
السفير عبد المحمود عبد الحليم: ’اليوم التالي’ للانتخابات الأفريقية
السفير. عبد المحمود عبد الحليم
فرحة عارمة في جيبوتي بفوز أقدم وزراء الخارجية العرب والأفارقة والذى ظل بهذا الموقع منذ عام 2005 محمود على يوسف.. وانقباض فى كينيا عبرت عنه الصحف الصادرة هذا الصباح فى نيروبى لخسارة أودينقا فى الجولة السابعة والتى نال فيها محمود 33 صوتاً تعادل أغلبية الثلثين المطلوبة بينما نال المرشح الكيني 21 صوتا..
ويبدو أن اعتماد أودينقا على دول السادك بالجنوب الأفريقي لم يسعفه إذ أوردت الأنباء ان تعميماً قد صدر لعضوية السادك لكي تصوت لمرشح مدغشقر وزير خارجيتها الأسبق اندرياماندراتو حيث أن بلاده عضو بالسادك، وربما عمدت دول الأنجلوفون الكبرى في هذا الأطار وتحديدا نيجيريا وجنوب أفريقيا إلى إعادة النظر في اتجاه تصويتها في سياق التنافس السياسي بين دول القارة فحجبت تأييدها لكينيا المتطلعة للقيادة وللعب دور رئيسي في قضايا أفريقيا.. وربما أدت خسارة مرشحها إلى أن تتحقق إحدى كوابيس روتو فيعود أودينقا لمنازلته على الساحة السياسية الكينية..
فوز محمود برئاسة المفوضية ونائبته سلمى حدادي سفيرة الجزائر بأديس أبابا ليست أخباراً سارة لأبوظبي التي عكست لها الانتخابات محدودية المسافة التي يمكن أن تبلغها قاطرتها فى مجاهل أفريقيا …
بينما بدأت الوفود الأفريقية فى مغادرة أديس أبابا في رحلة العودة لعواصمها بدأت التحليلات تترى لقراءة النهج والمنهج الذى سيتبعه رئيس المفوضية الجديد فى إدارته للشأن الأفريقي فى مرحلة تحتشد بالتحديات الإقليمية والقارية والدولية ليس لجهة التوجهات التي لايمكن التنبؤ بها من قبل الإدارة الأمريكية الجديدة واستمرار الحرب الأوكرانية واستعار الأوضاع بالأراضي الفلسطينية المحتلة ولبنان وسوريا واليمن وليبيا بل بالنظر إلى أوضاع القارة الأفريقية نفسها المثقلة بالنزاعات فى الكونغو الديموقراطية وغيرها، وتبعات اصطفافات الحرب الباردة والأزمات الاقتصادية التى تعصف بدولها ..
محمود الذى تجرى فيه وتتعدد الدماء الجيبوتية والصومالية والعفرية والعربية بمثل تعدد استضافة بلاده لقواعد فرنسية وصينية وإسبانية وإيطالية ويابانية وقاعدة لومنييه التى تعد أكبر قاعدة أمريكية فى أفريقيا عدَّد عقب انتخابه التحديات التي تواجه القارة الأفريقية وطالب بأن تتحمل دول القارة مسئوليات أمنها وسلامها وهو أمر ظل دوما عصي التحقيق وقد فاقمته دبلوماسية اليد السفلى لدولها ومفوضيتها وأسباب أخرى من بينها توجهات رئيس المفوضية المنتهية فترته موسي فكي وغيره من الزعماء ، وسوف يجد محمود حتى وإن صح عزمه إرثا يصعب عليه الفكاك من دائرته، كما أنه سيجد نفسه مدينا للقوى الدولية التي دعمته والدوائر الاقليمية والقارية التى ساندته..
وبالنسبة للسودان ارتبط محمود بعلاقات طيبة معه ومع قادته ودبلوماسييه وكان قد زار البلاد مؤخراً حاملاً رسالة للسيد رئيس المجلس السيادي الفريق أول عبد الفتاح البرهان من رئيس جيبوتي الرئيس الحالي للإيغاد طالب فيها بعودة السودان للإيغاد، كما أدلى خلال الزيارة بتصريحات إيجابية داعمة للبلاد ومواقفها..
لئن أثبتت تجربة موسى فكي خطل الاعتماد على حسن الظن وحده فإنه يتوجب السعي المستمر للتواصل مع القادم الجديد والعمل على تعزيز العلاقات الطيبة التي تربط بين السودان وجيبوتى.