تقارير

الجيش السوداني: مواجهة مفتوحة لقطع خطوط إمداد المليشيا

خاص:تسامح نيوز

 الجيش السوداني: مواجهة مفتوحة لقطع خطوط إمداد المليشيا

خبير استراتيجي:المجتمع الدولي يعلم الدور الإماراتي في حرب السودان ولكنه يتغاضى

باحث وكاتب:الدعم الاماراتي ساهم في إطالة أمد الحرب

تقرير:أحمدقاسم

نفذ الطيران الحربي التابع للجيش السوداني طلعات جوية استهدف من خلالها مطار نيالا بولاية جنوب دارفور وعدة مواقع استراتيجية.

تعد هذه الطلعات الجوية هي الثانية خلال اقل من شهر بعد تقارير قالت إن صور اقمار صناعية اظهرت ثلاث طائرات مسيرة في مطار نيالا الدولي الذي تستخدمه المليشيا كخط إمداد لها.

وكان مصدر عسكري رفيع بهيئة الأركان التابعة للجيش قد كشف في وقت سابق إن مليشيا الدعم السريع قد عملت على تطوير القاعدة العسكرية الجوية ومناطق إستراتيجية للشحن في مطار نيالا الدولي خلال يناير الماضي.

الجيش السوداني: مواجهة مفتوحة لقطع خطوط إمداد المليشيا

وافاد المصدرأن شركات هندسية تحت إشراف الوحدة الهندسية التابعة لمليشيا الدعم السريع وبمساعدة لوجستية من دولة الإمارات، أهلت مدرج مطار نيالا، كما شيدت منصات أجهزة تشويش متطورة.

وأضاف المصدر أن الجيش رصد عددًا من الأبنية الحديثة، بالإضافة إلى المستودعات الحربية التي تستخدم من أجل حماية المعدات العسكرية بالمطار.

مسيرات صينية:

في يناير، أبلغ باحثون من جامعة ييل عن وجود طائرات مسيّرة في المطار. ووفقًا لتحليل شركة Janes الاستخباراتية للدفاع، فإن الطائرات التي ظهرت في الصور هي CH–95 صينية الصنع، والتي تتمتع بقدرات استطلاع وضربات طويلة المدى تصل إلى 200 كيلومتر.

الجيش السوداني: مواجهة مفتوحة لقطع خطوط إمداد المليشيا

ولم تتمكن رويترز من تأكيد هوية الطائرات المسيّرة أو كيفية وصولها إلى نيالا بشكل مستقل.

ولم ترد السلطات الصينية ولا شركة China Aerospace Science and Technology Corporation، التي تصنع طائرات CH–95، على طلبات التعليق.

تقارير أمريكية:

 صحيفة الواشنطن بوست الأميركية كتبت على صدر صفحاتها إن الحرب الأهلية المدمرة في السودان تتغذى جزئيًًا على الأسلحة التي تزود بها دول أجنبية كلا الجانبين سرًا، بما في ذلك الذخائر والطائرات بدون طيار من الإمارات العربية المتحدة وإيران، وفقًا للتقييمات السرية وتقرير ممول من وزارة الخارجية الأميركية والأدلة التي تم جمعها من الأسلحة التي تم الاستيلاء عليها في السودان.

كانت عديد التقارير الصحفية والرسمية قد كشفت عن الدور الخطير الذي تلعبه دولة الإمارات العربية المتحدة في حرب السودان، حيث تزود قوات الدعم السريع بإمداد لا ينقطع من الأسلحة والذخائر عبر الحدود الغربية للبلاد. تحقيق لـ”نيويورك تايمز” الأميركية قال إن الإمارات تزود الدعم السريع بهذا الإمداد تحت غطاء الإغاثة، كما تحدثت في تقرير آخر عن استغلال الهلال الأحمر في عملياتها الداعمة لقوات الدعم السريع في السودان، الأمر الذي وصف بأنه مخالفة للقانون الدولي الإنساني.

الجيش السوداني: مواجهة مفتوحة لقطع خطوط إمداد المليشيا

ويقول الكاتب والباحث على صالح في حديثه لموقع ( تسامح نيوز) : إن واحدة من العوامل التي ساهمت في إطالة أمد الحرب هو الإمداد الأماراتي للمليشيا منذ الاسابيع الاولى لبداية الحرب .

وتخوف الباحث والكاتب على صالح في حديثه إن يؤدي استمرار الحرب إلى تحول السودان إلى سوق للسلاح تسوق من خلاله الدول الكبرى اسلحتها مقابل المال .

واضاف صالح إن كثير من الدول المصدرة للسلاح ترى بأن تسويق سلاحها في مناطق الصراعات بمثابة فرصة نادرة لتجريب مدى فاعليته.

لعبة مزدوجة:

وكشف تحقيق لصحيفة نيويورك تايمز معلومات مفصلة بشأن دور الإمارات في دعم قوات الدعم السريع في الصراع الدائر في السودان.

وأشار التحقيق إلى أن لـ”الإمارات دوراً في الصراع يتمثّل بنشر طائرات من دون طيار تحلّق على طول الحدود السودانية لتوجيه القوافل المسؤولة عن تهريب الأسلحة إلى “الدعم السريع”.

وبحسب الصحيفة، “تحلق الطائرات فوق مدينة الفاشر المحاصَرة لدعم الميليشيا التي قصفت المستشفيات ونهبت شحنات الغذاء وأحرقت آلاف المنازل”، بحسب ما ذكرت.

وأضافت أن “الطائرات المسيرة تنطلق من قاعدة تدّعي الإمارات أنها تديرها كجزء من جهد إنساني لمصلحة الشعب السوداني”، وأنها “تلعب لعبة مزدوجة قاتلة في السودان من خلال حرصها على تعزيز دورها صانعةَ قرار إقليمي، وتقوم بتوسيع حملتها السرية عبر تمويل الطائرات المسيرة وتسليحها وإرسالها إلى الميليشيا”.

وأوضحت “نيويورك تايمز” أن “الإمارات تعرّض نفسها كمدافع عن السلام والدبلوماسية والمساعدات الدولية، وتستخدم أحد أشهر رموز الإغاثة في العالم، “الهلال الأحمر”، غطاءً لعملياتها السرية بهدف إرسال العتاد العسكري إلى السودان، بالإضافة إلى تهريب المقاتلين”.

وأضاف التحقيق أن الإمارات تعزّز حملتها السرية بطائرات مسيرة تنطلق من مطار عبر الحدود في تشاد قامت الإمارات بتوسيعه ليصبح مطاراً مجهَّزاً بأسلوب عسكري”، مشيرة إلى أنها بَنَت “حظائر الطائرات وركّبت محطة تحكم للطائرات المسيرة، بحسب ما أظهرت صور الأقمار الاصطناعية”.

الجيش السوداني: مواجهة مفتوحة لقطع خطوط إمداد المليشيا

وقالت الصحيفة إنه “من خلال تحليل صور الأقمار الاصطناعية، تم تحديد نوع الطائرات المسيرة المستخدمة”، وأن “الصور تُظهر وجود مخزن ذخيرة في المطار ومحطة تحكم للطائرات المسيّرة إلى جانب المدرج، على بعد 750 ياردة عن مستشفى تديره الامارات لعلاج مقاتلي ميليشيا الدعم السريع”، وفق تعبير الصحيفة.

ويقول الخبير والمحلل الاستراتيجي عبدالله كرامة إن دولة الإمارات تستخدم الإغاثية في السودان، كواجهة لدعم مليشيا الدعم السريع التي تحارب الجيش السوداني، وترتكب الفظائع في البلاد.

وقال كرامة في حديثه لموقع ( تسامح نيوز) إن الدعم الاماراتي للمليشيا أثبتته كثير من الادلة والبراهين التي دفع بها السودان في شكواه ضد الإمارات في اكثر من مرة .

ويصف عبدالله كرامة ما يحدث بالمؤامرة مشيرا إلى إن المجتمع الدولي يدرك الدور الإماراتي في حرب السودان لكنه رغم ذلك يتغاضى عن هذا الدور .

وطالب كرامة في حديثه بضرورة إن يمارس السودان المزيد من الضغوطات عبر المحافل الدولية لإجبار دولة الإمارات بالكف عن دعمها الذي اصبح علنيا.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى