المنوعات

الزيارات الرمضانية..(رجوع المياه إلى مجاريها)

الخرطوم_ خديجة عائد

الزيارات الرمضانية تعتبر صلة الرحم بين الأقارب والأصدقاء والجيران وهي من أبرز طقوس رمضان والتي تزيد من روابط المحبة والمحنة و تنعكس إيجاباً على الجميع سواء في حياتهم الشخصية أو علاقاتهم مع الآخرين، وتعد من أبرز العادات والمبادرات الجميلة التي تتم خلال شهر رمضان الكريم تاركة أثر كبير في تطييب القلوب وإشاعة أجواء الفرحة بقدوم الاهل والأصدقاء

تتعدد الأعمال الخيرية في شهر رمضان بين أفراد المجتمع في حياتهم الشخصية أو علاقاتهم مع الآخرين، ومن أبرز هذه العادات والمبادرات الجميلة التي تتم خلال شهر رمضان الكريم ، وتتماشي مع عام الخير.. الزيارات العائلية لما لها من أثر كبير في تطييب القلوب وإشاعة أجواء الفرحة بقدوم الضيوف،وإضافة تلك الزيارات تعمل على ازالة الشحناء بين الأطراف وتزرع الحب والمودة، وتؤكد هذه الزيارات بأن القيام بأعمال الخير في حياة الإنسان العادية تجعل روابطه أقوى مع المحيطين سواء على نطاق زملاء العمل أو الأهل والأقارب، خاصة أن هذه الزيارات تبث السعادة وتزيد الحب والمودة، كذلك فإنها تزيل ضغائن القلوب. وأوضحت للاستاذة اميرة مبروك معلمة أن أكثر ما يميز شهر رمضان، أنه شهر للخير وتقوية العلاقات من خلال الزيارات المتبادلة التي تتم بين العائلات على مدار الشهر، كما أن هذه الزيارات طريق لرضا الله سبحانه وتعالى. صفاء النية وأكدت أن هناك فوائد متنوعة يشعر بها الفرد عقب القيام بإحدى هذه الزيارات أو استقبال الزيارات العائلية، يأتي على رأسها أن الزيارات العائلية، سبب للسعادة التي يبحث عنها الجميع، وكما ذكر رسولنا الكريم فهي سبب في تنَزُّيلِ الرَّحمةِ مِنَ اللهِ سبحانَهُ علَى العبادِ، وسببٌ فِي سعة المال. ودعت إلى وضع الزيارات العائلية في دائرة الاهتمام على مدار العام، ولا نتعذر بمشاغل الحياة والعمل، وعلى الإنسان أن يعود نفسه على زيارة أرحامه وجيرانه ويتحرى فيها الأجر والثواب من الله سبحانه وتعالى، كما أوصى الرسول الكريم بمعاملة الجيران بالحسنى، ومن ذلك تبادل الزيارات معهم

الأثر الاجتماعي للزيارات العائلية فهي من أهم وأبسط أفعال الخير التي يمكن أن يقوم بها الجميع، ولها انعكاس كبير في تقوية العلاقات والقرابة وتوطيد المعرفة للمحبين. وهناك كثيرون ينتظرون شهر لازالة ما علق بالنفوس بين الناس، ويجدون أن شهر رمضان هو من أعظم اللحظات التي يستطيع المرء فيها أن يزور اقاربه واصدقاءه ويجدد رؤيته. ويكون ذلك عن طريق زيارات منزلية تقام في منازل بعضهم وما تحتويه هذه الزيارات من أكلات ووجبات وأجواء محبة وألفة تواكب أجواء الشهر وتتمثل في أقوال وتطورات كل الأشخاص المقربين وما يطرأ في حياتهم من جديد».

في بعض الأحيان يكون اللقاء في مكان خارجي بعيداً عن الأجواء المنزلية ليستمتع الجميع بالخيم الرمضانية التي تزين أجواء الشهر الكريم، ومن هنا تمثل هذه الزيارات أهمية كبيرة لأن الفترات الأخرى من شهور العام، تجد انشغال الجميع بتفاصيل الحياة المختلفة، فيأتي هذا الشهر لتوطيد العلاقات ليتمثل بهيئة نقطة تجمع لجميع مسارات الحياة ليلتقي الجميع بمودة وألفة تجمع بين القلوب. ولفت إلى أن الزيارات الاجتماعية لا تتمثل فقط في زيارات الإفطار الرمضاني التي تشمل تناول الطعام وما تحتويه من نقاشات، فللشباب طرق اجتماعية للتواصل بشكل مختلف وأيضاً خاص بشهر رمضان الكريم، كممارسة بعض الرياضات في الفترة ما بعد صلاة التراويح وقبل السحور، فالتجمع مع الأصدقاء للعب كرة الطائرة على الشاطئ أو لعب كرة القدم من سبل التواصل.

شهر رمضان الكريم من أفضل الفرص التي قد تأتي للشخص ليرى ويتواصل مع كل الأشخاص الذين حالت بينه وبينهم الأقدار ومشاغل الحياة دون أن يتواصل معهم، فكما تكون دعوتنا في الشهور التي تسبق الشهر الكريم أي «اللهم بلغنا رمضان لا فاقدين ولا مفقودين»، فيكمن السبب خلف هذه الدعوة في ممارسة العبادات والتأكيد عليها في هذا الشهر الكريم، بالإضافة إلى صلة الأرحام والاطمئنان على الأقرباء والعائلة. كما ان ربات البيوت يجدن أن تزيين مائدة الإفطار بأجمل الأطباق والأكلات الخاصة بشهر الخيرات من أهم الأشياء التي يجب تلبيتها وتأديتها في هذا الشهر. فيقمن بإعداد المائدة بما تشتهيه الأنفس من وجبات وعصائر ومشروبات وتقديم ما يليها من فاكهة وحلوى، وعندما بستضفن المعارف وجيراننا يطمئن الجميع على أحوال بعضهم البعض، وما يعكسه من حب وتواصل بين الجميع ويزيد من الطيب في نفوسهم ويبعث عن المحبة بينهم.

أجواء الشهر الكريم لا تكف عن إعطاء الفرص لكل من يعاني خلافاً وأن كان بسيطاً مع من كان أن يحلها وأن لا يتراكم عليه جفاء العمر، فالكلمة الطيبة صدقة وزيارة الناس وصلة الرحم أمر وجب علينا لما يترتب عليه من أثار إيجابية سواء على الصعيد النفسي أو الاجتماعي. وهذه الزيارات أصبحت جزءاً لا يتجزأ من هذا الشهر الكريم ومن عادات وتقاليد المجتمعات. فلها دور إضافي يكمن في تنشئة الجيل الجديد على هذه العبادة والعادة التي تزيدهم من مختلف نواحي الحياة سواء الشخصية التي تساعد في تأسيس شخصيتهم باختلاطهم في مثل هذه الزيارات الاجتماعية أو على المستوى التهذيبي والتعليمي.

علماء الاجتماع يرون أن الإنسان اجتماعي بطبيعته، ولا شك أن الزيارات العائلية مطلب فطري وشرعي لتمتين العلاقات بين الأسر، والتي بدورها تعمل على تنمية العلاقات الاجتماعية، وتقوية أواصر الاجتماع الإنساني بين أفراده بشكل عام. و في ظل انشغال الناس بالوظائف والأعمال والدراسة وكثير من المسؤوليات، تأتي أفعال الخير التي تكثر في شهر الخير وتزامنت مع شهر رمضان المبارك، لتعمق التواصل الاجتماعي والذي تراجع في ظل وسائل التواصل الاجتماعي والتغيرات التي طرأت على نمط حياتنا المعاصرة،

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى