
الطريق إلى الخرطوم.. معارك كسر القوة الصلبة
الجيش:القائد العام يتابع العمليات بنفسه
مراقبون الجيش لازال يملك زمام المبادرة
مصادر: الجيش يحصل على أسلحة نوعية
تقرير أحمد قاسم
لليوم الرابع على التوالي واصل الجيش والقوات المساندة له هجومه على مواقع الدعم السريع في الخرطوم والخرطوم بحري وأعتبر مراقبون تلك التحركات هي أول عملية برية متعددة المحاور بالخرطوم منذ اندلاع الحرب العام الماضي.
مصادر افادت بتقدم الجيش داخل مدينة بحري، حيث عبرت القوات من أم درمان عبر جسر الحلفايا ونفذت عمليات هجوم متتالية في الكدرو والحلفايا وانسحبت قوات الدعم تجاه مناطق شمبات حيث تدور اشتباكات متقطعة هناك .
كما دارت اشتباكات عنيفة بمنطقة المقرن قرب غابة السنط حيث تتمركز قوات الدعم السريع بكثافة هناك وتضاربت المعلومات حول وضع السيطرة في منطقة المقرن.
وفي محور شمال الخرطوم بحري شن الجيش والقوات المشتركة هجوما واسعا على مصفاة الجيلي حيث دارت أمس السبت معارك عنيفة.
*البرهان في المقدمة*
وأكدت القوات المسلحة السودانية في بيان لها أن القائد العام للجيش، الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان “قاد عمليات عبور القوات من غرفة السيطرة”.
و أضاف الجيش على حسابه في فيسبوك أن البرهان وصل إلى الخطوط الأمامية متفقدا القوات “حيث الروح المعنوية التي تعانق السماء وسط التحام كبير بين القائد و جنوده دون بروتوكولات حماية”.
*خسائر المليشيا*
من جهتها تكبدت قوات الدعم السريع خسائر كبيرة خلال المواجهات المستمرة منذ حوالي عام ونصف. الطيران الحربي التابع للقوات المسلحة نجح في تدمير معظم آليات الدعم السريع الثقيلة، بما في ذلك المدفعية وآليات الدعم اللوجستي، مما أضعف قدرة هذه القوات على مواصلة المعارك بنفس الكفاءة. خسارة الدعم السريع لجزء كبير من قوتها الميدانية ظهرت نتائجها في وقت حاسم، حيث افتقرت في المعارك الأخيرة إلى القدرة على الحفاظ على مواقعها في العاصمة.
*زمام المبادرة*
وبحسب مراقبين يتزامن توقيت العملية مع وجود رئيس مجلس السيادة وقائد الجيش في نيويورك ومخاطبته الجمعية العامة للأمم المتحدة لتوجيه رسائل بأن زمام المبادرة في يد الجيش وقوات الدعم السريع تتراجع، مما يحسّن موقفه السياسي والعسكري ويمنحه أوراقا في أي مفاوضات محتملة.
ويرى اخرون بأن الجيش ربما حصل على أسلحة وعتاد جديد، بعدما شاركت عشرات المقاتلات والمسيّرات في عملية الخرطوم وسيطرت على أجوائها، وتزامنا معها قصفت مقاتلات أخرى أهدافا لقوات الدعم السريع حول الفاشر في شمال دارفور وود مدني عاصمة ولاية الجزيرة ومواقع أخرى في ولاية سنار.
وكان رئيس مجلس السيادة خلال خطابه أمام الجمعية العامة للامم المتحدة قد جدد إلتزام الحكومة بالبحث عن السلام مع كل المجموعات التي لا زالت تحمل السلاح مع إلتزامه بإكمال إتفاق سلام جوبا الموقع في 2020م. منوهاً إلى حجم التحديات والتآمر الذي يتعرض له السودان بدعم سياسي ولوجستي محلي وإقليمي في تحدي صارخ للقانون والإرادة الدولية ، متسائلا لماذا لم تتخذ المنظومة الدولية إجراءً حاسماً ورادعاً حيال هذه المجموعة ومن يقف خلفها و إرتكاب لجرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب ورفض تنفيذ قرارات مجلس الأمن والمنظمات الإقليمية، مجدداً عزم الحكومة وحرصها على تسهيل العمل الإنساني وحماية القوافل والطواقم الإنسانية والطبية.
حمل خطاب رئيس مجلس السيادة الفريق أول عبد الفتاح البرهان أمام الأمم المتحدة بنيويورك رسائل عديدة في بريد أطراف مختلفة، وجاءت بعض الرسائل منتقداً المنظومة الدولية وأخرى مطمئنة على الحفاظ على التحول المدني الديمقراطي وعدم ارتهان الجيش لجماعة.
*تواصل العمليات*
وأكد مصدر عسكري مطلع ل(تسامح نيوز) أن العمليات العسكرية للجيش والقوات المساندة له ستتواصل من جميع المحاور لكسر شوكة مليشيا الدعم السريع حتى اعلان التحرير الكامل.
وفي سياق متصل توقع مراقبون أن تشهد الأيام القادمة تصعيد العمليات العسكرية في جميع محاور جبهات القتال وهو الأمر الذي قد يربك حسابات ما تبقى من قوات المليشيا داخل الخرطوم مع كثير من علامات الاستفهام حول ذلك التحرك المفاجئ للجيش منذ اندلاع الحرب في الرابع عشر من ابريل وما يعنيه وهل تمكن الجيش من الحصول على أسلحة نوعية جديدة تمكنه من إحراز تقدم جديد لتحسين موقفه السياسي والعسكري.