أخبار

الطريق الثالث – بكري المدني جبل مون/الموت في دولة الجيوش والسلاح!

تسامح نيوز – الخرطوم

من غرائب الأخبار والأحوال ان السودان أصبح منذ سنوات من أبرز الدولة التى تشارك في معارض الأسلحة الدولية من جنوب أفريقيا لدول الخليج وحتى روسيا البعيدة وكلها مشاركات مميزة تكشف ما وصلت إليه الصناعات الوطنية في مجال الأسلحة من الطلقة وحتى الطائرة وفوق ذلك يمتلك السودان أحد أقوى الجيوش في الاقليم وهو (السادس) أفريقيا ومن اكثر الجيوش تماسكا في العالم بخبرة قتال مستمرة داخليا وخارجيا

غير ذلك -يا كرام -يمتلك السودان جهاز شرطة من بين أقوى الأجهزة الشرطية في أفريقيا والعالم العربي من حيث الدربة والخبرات والجاهزية أضف إليه جهاز للمخابرات العامة والذي لا يقل قوة عن أجهزة المخابرات الإقليمية ولقد صنف في سنوات سابقة على قائمة واحدة ضمت قلم المخابرات المصري والسافاك الايراني والمخابرات الألمانية وحتى الموساد الإسرائيلي في درجة واحدة

أعلاه قوات نظامية معتمدة للدولة السودانية منذ عقود طويلة جاءت عليها قوات الدعم السريع والتى نمت في سنوات قليلة تحت مظلة الدولة وبتشريعها وامتلكت أحدث الأسلحة والمتحركات وخاضت حروب الصحراء داخل وخارج السودان وأصبحت قوة ضاربة جدا وعلى مستوى الإقليم وطرف أصيل في الموازنات العسكرية
وبعد توقيع اتفاقية جوبا للسلام عادت نحو خمس حركات مسلحة هى الأخرى تمتلك جيوش مجهزة وذات خبرة عالية في القتال وعلى رأسها قوات الجيش الشعبي لتحرير السودان -قطاع الشمال وجيش حركة العدل والمساواة وجيش حركة تحرير السودان (مناوي)وكلها إضافة لبقية قوات الحركات الأخرى الموقعة على سلام جوبا تعتبر إضافة لقوات الدولة السودانية المسؤولة بدرجة أولى عن حماية هذا البلد ومواطنيه
السؤال المحير مع كل تلك الجيوش والسلاح الحديث كيف تعجز الدولة اليوم عن حماية المواطنين في جبل مون بولاية غرب دارفور والذين يتعرضون لقتل ممنهج من بعض المسلحين هناك ؟!
ومنذ فترة ليست بالقصيرة يتعرض سكان منطقة جبل مون لقصف وتدوين وقتل بالأسلحة النارية من قبل مسلحين لا يذهبون بعيدا حتى يعودوا يحملون معهم الموت للسكان ولإحساسهم التام بعدم وجود من يتصدى لهم في دولة صناعتها الأولى السلاح وأكثر منتسبيها من حملة السلاح !

ليس الوقت وقت بحث عن أسباب الصراع في منطقة جبل مون ولا الأحاديث الهلامية عن ثرواتها الظاهرة على سطح الأرض ولا المحتملة في باطنها فليس هناك ثروة أغلى من روح الإنسان التى تهدر اليوم رغم الجيوش والسلاح الرسمي !

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى