المقالات

(الفولة الحميراء) … البداية أم محطة النهاية ..!

الرادار .. إبراهيم عربي يكتب

لست أدري من أين أبدأ فالتاريخ لن يغفر ولا يرحم وسيسجل أن أبناء المسيرية بقيادة (التاج + برشم + ماكن وآخرين) أحرقوا الفولة الحميراء للمرة الثالثة أمس الخميس 20 يونيو 2024 منذ تمرد قوات الدعم السريع الإرهابية منتصف أبريل 2023 والتي غررت بهم وجعلت أرضهم محرقة حيث سال فيها الدعم انهارا وشلالات شردت مواطنبها والنازحين الذين هربوا إليها يلتموس فيها الأمن وبالتالي سيسجل التاريخ بأن قيادات وأبناء المسيرية يخربون بيوتهم بأيديهم واليوم يستبدلون الدعم السريع الذي أدنى بالجيش الذي هو خير ..!.

قبل إسبوعين تقريبا فرحت وقد شاهدتهم يقرعون جرس بداية العام الدراسي في الفولة واليوم شاهدتهم نازحين فسألت المعلمة (ن) التي يممت وجهها لتشق طريقها نازحة من الفولة الحميراء وهي تشكو حالها وحال أهلها فسألتها إلي أين تذهبين ..؟! ، فقالت لمكان أجد فيه تعليم لأبنائي ..!.

ولكنني إستدركت ذلك فقلت لها وماذا عن أبنائنا ..؟!، فبكت (ن) بحرقة والألم يعتصرها ولكنها عادت وردت بقسوة فقالت : لما أهلكم ديل يحترموا الإنسان لآدميته ويقذف الله في قلوبهم الرحمة ، ويدركوا أهمية الأمن والإستقرار من أجل الخدمات والتنمية يمكن حينها أن يتوفر التعليم لديكم ..!، وأضافت هذا غرسكم وبما كسبت أيديكم يا (…) ..!.

في الواقع ذهبت أتأمل التاريخ وهو لا ينفصل عن العادات والتقاليد المجتمعية المتوارثة ، في دار المسيرية وهي أرض (الفرسان) وقد تأثرت كثيرا بالمواجهة المسلحة بين الحكومة والمتمردين في جنوب السودان حرب الأنانيا (1و2) التي إندلعت مع إستقلال السودان وكذلك حرب الحركة الشعبية التي حدثت بتمرد جون قرنق حتي جاءت الإنقاذ فوجدت ضالتها في شباب المسيرية فرسانا في مواجهة التمرد فما خذلوها وقد أبلوا بلاء حسنا في سبيل الدفاع عن المنطقة وتبعية أبيي كما نجحوا في توصيل القطارات وتوصيل المؤن إلي واو ومع إستمرار الحرب في عهد الإنقاذ تجاوز إستتفار المسيرية (مائة ألف) فارس مجاهد في الدفاع الشعبي وقدموا الغالي والنفيس أكثر من (30) ألف شهيد في سبيل الوطن ..!.

ولكن مع الأسف الشديد توقفت الحرب في الجنوب بإتفاقية نيفاشا 2005 ولم تتوقف في دار المسيرية بسبب تذويب ولاية غرب كردفان وتبعيتها لجنوب كردفان بسبب تبعية منطقة لقاوة لها حسب مكر أمريكا وحلفاءها في شركاء الإيقاد لتنفيذ أجندتها عبر الحركة الشعبية في الجنوب والشمال معا .

فتولدت حركات شهامة (1- 7) و(كاد) و(شمم) التي إنتهت بإتفاق 2006 بالفولة وكنت حضورا حينها ، وبعدها لواء الدبب والعدل والمساواة وغيرها من الحركات والمجموعات التي تحولت لعصابات نهب مسلح مزعجة بسبب الأطماع الشخصية وغيرها بسبب جدلية البترول والتنمية ..!، لم تهدا المنطقة منذ وقتها فتولدت عصابات خطف ونهب وقطاع طرق جعلت المنطقة ملتهبة فوق صفيح ساخن ..!.

ومع الأسف الشديد بسبب أخطاء تنفيذ الإتفاقيات والتي شابها الفساد والمصالح الذاتية في تتفيذ مشروعات تمت دون خطة ودراسة فكان الفشل والقصور حليفها سواء تمت عبر صندوق دعم المسيرية أوهيئة غرب كردفان للتنمية أوغيرها من مشروعات التنمية بالولاية ، مما تسببت في ضياع كل الجهود في الترضيات وإطفاء حرائق التمرد هنا وهناك ..!، مع الأسف لازالت الولاية تدفع ثمنها ، إستفاد العدو من كل ذلك فدخل المسيرية في الدعم السريع أفواجا أفواجا ..!.

علي كل اعتقد ما حدث بالفولة الحميراء خطأ كبير تتحمله قيادات المليشيا الثلاثة (التاج وبرشم وماكن) ومن قبلهم الأمير عبد المنعم الشوين الذي خذلنا وكنا نظنه أعقل العقلاء ..!، وبلاشك بتصرفهم هذا يكونوا قد نقلوا الحرب لمواجهات بين بطون المسيرية وستصبح الفولة ارضا لمعركة شاملة لم يشهدها التاريخ في دار المسيرية من قبل وبلاشك نحمل المجتمع الدولي والمنظمة الدولية والهيئات والمنظمات الدولية مآلات الاوضاع في الفولة الحميراء ..!.

في تقديري الخاص وضعت أحداث الفولة الأخيرة وفد قيادات وعقلاء المسيرية الذين ذهبوا بورتسودان بحثا عن وساطة ويناشدون قيادة الدولة لمنحهم فرصة لسحب أبناءهم الذين غرر بهم تمرد الدعم السريع، وضعتهم أمام تحدي إما أن تنجح المهمة بسحب أبناءهم الذين أصبحوا يواجهون ترسانة الموت بالجزيرة والخرطوم ، مثلما تفيد المصادر نجاح الواسطة بشأن كيكل وجماعته وكذلك تتسيقية الرزيقات ..!.

إما نجاح ذلك أو الخيار المر حمل السلاح في صف الجيش إستجابة لإستتفار حكومة الولاية
لمقاتلة ابناءهم بالمليشيا وتحرير دار المسيرية منهم ، وبالتالي إما أن تصبح الفولة البداية للسلام او محطة النهاية لحرب ضروس تقضي علي الأخضر واليابس في دار المسيرية ..!.

الرادار .. الجمعة 21 يونيو 2024 .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى