الطريق الثالث – بكري المدني: شهيدة الدامر وشهادة السودان !!
قتل صيدلانية نهارا في سوق مدينة الدامر إشارة الى أن الدامر ونهر النيل والشمال عموما لن يكون جزيرة معزولة وسط محيط دامي
الناس اليوم يقتلون بالمئات في غرب دارفور وفي كل دارفور على قاعدة أقتل لتحيا فإن لم تقتل ستقتل (بضم التاء)والقتل عاد أكبر مهن الكسب
دارفور انفتحت ببواباتها كلها على القادمين من الغرب الإفريقي عرب وغير عرب و كل الذي يحملونه لا يشبه هذى البلاد في أخلاقها وان كان شبيها لها في خلقتها
ما يحدث عند البوابات الغربية للبلاد يحدث تماما عند بواباتها الشرقية(شبه في الخلقة و اختلاف في الأخلاق ) وما يفيض منهم يتجه نحو الوسط والخرطوم ولا يقف عند حدود الشمال
الجزيرة تقف على قنبلة موقوتة انغجارها الداوي مسألة وقت يقصر ولن يطول وتنتظر النيل الأزرق فصولا دامية لأن العائدين من النزوح سيجدون اغرابا قد سكنوا ديارهم وحرثوا أرضهم
ما يحدث اليوم للسودان القديم لا علاقة له بالمواطنة والحقوق الدستورية فالبلاد تغرق بالأغراب الذين يستغلون الشبه واللون والأسماء المشتركة وحتى الدماء المشتركة ولكن الممارسات تكشف عن الفارق في الأخلاق!
عقد من الزمان وربما أقل ويجد أهل البلاد أنفسهم أقلية على أرضهم والتى قد يضطرون للتنازل عن بعضها بإغراء المال أولا -والحاجة قاتلة- و بقوة العضل ثانيا عندما تختل المعادلات التى بدأت فعلا في الإختلال
ههنا لا ينفع دفن الرؤوس تحت الرمال فالبلاد تتعرض لأكبر عملية تغيير ديمغرافي من الغرب للشرق ومن الجنوب الجديد حتى حدود الشمال
ما يحدث لا يشبه عمليات الانتقال الفردي والتجنس المعهودة في العالم ولكنها عملية إغراق تستغل ظروف السودان وضعف مؤسساته وناسه
ان لم ترفع السلطات (فرامل اليد) الآن فسوف يصعب إيقاف الانحدار غدا
هناك لجنة لمراجعة الهوية كونت قبل فترة ولعل الحاجة اليوم كبيرة لتفعليها قبل ان يتسع الفتق على الراتق
نعم السودان بلاد هجرة ولكن أي هجرة غير مضبوطة ستحيلها الى دار فوضى
مع القانون يجب العمل على إستثمار الأرض وشغلها فقانون الحياة لا يقبل وجود أراضي وموارد غير مستغلة وما لن تستغله انت سوف يأخذه غيرك بطريقة او أخرى !