أخبار

الشاعرة مرام العبد تخص (تسامح نيوز) بهذا الحوار الإستثنائي

متابعات -تسامح نيوز

الشاعرة مرام العبد تخص (تسامح نيوز) بهذا الحوار الإستثنائي

 

 

*أميل للكتابة ليلاً بتحضير كوب من القهوة واشعال البخور السوداني الأصيل

 

*أظن ان الحرب اتت لكي نتعلم قيمة وطننا وأن نحافظ عليه

 

*تعجبني قصائد روضة الحاج واحب دارجيتنا السودانية خصوصا في اشعار ود الرضي.

 

مرام الامين حسن العبد واحدة من مبدعات بلادي شاعرة شابة تعمقت تجربتها في الكتابة الشعرية وتسعى لان تكتب أسمها في عالم الشعر باحرف الجمال وتكون حضورا في ذاكرة الشعر في السودان مرام دكتورة صيدلانية تكتب روشتات الدواء من الصيدلية، ومن اشعارها تكتب احرفا شفاءا للقلوب .. مرام بدأ عشقها للشعر جليا منذ طفولتها كيف لا وهي ابنة شاعر له صولات وجولات في مضمار الشعر الدكتور الامين حسن العبد الملعب ب(المستعرب الخلوي) خلال محاورتي لها عرفت ان القصيدة تعني ل(مرام) صهير الروح وعصارة القلب، وهي المتنفس لها في قمة الفرح وفي أوج الحزن، (تسامح نيوز) التقت مرام في حوار شيق تجدون تفاصيله في المساحة التالية:

 

حوار: خديجة عائد

 

*في البداية ارجو ان تخبرينا بنبذة مختصرة عن مرام الأمين؟

 

-مرام الأمين حسن من مواليد أمأمدرمان .. أصولي من ولاية نهر النيل الدامر . درست الابتدائية بمدارس المهندسين الخاصة

الثانوية: مدرسة أسماء عبدالرحيم (امدرمان المنوذجية سابقاً) ، ثم بكلاريوس الصيدلة بجامعة الرازي للعلوم الطبية والتقنية

 

*كيف اكتشفتي تلك الموهبة؟ ومتى كان ذلك؟

-منذ نعومة أظافري وانا بالتاسعة من عمري عندما كتبت اول مرثية لي في وفاة جدي الطيب النور سعد عليه رحمة الله (والد امي) حيث تأثرت وحزنت جدا لفراقه وقد كان يحبني وأحبه جداً

 

*كيف تعانقين الكون بقصيدتك ؟

-عند الليل والهدؤ والقمر والبحر والفرح والجمال او الحزن .. والقصيدة إلهام وهذا الإلهام يأتي بسبب إحساس أو موقف او لمجرد جملة فتولد قصيدة

 

*يشهد الوطن نزاعًا مسلحًا منذ عامين مالذي استخلصته من تجربة الحرب؟

-لا يتمنى الإنسان الأصيل لبلده غير الخير ولكن الحرب قدر وليس باليد حيلة غير الدعاء لكف البلاء .. وأحيانا لا يعرف الإنسان قيمة ما يملك فأنا أظن الحرب اتت لخير لكي نتعلم قيمة وطننا أن نحافظ على بلدنا ونسعى لتطويره وتعميره ولأن يعود أفضل مما كان عليه.. وعادة عندما يتنازع إثنان على شئ.. هذا يدل على أن هذا الشئ ذا قيمة وكل شئ له قيمة يرغب الناس في إمتلاكه .. وهذا حال وطني السودان بخيراته وجماله ومساحاته وثرواته وطيبة وبساطة أهله .. ولكن الله موجود ولن يرد دعوة المظلومين ولن يكسر قلب كل شخص عانى من ويلات الحرب والدمار وبإذن الله سيتحقق عدل الله وسيعود السودان شامخاً حراً ابياً يرفع راية إستقلاله عاليا كل عام .. سيحل الفرح أرجاء المدن والريف وسننعم بالعيش الرغيد في أرضه والأمان في بيوته ونرى الجمال مجددا في ربوعه وننداح فرحاً بعودته بلا حرب وعودتنا إليه بكل الشوق والحب..

 

*هل لديكِ طقوس معينة لكنابة القصيدة ؟

-عادة أميل للكتابة ليلاً بتحضير كوب من القهوة او الشاي وإشعال بعض البخور السوداني الأصيل مع الهدؤ التام .. يبدأ السرحان وينزل الإلهام فتولد القصيدة الدسمة

 

*هل الكتابة هامش تعويض بالنسبة للمبدع؟

-تلك الشامخة روضة الحاج لها التحية قالت: (لولا الشعر لأحترقت) فلولا الشعر حقاً لأحترق وجُن معظم الشعراء وانا منهم.. ومن وجهة النظري أعتقد بأن الكتابة أياً كان نوعها فهي تنفيس يخرجنا من الضيق لأوسع الطريق نعبر عن فرحنا بها فيزيد ونجهض خلالها أحزاننا .. نلمس بها المجتمع ليتغير ولنضع بصمتنا الخاصة.. وأنا لو لم أكن شاعرة لتمنيت أن أكون كذلك

 

*لمن تقرئين وماهي منطلقات الكتابة عندك ؟

-بالرغم من حبي وتعلقي وإعجابي وإقتدائي بوالدي حفظه الله إلا انني لم أقرأ له الكثير من القصائد .. – وليس هنالك شاعر معين أهتم بان أقرأ له .. ولكن في الفصحى ليس هنالك من يجاري درة بلدي الفريدة روضة الحاج تعجبني كتاباتها جدا حفظها الله .. و أحب أيضا دارجتنا السودانية ضمن بعض الاغنيات خصوصا اغنيات الشاعر الكبير ود الرضي وغيره من شعراء الأغنية – تنطلق الكتابة لدي بالتأثر عند موقف ما او إحساس ما.. جملة أو قصة ..

 

*هل تعتقد ان هناك صراع أجيال بين الشعراء أم هناك تكامل و تواصل بينهم؟

 

-لدي الكثير من الصديقات الشاعرات لهن التحية .. وفي مجتمعنا السوداني تجمع المنتديات الكثير من الشعراء والكتاب مما يصنع التكامل والصداقات بيهم .. وهنالك الكثير من المجادعات الشعرية تنشأ بين شعرائنا .. ولكن احياناً تولد بينهم الغيرة وهي سلاح ذو حدين تساهم في ان تبعد المسافات بين الشعراء والكتاب ..وتساهم أيضا في إيقاد المنافسة بينهم على إجادة الكتابة وتقوية الشخصية

 

*يفتح الشعر ابوابا للشاعر حينما تبدأ لحظة مخاض القصيدة اي الابواب أقرب اليك الوطن، الام ،الحبيب.؟

 

-امي هي الوحيدة التي لم يطاوعني قلمي في ان أكتب عنها شعراً فلم أجد ما يوفيها حقها ولن اجد تعبيراً مهما أبالغ يصف ما احمله في قلبي لأمي ..

 

*وماذا عن الوطن والحبيب؟

-كثيرا ما شبه الشعراء الوطن بالحبيب والحبيب بالوطن .. فكلاهما يمثلان الحب .. وانا كشاعرة أيضا استخدم هذا التجسيد في الكثير من قصائدي .. وبما ان الوطن هو بلد من أحب .. ومن أحب هو من وطني .. إذا سيحملان بعضهما البعض في كلماتي سيتشاركان معظم قصائدي وسيخططهما قلمي معاً بالتساوي ..

 

*ومن هم الشعراء الذين ساهم إنتاجهم في بلورة موهبتك الشعرية؟

 

-عادة لا أميل لقراءة الشعر او الاستماع اليه كثيرا وموهبة الشعر أتت لدي بالفطرة او فلنقل بالوراثة مع أن العلماء يقولون أن الشعر لا يوَرَث ولكن أنا أقول العكس فوالدي الشاعر الدكتور الشاعر الأمين حسن العبد متعه الله بالصحة والعافية كان أحد أعمدة هيئة حلمنتيش العليا في التسعينات قد إكتسبنا عنه أنا وإخوتي موهبة الشعر .. والكثير من الشعراء أبناءهم أيضا شعراء

 

*الكتابات النسوية عادة لا تبتعد عما هو عاطفي، بينما أدب الرجال واسع يشمل كل القضايا ذات العلاقة بالإنسان، ماذا تقولين؟

 

-بطبع الأنثى هينة لينة تتعامل بالعاطفة والإحساس بعكس الرجل الذي يتصف بالقوة الجسارة ولكن هذا لا يمنع المرأة من الكتابة في كافة القضايا والمجالات خصوصا في زمننا هذا المرأة أصبحت تشارك الرجل في كل المجالات والمحاور ويمكنها ان تجيد دور الرجل في الكثير من الأمور وأيضاً الكتابة

 

*هناك تداخلا دقيقا بين الشعر الداعي إلى تحرير المرأة، والشعر الذي يبرز مفاتنها كأنثى كيف تتناولين الانثى في شعرك ؟

-الأنثى في نظري هي إمرأة سودانية أصيلة محتشمة تعكس الأدب والاخلاق والسمعة الطيبة عن أسرتها وبلدها ومنذ صغري تعلقت بجدتي عليها رحمة الله وتعلمت ان الأنثى ليست بالتحرر الاخلاقي والملابس العارية وعمليات التجميل الزائفة.. وانما بالتحرر الفكري الذي يصنع منها قدوة يجعلها تتعلم وتعمل وتحاور وتسافر وترفع رأسها عالياً بنجاحاتها وتطويرها لذاتها والاجيال بعدها..وسأضرب مثالاً بوالدتي الأستاذة : آمنة الطيب النور التي عملتني كيف أصنع نفسي وأضع بصمتي بكل ثقة وإحترام ..حفظها الله لنا من كل شر وأطال في عمرها فهي خير مثال للمرأة المحترمة المربية القوية السودانية الأصيلة وانا تلك الكنداكة التي اعتز بنساء بلدي بالتوب بالشلوخ وسن الذهب ودق الشلوفة بالدلوكة والشبال والزغرودة.. احب عادتنا وتقاليدنا جداً وأحب السودان كثيراً واحمله في قلبي دوماً وإن إبتعدت

 

*الفرصة لك بماذا تختمي هذا الحوار؟

 

-ختاماً أشكر الأستاذة خديجة عائد علي هذا الحوار الشيق الجميل واتمنى للسودان ان يعود ملئياً بالأمن والأمان والرخاء وان يحفظ الشعب السوداني من الفتن والإبتلاءات

وانا واحدة من الناس بموت

في النيل وشاطيهو الملان

بالرملة والونسة الدقاق

والقيف مستف بالخدار

وانا واحدة من الناس بموت

في وطني في الناس الخُدُر

رغم الفقر والقلة في الزاد والعمر

ما بعرفو غير الانتصار

وانا واحدة من الناس بموت

في لون حبيبي

القامتو الكاسيها السمار

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى