
لعلكم تذكرون، بتاريخ 2 أكتوبر ٢٠٢٣؛ أي قبل عام إلا قليلاً،تفقد رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان مَعبر أرقين بوادي حلفا..ثم وعد الناس هناك باصلاح حال المعبر، مع إزالة تكدس الشاحنات ..!!
عام إلا قليلاً من الوعد؛ ولايزال الوضع بمعبر أرقين – كما هو – متردياً..وهذا يعني أن الحكومة – كالعادة – لم تف بوعد إلاصلاح ..صحيح لايوجد تكدس لتقزم حجم الاستيراد بعد الكساد وتقزم القوة الشرائية في بلادنا، أي ليس لإصلاح الاجراءات بالمعبر .. !!
لايوجد تكدس في المعبر، ولكن تُوجد حرائق ..وهذه كارثة أخرى من كوارث معبر الأرقين المصطنعة بفعل الإهمال و بؤس الإدارة وعدم المحاسبة.. أكثر من حريق، آخرها قبل أسابيع التهم منازل العاملين بالمعبر ثم دكاكين لايستحون من وصفها بالعشوائية..!!
نعم، في حرم معبر أرقين ( قرية عشوائية)، وهذا لا يحدث إلا في السودان .. تُوجد منطقة من الرواكيب والقطاطي العشوائية على بعد أربعمائة متراً من مدخل المعبر ، ف (تخيّلوا).. اشتعلت النار في تلك المنطقة و قضت على الأخضر و اليابس وكبّدت أهلها خسائر فادحة..!!
و الأدهى و الأمر، وكالعادة، عندما اشتعلت النيران في المنطقة العشوائية الكائنة في حرم المعبر، استنجدوا بالسلطات المصرية التي عبرت حدودنا بعرباتها لتطفئ الحريق .. فالشكر للسلطات المصرية، و الخزي و العار لسلطات تبني العشوائيات وتشعل الحرائق و تعجز حتى عن توفير عربة إطفاء..!!
و بالمناسبة، قبل البرهان؛ زار وزير النقل السابق المعبر؛ و أصدر حزمة توجيهات؛ ولم تُنفذ..ثم مدير جهاز الأمن الوطني؛ و أصدر توجيهات لم تُنفذ..ثم البرهان.. و لايزال حال بالمعبر كما هو عليه – قبل زيارتهم – بائساً..!!
معبر أرقين ليس بحاجة إلى ذهب المعز أو مال قارون ليصبح معبراً يليق بالدولة السودانية و مثيلاً للمعابر المصرية وغيرها؛ بل بحاجة إلى إدارة وإرادة و أخلاق و ضمائر صالحة للاستخدام..و للأسف كل هذه الأشياء من مفقودات المرحلة..!!
كل المطلوب لإصلاح حال المعبر هو تشغيل مينائي دنقلا و كريمة الجافين للتخفيف على أرقين؛ و منح المصارف مواقعاً لأفرعها لتسهيل الإجراءات؛ ثم تحسين بيئة المنطقة لتليق بكرامة الإنسان..!!
متوسط ايراد المعابر الشمالية يومياً لا يقل عن ( ٧٥٠ مليار جنيه) ..و رغم ذلك، فمن المعيب الإشارة إلى أن معبر أرقين بحاجة إلى أبسط الخدمات بما فيها ( حمامات).. فالناس تقضي حاجتها في عراء المنطقة العشوائية التي تحترق بين الحين والآخر .. !!