المقالات

الصادق الرزيقي يكتب : خاتمة المطاف …!!

FB IMG 1611230394918اما قبل

من نكد الدنيا علي السودانيين ، أنه رأوا مجبرين خلال الفترة الانتقالية الحالية ، وجوهاً شوهاء مسرفة في الخنوع ، و ضمائر خائنة ، و أيادي سُفلي ، و شرف وطني مباع علي الرصيف بثمنٍ بخس ، و أشباحاً وضيعة تحكمهم ، وتجربة بائسة منتنة تحترف التآكل و التساقط للحضيض ، لا شيء يقابل ذاك الكبرياء العنيد الذي عُرف به شعب السودان ، بكل تاريخه وعظمته تقوده حفنه من العملاء الرعاع ، و ليتهم كانوا أعلي قامة ، ألم تر أنهم يتضاءلون إلي مسام اللاشيء ، تتناسل خيباتهم كما الدمامل كل يوم ، حتي أوصلوا الوطن و أسلموه للمجهول و وضعوه بين براثن الضياع ..
الآن … يقف الشعب في ميدانه ، و يثور ويغلي شارعه ضدهم ، فهم ( أي حكامه العملاء )ليسوا منه و أنهم عمل غير صالح ، سيحول بينهم و بين الشعب ، موج من الثورة و الغضب متلاطم و هو قاصم ، و لن يعصمهم اليوم عاصم ، فقد كان واضحاً منذ البادية قبل ما يقارب العامين ، أن قوي الحرية و التغيير إذا إستثنيت منها حزب الامة القومي المعصوب العينين و هو في خريف عمره السياسي ، ليست سوي كائنات أميبية تحمل كل خصائص الحيوانات السياسية الاولية ، مثل احزاب الشيوعيين و البعثيين والجمهوريين والناصريين و شظايا الاتحاديين و السماريين الجدد و الصابئين ، تكامل معهم عملاء المخابرات وعبدة السفارات الاجنبية و نفايات ما وراء البحار ، فكل هؤلاء علي غفلة من الشعب وشبابه ، صعدوا كالنباتات المتسلقة سدة الحكم و كالبكتريا الخبيثة اعتلوا السلطة و تغلغلوا في الأنسجة و الخلايا الحية فدمروا الجسد الوطني ، و أحالوه الي ما هو عليه اليوم ، تحسو مناقير أيامهم النحسة كل أمنية طلول ، نسير من ضيق الي ضيق ، تعاظم شظف العيش و المرض و الفقر و المسغبة و عوز مقيم ، حتي فقد الناس إحساسهم و وجودهم و إنفض سامر أيامهم ، و ماتت البسمة في وجوههم و تسمرت الضحكة ولم تصدر عن شفاههم ، فقدوا الأمن و الطمأنينة و الأمل الذي تبدد مثل خيوط الدخان …!
لا يحتاج هذا الشعب الصابر … أن يتذكر الشعارات الكذوبة ، و هوس البيانات والمنبريات الصاخبة ، كل ذلك ، لا حاجة لنا بسرده للتذكير ، فالحال يغني عن الشرح والتفصيل والتعليل ، لقد ذبحوا وطنا من الوريد إلي الوريد ، أصبحنا نبحث عن الدولة و لا نجدها ، فقط نري بقايا مؤسسات تتقيح الفشل ، يتقافز فيها سناجب ( قحت ) بفساد غير مسبوق ، و تعلن الدولة كل يوم ( تعترف بنفسها ) عن فشل و عجز لم يكن يتصوره حتي خصوم السلطة الانتقالية الحالية ، جاءت خيبتهم تجرجر أذيالها تتبختر في ردهاتهم الموحشة ، و بانت سواءت سلطتهم حتي لكأنها لم تك قط في يوم من الايام جديرة بالانتظار وعليها المرتجي ..
هؤلاء .. التتار الذين جاءوا بسجونهم و قوانينهم و جوقتهم الاعلامية وجشعهم وصراعاتهم وجهلهم بأسس ادارة الدولة ، و جوعهم الضاري للمال العام ، و حقدهم النهم ، علي انيابهم ووجوههم التي تنهش لحم البلاد تحوم اسراب الذباب وفوق رؤوسهم يطن بعوض الخراب .. لقد سري هذا السرطان و نشر قيحه علي طول البلاد وعرضها ، أفسدوا علي السودانيين بهجتهم وآمالهم العراض التي لم تحدها حدود ، و صادروا شهقتهم العاتية التي تعالت من أجل الحرية و الديمقراطية و السلام والاستقرار و العدل ..
نحن رأيناهم بثيابهم التنكرية …
• يدعون الحرية .. وهم أقذر الجلادين و السفاحين والسجانين الجبناء في تاريخ البلاد ، فتلك سجونهم شاهدة .. و تلك اكاذيبهم شاخصة تملأ البطاح ، و تلك أغلالهم قيددت وطن بأكمله ..و حطمت حلماً قريب المنال ..
• يدعون الوطنية … و جُلهم عملاء بلا ضمير و لا رجولة و لا كرامة ، يتعبدون في محاريب أسيادهم ، يتنافخون وراء الباب و بلادهم تغتصب و تسلب سيادتها … يطأطؤون رؤوسهم في موضع الشموخ ، يقبضون الأثمان بلا وجل أو خجل سفكوا دم الإرادة الوطنية الحرة عند مذبح حرام تحت أقدام سادتهم و من يدفع لهم أكثر ..
• يدّعون الثورة … وهم أول من خانها و تنكر لها و لشعاراتها :ـ ـــ
تركوا للشباب الفراغ و الغبار و أخذوا العطايا و والمباهج والظلال ..
جثموا علي صدر الحرية و أعطوا الجميع سلاسل القمع و رائحة الدم ..
أخذوا الكراسي و تركوا لنا الوقوف في صفوف الخبز و الوقود والدواء …
نهبوا الحاضر و ذبحوا أمام الاطفال والشباب .. عصافير المستقبل ..!
تحدثوا عن الطهر السياسي فمارسوا العُهر علناً وجهرا…
فقأوا العيون وطالبونا بالدموع ..
حطموا الأسنان و فرضوا علي الجميع الإبتسام والقهقهة ..
………….
لن ينخدع بعد اليوم أحد .. لقد ثار عليهم الشعب ، سيُلقي بهم و براحلتهم العجفاء ( قحت ) في مكب نفايات التاريخ ، ستنعتق هذه الأمة من جديد ، منتصرة لربها و لدينها و لحريتها و كرامتها و عزتها … سيطمرهم الشعب .. مقبوحين … مطرودين … مذمومين .. منبوذين … و ينبلج ويطل فجر جديد ..
• اما ملهاتهم المسماة بلجنة تفكيك نظام الثلاثين من يونيو … فأصحاب العاهات النفسية …الفاسدين المبتزين ، فلهم يوم قريب وبات أقرب .. يوم لا تنفع البطولات الزائفة ، و الإرتعاشات الراجفة .. وأهازيج التضليل ، هؤلاء لا يأبه لهم اليوم أحد .. لن يجدوا حُجوراً يفرون إليها ، دعهم يقولوا ما يشاءون .. أطنينُ أجنحة الذبابِ يضيرُ … ويا لذاك اليوم فهو وعد غير مكذوب .. أليس الصبح بقريب … ؟؟

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى