الطريق الثالث – بكري المدني: تسليم معارضين مصريين !

جاء في الأخبار ان السلطات السودانية قامت بتسليم عددا من المواطنيين المصريين الموجودين بالسودان الى حكومة بلادهم ولم يصدر نفي من الجانب السوداني حتى الآن وان صدق الخبر فهذا خطأ كبير لعدد من الأسباب منها ان المصريين المتواجدين بالسودان لم يقم أي منهم بأي عمل مضاد للنظام الحاكم في بلادهم لا سياسي ولا عسكري بالطبع في حين ان كثير من دول العالم تسمح بحرية المعارضة السياسية على أراضيها لأنظمة دول تقيم معها علاقات من باب الحرية السياسية والالتزام بالقوانين الدولية
ان مصر وعلى طول تاريخ العلاقات بينها وبين السودان ظلت تستضيف القوى السياسية السودانية المعارضة لكل الأنظمة الحاكمة في الخرطوم عسكرية كانت او مدنية بل استضافت مصر كل الحركات المسلحة التى كانت تحارب الجيش السوداني ولقد كانت مكتب الحركةالشعبية لتحرير السودان بقيادة الدكتور جون قرنق هو الأكبر في المنطقة بل يعتبر مكتب القاهرة هو مكتب الحركة الرئيس في منطقة الشرق الأوسط كلها
بعد الحركة الشعبية احتضنت القاهرة كل مكاتب حركات دارفور والشرق والفصائل المسلحة للتجمع الوطنى المعارض وظلت مصر ترفض تسليم قيادات سودانية مطلوبة شعبيا وقانونيا بعد ثورات شعبية كبرى من الرئيس الراحل جعفر محمد نميرى وحتى الفريق صلاح قوش
لم تمنع مصر في يوم من الأيام أي نشاط معارض للأنظمة الحاكمة في السودان سياسيا أو عسكريا ولم تسلم أي مطلوب للخرطوم وفي المقابل لم تستضيف الخرطوم أي معارض مصري لحكومة بلاده وإن فعلت ذلك سرا فهي لا تسمح له بأي نشاط معارض ناهيك عن منع الأنشطة العسكرية
أعتقد انه من الخطأ أن تسلم الخرطوم أي مواطن مصري موجود في السودان مع الالتزام بأن يكون بقائه مشروطا بعدم ممارسة أي نشاط معارض وعدائي لحكومة بلاده على ان تلتزم القاهرة أيضا بذات الشرط فلا تأوي سودانيين يمارسون عملا سياسيا ضد حكومة بلادهم انطلاقا من القاهرة
من أكبر الأخطاء التى ارتكبها النظام السابق تسليم عرب وأجانب الى حكومات بلادهم على الرغم من عدم قيامهم بأي أنشطة سياسية في الخرطوم وقد تم إعدام الكثير منهم للأسف فور وصولهم وهو الشيء الذي لا نرجو أن يكرره النظام الحالي خاصة وأنه نظام يمثل ثورة شعبية !
نظام يمثل ثورة شعبية من قال لك النظام الحالي يمثل ثورة شعبية أظنك معتوق