الحروب والنزاعات وهندسة التحكم الناعمة

الخرطوم: تسامح نيوز
يرى كثير من المراقبين ان مايدور من نزاعات وحروب على الحدود السودانية او داخل بعض الولايات ماهو الا مخطط غربي للالهاء والتشتيت والسيطرة علي الموارد والثروات المحلية! ولقائل ان يقول كيف لحرب في الحبشة تكون خصما علي السودان او لها اجندة ومقاصد للسيطرة علي ثروات البلاد ويغيب عنا ان هنالك الكثير من الحروب يتم شنها في دول اخرى لاغراض ومقاصد ومصالح يتم اخذها من دول تانية؟ الحرب في العراق كانت سوق وبازار كبير لاستجلاب الخليج وعلي راسه السعودية! والحرب في سوريا ماتزال سببا لمزيد من السيطرة والحصول علي الاموال من دول الجوار من أجل الحماية وخلافه ولاننسى ان حرب دارفور تم اشعالها لاشغال النظام عن المعارضة المسلحة في الجنوب وافساح المجال امامها وحلفائها للعمل من أجل الانفصال؟
الان الحروب علي الحدود السودانية الشرقية والحنوبية لها اغراض تفوق آثارها الواقعية في دول النزاع لتتخطاها الي اجندة مرسومة بعناية داخل السودان! وهو عصر هندسة التحكم الناعم في التغييرات مهما بدت عفوية! الا ان هنالك من القوى من يتحكم فيها ويرسم مسارها وفق مصالحه هو لا مصالح الدول ذات الوجهة؛ فضلا عن حركة اللجوء الواسع داخل السودان وماينعكس عليها من آثار اقتصادية وامنية سالبة علي الاقتصاد المنهك اصلا والامن الذي يعاني سيولة وهشاشة واضحة الامر الذي يلقي بمزيد من الاعباء علي كاهل الاقتصاد المأزوم ويشغل الحكومة عن ملفاتها الحقيقية للتورط في معالجة آثارها المتطاولة! وهو امر متحكم فيه بعناية من خلال المنظمات الدولية الغربية التي تعمل في المجال وتأخيرها المساعدات بما يلقي علي السلطات المحلية اعباء متضاعفة هذا بخلاف العلاقات الوثيقة الاستخبارية مع الاطراف المتحاربة نفسها ومدها بالسلاح والدعم اللوجستي لاطالة امد الحرب والاستفادة منها في احكام السيطرة وتحقيق الأجندة الخاصة بدول القرار بالمنطقة؟
ربما يرى البعض ان ذلك حالة متعاظمة من التشاؤم ورؤية سوداء نتاج نظرية المؤامرة ولكن لابد ان ننظر عميقا متجاوزين سطوح الحدث الي اعماقه وروافعه المتحكمة فيه! وتطورات الاحداث في واقع الأرض، وربما نجد ان موجة الزحف الثانية لجبهة التغراي علي الجيش الفدرالي الاثيوبي غير مبررة منطقيا مالم تجد سندا واسعا من عواصم القرار الدولي؟! ولكن لماذا ماهي الفوائد الواضحة للعيان ماذا فعل آبي احمد ليغضب المحور الامريكي لهذا الحد؟! وماذا سيستفيد من هذه الحرب ومهما العصفوران اللذان يجنيهما الغرب من هذه الحرب في الداخل الاثيوبي ومن الداخل السوداني؟. لاشك ان الحرب كماهي خراب ودمار وتعطيل للتنمية في إثيوبيا الا انها تلقي بظلالها المعتمة القاتمة علي المشهد السوداني ايضا! بمعني انك تستطيع ان تشن حربا في اقليم لتؤثر بها علي عدة اقاليم وتجني عبرها عدة مصالح من دول مختلفة!
اذن الحروب والنزاعات الحدودية في الشرق والجنوب تزيد من مشاكل السودان في تدفق اللاجئين وتصع عبئا اضافيا علي كاهل الخدمات والاقتصاد المنهك فضلا عن النزاعات القبيلة التي تزيد الامر سوءا ولا يختلف اثنان في ان الغرب متحكم في كل ذلك ويعمل علي هندسته بصورة تضع البلاد تحت تصرفه المباشر!؟ النزاعات في اغلبها متحكم بها من خلال هندسة ناعمة لهذه الدول والاطراف المتنازعة فيها التي لا تخلو من علاقة مع دولة غربية ومساندة منها!
ابقاء البلاد ضعيفة واستنزافها من الاطراف؟!
حملة مساندة دارفور نموذج ازمة دارفور تم تفعيلها سابقا حتي تنشغل الحكومة بها عن ملاحقة قرنق وتعمل علي تسريع فصل الجنوب وذلك في مذكرات العديد من السياسيبن في امريكا! وهو امر يؤكد بما لايدع مجالا للشك ان الحروب والنزاعات وحركة النزوح كلها احداث متحكم فيها بصورة ناعمة لتقود الي هدف محدد، لا في الدولة المعنية وحسب وانما في كامل الاقليم للسيطرة والتحكم بعيد المدي؟ من كان يظن ان اثيوبيا سوف تواجه بعد نهضتها التي اثارت اعجاب شعوب المنطقة؛ شبح التفكيك والتفتيت وهي تقارب ان تكون دولة فاشلة وتنغمس في عهود الظلام مرة اخري؟! ومن يظن ان السودان الذي فجر ثورة عظيمة اثارت اعجاب العالم ايضا ان يكون بعيدا وبمنأي ان يرتد الي عصور الظلام مرة أخرى؟!.