المقالات

الطاهر ساتي يكتب: صدى الصالحة

متابعات -تسامح نيوز

الطاهر ساتي يكتب: صدى الصالحة

الطاهر ساتي

ليس بعد الكفر ذنب، ومن الغرائب أن تٌعاتب مٌلحداً على ترك الشعائر، وهو الذي لايؤمن بالله ( أساساً)..وعندما تستنكر الدول و الأحزاب والمنظمات جريمة مليشيا آل دقلو الارهابية بالصالحة، فهي تعلم بانها – أساساً- مليشيا ارهابية، و إن هذه الجريمة وسابقاتها – ما بين ود النورة و الجنينة – ما هي إلا بعض سلوكها و ثقافتها وعقيدتها..!!

ولولا سياسة الكيل بمكيالين المتبعة في أحكام اليوم، فإن مليشيا آل دقلو مؤهلة لصدارة قائمة الارهاب، ولكن كفيلها يحول دون ذلك، وكذلك عُملاء الكفيل الذين يوفرون لجرائم المليشيا غطاءً سياسياً بمسميات غبية .. حرب الجنرالين، صراع الطرفين، والكثير من الأغطية غير الساترة لعورة انحيازهم..!!

الطاهر ساتي: صدى الصالحة

فالإرهابي عندهم ليس من يقتل الأبرياء في ود النورة و الصالحة، ولا من يدفن الأحياء في دار المساليت، ولا من يحرق البيوت بنسائها و أطفالها في معسكر زمزم، ولا من يقصف المشافي ومحطات الكهرباء.. كل مُرتكب لهذه الجرائم ليس إرهابياً عند قوم ثمود، فالإرهابي عندهم هو من لايمنحك درهماً و إقامةذهبية، وكذلك كل شعب وجيش يدافعان عن وطنهما ..!!

ومن محن الزمن، عقب مجزرة الصالحة، كالعهد بهم دائماً، انتظر قوم ثمود رد فعل الكفيل، ولما أدانّ أدانوا .. نعم، ارجع البصر كرتين إلى تورايخ و أزمنة الإدانات المنشورة في مواقعهم، لتجد أن إدانتهم الخجولة لجريمة المليشيا لم تسبق إدانة الكفيل الخجولة أيضاً، فكيف لبائس يمشي في منافي الذُل مُكباً على وجهه أن يسبق كفيله، وكيف لعبد أن يُسابق سيده ويسبقه..؟

الطاهر ساتي: صدى الصالحة

ثم هذا بيان للناس عن جريمة الصالحة من حزب يُذكرك بإجابة تلميذ سألوه : ( هل الثعلب يلد أم يبيض)، فأجابهم بأنه ماكر و قد يفعلهما معا، يلد ويبيض حسب الظروف..وهكذا حزب الأمة القومي وهو يُدين مجزرة الصالحة و استهداف محطات الكهرباء، وهو ذات الحزب الذي ظل يرأسه مؤسس الجنجويد برمة ناصر، عضو المجلس السيادي و مسؤول مخازن المنهوبات بحكومة الجنجويد التي يلوّحون بها من نيروبي و ليست نيالا أو الضعين التي تترقب الصياد ..!!

وفي بيان حزب الأمة القومي، بعد إدانة الجريمة، ما يلي بالنص : ( استمرار هذه الحرب العبثية بات يهدد حياة المدنيين ويدمر البنية التحتية والخدمية، والسبيل الوحيد لحقن دماء الأبرياء وإنهاء معاناة المواطنين هو التوجه الجاد نحو الحلول السلمية التفاوضية، التي تضع حداً للحرب)..ممتاز، ولكن من الذي رفض التوجه الجاد نحو الحلول السلمية؟، أو فليكن السؤال، من الذي نكص على عقبيه و رفض المضي قدماً على خطى الحلول السلمية ..؟؟

وهذا ما يُدهشك، ليس في برمة ناصر و الواثق البرير فحسب، بل في تحالف ثمود جميعاً..يتهمون غيرهم بدعاة الحرب، ثم يعجزون عن الرد على ثلاث أسئلة..من الذي عطّل مباحثات جدة برفض تنفيذ ما تم الاتفاق عليه في مايو ٢٠٢٣؟، ومن الذي اعتذر عن لقاء البرهان بجيبوتي – ديسمبر ٢٠٢٣ – لأسباب فنية، وكان يتجول في ذات الوقت – بدون اعطال فنية – بين أديس ونيروبي؟، ومنذ فك الحصار عن القيادة العامة، وحتى انطلاقة متحركات فك الحصار عن الفاشر و الأُخرى ، هل كان الجيش في وضع الهجوم أم الدفاع ..؟

 

:: ثلاث أسئلة إجاباتها تقودك إلى أن الجنجويد و قوم ثمود هم من أشعلوا الحرب و دُعاتها، وليس سواهم الذين يدافعون عن وطنهم وشعبهم ..( لا للحرب) يجب أن يُخاطبوا به كفيلهم الذي يجمع عُربان الشتات ليرتزقوا بقتال ونهب شعبهم و تدمير بلدهم ..(لا للحرب)، يجب أن يخاطبوا به كفيلهم الجالب للمسيّرات الاستراتيجية التي تستهدف المشافي ومحطات الكهرباء .. ولن يخاطبوه، اذ لسان حالهم كما قال الشاعر:

قالت الضفدع قولاً فسـرته الحكماء :

في فمي ماء، وهل ينطق من في فيه ماء ..؟؟

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى