السودان والاجندات الدولية .. هل اصبح ساحة لتصفية الحسابات؟!

أثار تصريح عضو مجلس السيادة الانتقالي “محمد الفكي سليمان” المتعلق بما سماه منصات خارجية تستغل البلاد لتصفية حسابات بالاقليم!؟ العديد من التساؤلات والتحليلات التي اتجهت نحو العديد من التفسيرات خاصة وانه لم يسم الدول التي تنطلق منها هذه المنصات، الا ان كثيرا من المراقبين ربما يوافقونه في الرأي ومنهم من يذهب ابعد من ذلك برؤيتهم ان البلاد بعد الثورة ونتيجة لهشاشة الدولة ظلت مسرحا لتقاطعات اجندات الاستخبارات المختلفة!
أصبح السودان ساحة معركة سياسية للدول الغربية كل منها يسعى لتحقيق مصلحته الخاصة. إن الحكومة غير الفعالة لم تضعف البلد فحسب بل جعلت السودان يعتمد على إرادة الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي لا يخفى على أحد أن بعض أعضاء الحكومة الحالية عملوا في منظمات دولية كبيرة، وظلت الاتصالات مع المالكين حتى يومنا هذا ، وهم ما يزالون يواصلون بإخلاص الوفاء!؟ بل ان كثيرا ممن تزعموا الثورة يحملون جنسيات لدول اجنبية يعتزون بانهم يمتلكون حق المواطنة بها وينتفعون فيها ويستصحبون بذلك معهم مصالحها داخل البلاد!؟ فضلا عن استحقاقات الدول التي دعمت وساندت الحرية والتغيير في صراعها ضد البشير اضافة لتلك التي ساندت حركات الكفاح المسلح! كلها الان تحاول جني ثمار غرسها في البلاد من خلال ما انشأته من شبكات استخبارية عاملة داخل البلاد من اجل مصالحها!؟ وربما يشتد الصراع والتدخلات فيما نستقبل من ايام دون ان تقف منهم الدولة موقفا حاسما لان كثيرا من اطرافها في مديونة لهذه الدول! سواءا من خلال الدعم المباشر او التجنس او الاتفاقات التي تمت تحت الطاولة بعيدا عن العيون!؟
ما يلاحظه الجميع أن هؤلاء الأشخاص “السريين” ما يزالون يعملون في الحكومة! بل اصبح ذلك ميزة تقربك من المنصب والمسؤولية كلما كنت متمكنا في الخارج طويلا مكوثك فيه او متملكا لجنسية اجنبية! فذلك جواز المرور الذي تنفتح به مغاليق السلطة وبواباتها المشرعة لامثالك وأمثال هؤلاء المسؤولين الذين يفترض بهم العمل من أجل مصلحة السودان!؟ وفي الواقع ، لا يقدمون سوى مصلحة “الشركاء الغربيين” وتكفينا الوعود السراب سواء القمح الأمريكي “المجاني” أو الوعود بالمساعدة “المجانية” في قطاع الصحة!؟ لكن في النهاية كل هذه الوعود الخاوية لن يدفع ثمنها سوى الشعب السوداني!؟
ولكن صريحين حد “الايجاع”ليس من الصعب رشوة الناس! او المسؤولين في اي نظام للسلطة ضعيف وبهذا القدر من الهشاشة والسيولة الامنية الواضحة؟! شخص ما يعُرض عليه المال شخص ما تعرض عليه الهجرة ، شخص ما يعُرض عليه اتفاق سري بشروط! كلها اساليب متبعة ومجربة وإذا نظرت إلى الأمر اليوم لا يوجد أشخاص في الحكومة يرغبون في البقاء بالبلاد الا ما ندر معظمهم عمال مؤقتون!؟لهذا من الضروري ان تتعامل الحكومة بكل حيطة وحذر ازاء كل هذا الاستقطاب الدولي الحاد وصراعه في ساحة الوطن، ويجب أن تعمل لما فيه خير السودان وشعبه لان الخاسر الوحيد في لعبة الأمم هذه هو الوطن؟!.