الطريق الثالث – بكري المدني….. هل يدير على كرتي المشهد؟!

مولعون نحن بالإعتقاد في مقدرة البعض أفرادا أو جهات للدرجة التى نصنع منها اساطيرا نصدقها مع الأيام !
ظهر هذا الشكل من الإعتقاد بشكل واضح أيام حكم النميري رحمه الله والذي مع جسارته نسبت إليه من الأفعال والأقوال ما لم يحدث ولقد سقط نميري فى الآخر رغم قوة شخصيته وقوة جهاز أمن الدولة وذاب تنظيمه الاتحاد الاشتراكي كأنما لم يكن والفاعل الحقيقي ما عرف وقتها ب (الشماسة)اي المشردين والذين سبقوا الأحزاب وعالي الشخصيات للشارع حتى حملت أسمهم جريدة فى فترة الديمقراطية التى تلت مايو !
في عهد الإنقاذ السابق كان نفر غير قليل من أهل البيت أنفسهم يظنون أن أمر المفاصلة التى وقعت بين الرئيس السابق عمر البشير والشيخ الراحل حسن الترابي رحمه الله مجرد مسرحية لخداع الآخرين !
سنوات مرت على المفاصلة وقع ما وقع بسببها من الفصل للاعتقال وحتى القتل ولا يزال البعض يجزم بأن ما يجري مسرحية أراد بها الشيخ تمرير الكرة بين أرجل الجميع !
أواخر ايام الإنقاذ وبدايات النهاية كان البعض يرفض حقيقة أن النظام ساقط معولا على مقدرة التنظبم في احتواء الموقف ولقد أصاب هؤلاء الذهول الكبير والسقوط أصبح قد حقيقة واقعة !
قبل أيام صدر تقرير صحفي لكبريات الصحف الأجنبية يحدث بأن السيد على كرتى هو من يدير المشهد في السودان وقبله بيوم واحد كان الأمين العام (المكلف)للمؤتمر الشعبي الدكتور الأمين عبدالرازق يحدثني على شاشة قناة البلد عن قناعة بأن هناك تحالفا سريا بين الحركة الإسلامية بقيادة السيد على كرتي وقيادة القوات النظامية وان هذا التحالف هو المتحكم في المرحلة الجارية !
حديث الدكتور الأمين عبدالرازق كان بعد سؤالي له عن زعمه أيام عيد الفطر المبارك بالتوصيف بان هناك من يقف وراء اعتقال الدكتور على الحاج وقد حدد لي من بعد فى الحوار ان مسؤولا في المؤتمر الوطنى (المحلول)هو من يقف وراء إعتقال الحاج!
المؤتمر الوطنى على غير الاتحاد الإشتراكي قد أظهر تماسكا مدهشا بعد السقوط وظهرت عضويته في عدة مناسبات خاصة في افطارات رمضان بشكل منظم وفاعل وليس سرا أن عضوية الوطني تمثل قوة الدفع الأكبر للتيار الإسلامي العريض الذي اشعل الساحة بالحراك السياسي
صحيح أن المؤتمر الوطنى وهو محلول مقارنة مع أحزاب تعد نفسها من قوى الثورة يبدو أفضل حالا والأكثر جاهزية للإنتخابات ول (الكوماج) إن دعا الحال ولكن أي حديث عن تحالف بينه وبين العسكر وأي اعتقاد في ان السيد على كرتي هو من يدير المشهد هو مجرد وهم يفوق الإعتقاد غير الصحيح !
من يعضد اعتقاده بالتحالف السري نسبة لماضي رئيس مجلس السيادة الذي كان معتمدا على محلية شرق جبل مرة ورئيسا للمؤتمر الوطنى بالمحلية ينسى أن البشير كان رئيسا للمؤتمر الوطنى وللجمهورية بتدبير من الشيخ الترابي ولكن البشير انقلب علي الترابي وسجنه أكثر من مرة !
الرئيس نميري نفسه اختلف مع الحزب الشيوعي الذي رتب له انقلاب 25 مايو وسالت بين الاثنين دماء وراحت أرواح وذلك دائما وابدأ لأن للسلطة سحرها وتأثيرها المتجاوز لأي شكل من أشكال العلائق والتاريخ السابق لها !
ان ما يجمع البرهان اليوم -في اعتقادي -بالسيد على كرتي من جهة والسيد على السنهوري من جهة أخرى والسيد صديق يوسف من جهة ثالثة وآخرين من جهة رابعة وخامسة وعاشرة وهكذا هي لعبة الموازنات التى يقف السيد البرهان كطرف معادلة أول فيها!
في رأي ليس هناك أفضلية لعلي كرتي بالنسبة للبرهان أكثر من على السنهوري أو صديق يوسف إلا من خلال حراك الميدان وموقع أي منهم من هذا الحراك متقدما كان أم متأخرا
وذلك لأنها السلطة -يا سادة -والتى قال فيها يزيد على رأس أخيه المسجى أمامه
اني لأقتله وأبكي عليه – –
الملك فوق الأهل والأصحاب !