الطريق الثالث – بكري المدني 

رؤية الشعبي – تدابير الانتقال

أخذتني رؤية حزب المؤتمر الشعبي لحل الإشكال السياسي القائم منذ أكثر من نصف عام والمتمثل في الفشل فى تشكيل حكومة تكمل الفترة الإنتقالية الجارية وتتلخص رؤية الشعبي المسماة بتدابير الانتقال في التوافق السياسي على تكوين مجلس سيادي مدني بالكامل وكذلك مجلس وزراء مدنى ويكون أي مجلس منهما من الكفاءات الوطنية المستقلة على أن تقتصر شراكة العسكر على الاضطلاع بمهام الأمن والدفاع في مجلس عسكري

أعتقد ان الرؤية أعلاه والتى شرحها لي فى حوار مطول بقناة البلد الدكتور الأمين عبدالرازق الأمين العام (المكلف )بالمؤتمر الشعبي أعتقد انها رؤية(معقولة ومناسبة)وبتطبيقها مع تكوين برلمان مدني أيضا بالتوافق السياسي يمكن الخروج من حالة الانسداد السياسي الخانقة منذ 11ابريل 2019م

ان نجاح رؤية المؤتمر الشعبي تكمن في تشكيل مجالس السيادة والوزراء والنواب (البرلمان)من خلال أكبر عملية توافق سياسي ممكنة بين القوى السياسية الوطنية بعيدا عن الإقصاء والابعاد واقتصار حق تشكيل السلطات على قوى بعينها واختصاره عليها

الهدف من التوافق السياسي الذي فهمته من حديث الدكتور الأمين عبدالرازق الأمين العام للمؤتمر الشعبي هو توافق على اختيار أعضاء سلطات الفترة الإنتقالية من الكفاءات الوطنية المستقلة وليس تشكيلها من عناصر حزبية

ان تدابير الانتقال التى ينادى بها المؤتمر الشعبي لا تخرج عن المسودة الأساسية للوثيقة الدستورية بل ولا تنفصل عن رؤية الثورة الأولى بضرورة ان تكون حكومة الفترة الإنتقالية من كفاءات وطنية غير حزبية

السيد رئيس مجلس السيادة -القائد العام للجيش فريق أول عبدالفتاح البرهان ذكر في أكثر من مرة أنهم كمكون عسكري لن يسلموا السلطة إلا بواحد من شرطين الأول التوافق السياسي بين القوى السياسية والثاني قيام إنتخابات وما دام أن هناك طرح اليوم للتوافق السياسي فإنه سيكون الأمثل للوصول لحكومة الشرط الأول المنتخبة وحكومة التوافق السياسي هى السلطة الأجدر بالإعداد للانتخابات والاشراف عليها

ان حدوث توافق سياسي بين السودانيين سيقفل الباب أمام التداخلات الأجنبية وسوف يحصر مهام الآلية الثلاثية حال استمرارها في مهامها المحددة في الإشراف الفني على الحوار السوداني -السوداني المفضي الي تشكيل حكومة الفترة الإنتقالية وسوف يجيب التوافق السياسي على المطالبة بتشكيل حكومة مدنية ويبطل في ذات الوقت حجة تمسك العسكر بالسلطة

كلمة السر في نجاح رؤية المؤتمر الشعبي تكمن في ان يكون التوافق السياسي شاملا -كاملا لا يقصي ولا يستثني ولا يقتصر ولا يختصر الأمر في فئة دون الآخرين !