البنية التحتية للسودان وإغتصبوا النساء وقتلوا الأسرى .

وتعتقد أن الشارع السوداني يرفض التفاوض مع المليشيا لعدة مبررات

أولها : إنتهاكات حقوق الإنسان: لأن المليشيا إرتكبت إنتهاكات كبيرة مع الشعب السوداني من قتل ونهب وإغتصاب مما أدى إلى فقدان الثقة .

وثانيا: عدم الثقة في النوايا لأن الشعب السوداني يشكك في نوايا المليشيا ويسأل عن أهدافها.

ثالثا: يتخوف الشعب السوداني من تكرار تجارب سابقة في التفاوض مما يجعل الشعب متشككا في نجاح أي مفاوضات جديدة ، ولهذا فإن رفض التفاوض مع المليشيا قد يكون ضروريا لحماية الأمن القومي والسيادة السودانية.

ويبدو واضحاً أن الشعب السوداني يدعم الجيش في مواجهة المليشيا باعتبار أن الجيش هو المدافع عن الدولة والشعب والسيادة الوطنية .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى