تقارير

القصر بيد الجيش.. مشهد يتشكل.. ومليشيا “تتلاشى”!

متابعات -تسامح نيوز

القصر بيد الجيش.. مشهد يتشكل.. ومليشيا “تتلاشى”!

سيتوقف القصف”العشوائى”.. وستخلو الخرطوم من”جنجويدها”

“عبقرية” التخطيط ترجح الخيار العسكري لحسم المليشيا..!

 

تقرير/ هاشم عبد الفتاح

(أفلح الجيش السوداني وعبر تكتيك حربي وتخطيط استراتيجي من (كسر) عظم المليشيا المتمردة بالخرطوم بعد أن كانت (تعشم) وتتوهم بأن وجودها داخل (أسوار) القصر الجمهوري سيمكنها من اعلان دولة (آل دقلو) من داخل القصر ، ويبدو أنها كانت تخطط لذلك ولكنها ربما لا تدري بأن وكلاءها بالخارج والداخل دفعوها إلى هذه المحرقة في سبيل أن يحصلوا على منافعهم يحققوا مطامعهم ..فنحن الآن أمام معركة استثنائية انتصر فيها الجيش السوداني قوة واقتدارا وشتت (شمل) المليشيا وبدد أحلامها (واوهامها) بحكم السودان..في هذه المساحة نحاول تسليط الأضواء الكاشفة طبيعة هذه المعركة ..وكيف استرد الجيش القصر الجمهوري (رمز السيادة) ؟

بداية تحدث (لتسامح نيوز) سعادة اللواء عبد العاطي هارون الخبير العسكري قائلا :

أولاً ، القصر الجمهوري هو رمز سيادة البلاد و مقر رأس الدولة الرسمي أيَّاً كان المسمى لذلك ( رئيس الجمهوريه ، رئيس رأس الدولة ، أو رئيس مجلس السياده ) ..

فيه يلتقي بالسادة الملوك و الرؤساء و تقام فيه مراسم إستقبال السفراء الأجانب .. ومنه تصدر المراسم و القرارات الجمهوريه .. هذا من الناحية السياسية ( البروتكوليه ) ..

أما من الناحية العسكرية و الحروب و المعارك ( تكتيكياً ) فموقعه يمثل (الأرض الحيوية) و التي إذا سقطت في يد العدو ، أو استولى عليها ، فقد كسب المعركه – و ليس الحرب – و هذا ما حدث في الأيام الأولى للحرب من قبل الدعم السريع ( الجنجويد ) ..

وموقع القصر الجمهوري في قلب العاصمة الخرطوم ، و يحده النيل الأزرق من جهة الشمال و تحيط به المباني المتعدده و المختلفة الإرتفاعات من مصالح و وزارات من بقية الإتجاهات ، جعلت منه منطقة ( حصينه ) من إستولى عليها يمكنه السيطرة و الدفاع عنها بشتى الوسائل ( مراقبه ، قناصين ، رمي أي نوع من المدافع بعيدة المدي و الرشاشات و خلافه ) .. لذلك ظل لفترة العامين تحت سيطرة الدعم السريع ..

 سياسة النفس الطويل!

أما عن فكرة إسترداده فلابد من النفس الطويل – إذا أردنا سلامته – و ذلك عن طريق إسترداد و إعادة كل ما حوله ، أو يحيط به و هي الطرق و الاتجاهات في قلب العاصمه ، و تلك كانت – في إعتقادي – الخطة التي وضعت للقيام بذلك لأنهم أرادوه سالما .. أما الحالة الثانية فهي دكه و تدميره بالطيران أو المدفيه ، كأقصر الطرق لتدمير العدو و إسترداد موقعه ، و هذا ما تم إستبعاده ..

القصر بيد الجيش.. مشهد يتشكل.. ومليشيا "تتلاشى"!

ورغم الوجود لبقايا أعداد من قوة الدعم السريع ببعض مناطق الخرطوم ( شرقها و جنوبها ) ومناطق غرب و جنوب أم درمان ، إلا أننا نجد أن الحال قد تبدل كثيراً على مستوى العاصمة الخرطوم ( ككل ) و أن الدعم السريع قد فقد كل المواقع الهامة التي إستولى عليها في بداية الحرب و هذا ما يؤكد انهزام قواته و الإنهيار المادي و المعنوي لقادتة و بقية القوة المتواجده بها ( العاصمه ) و ليس لديهم إلا ( الفرار ) و الإنسحاب القهري ..

عودة السيادة!

هذا الإنتصار ( الكبير ) يعني عودة سيادة البلاد لمقرها و يبشر بالكثير بالإطمئنان لمواطني العاصمة الخرطوم ( الذين ظلوا بها أو من يفكر في العودة إلى داره ) لأن الواقع يشير إلى إخلائها من كل جيوب (الجنجويد) ، و بالتالي توقف القصف العشوائي الذي تسبب في ازهاق أرواح لأعداد لا يستهان بها ، و تدمير الكثير من منازل المواطنين و المرافق الحيوية الأخري بالبلاد ,

ونسأل الله أن يوقف هذه الحرب اللعينة ، و أن يعم الأمن ، السلام و الإستقرار ربوع بلادنا الحبيبة ، و هو القادر على ذلك .

وعلى صعيد آخر يؤكد الأستاذ التجاني عبدالله نائب الأمين العام لحركة تحرير السودان

أن معركة القصر الجمهوري شكلت نقطة تحول حاسمة في مسار الصراع بين الجيش السوداني والمليشيا المتمردة، وهذا يعني أولا:

نهاية رمزية لهيمنة المليشيا على العاصمة الخرطوم باعتبار أن القصر الجمهوري كان بمثابة معقل استراتيجي لقوات الدعم السريع، وان استعادته تعني تراجع نفوذها في الخرطوم.

وبالتالي فإن “استعادة القصر تُضعف قدرة المليشيا على الترويج لنفسها كسلطة موازية”.

ثانيا : أن عملية تحرير القصر تعني ضربة تكتيكية لقوات الدعم السريع ، وأن خسارة القصر تمثل انهيارًا في خط الدفاع الرئيسي للمليشيا بوسط الخرطوم، مما يسهّل على الجيش استعادة مزيد من المواقع الاستراتيجية،خاصة أن “الدعم السريع يعتمد على التمركز في مبانٍ محصنة، وان فقدان القصر يعني فقدان نقطة تحصين رئيسية”.

تكتيك نوعي للجيش!

يبدو أن الجيش استخدم مزيجًا من الطائرات المسيّرة والمدفعية بعيدة المدى، مع العمليات البرية التدريجية، لتجنب الخسائر البشرية الكبيرة.

وأن هذه “التكتيكات التي استخدمها الجيش في هذه المعركة تظهر تطورًا جديداً في أسلوب القتال مقارنة بالمراحل الأولى من الحرب”.

القصر بيد الجيش.. مشهد يتشكل.. ومليشيا "تتلاشى"!

وبعد فقدان المليشيا للقصر الجمهوري، بات واضحاً أنها تواجه سيناريوهات صعبة أبرزها:

أولا: تراجع نفوذها داخل الخرطوم وقد تضطر المليشيا إلى الانسحاب من مناطق أخرى بسبب الضغط العسكري، المتزايد عليها وقد تلجأ أيضا إلى حرب العصابات بدلاً من السيطرة المباشرة على المدن.

ثانياً: التأثير على التحالفات الداخلية باعتبار أن هذا الإنهيار قد يدفع بعض الفصائل داخل المليشيا للبحث عن تسويات سياسية أو الانشقاق، ومن المتوقع أيضا أن تخسر المليشيا الدعم اللوجستي من بعض الجهات الداعمة لها محليًا وإقليميًا كما أن عملية تحرير

القصر ستكون لها انعكاسات واضحة وقوية على المشهد السياسي السوداني ، وفي المقابل يعزز الجيش موقفه في أي مفاوضات قادمة وبالتالي يكون الجيش في موقع أقوى لفرض شروطه في أي اتفاق سياسي مستقبلي. وربما يُعيد ذلك فكرة الحل العسكري كخيار رئيسي لحسم النزاع.

بالإضافة إلى زيادة الضغط الدولي على الدعم السريع

 إعادة حسابات المجتمع الدولي!

ومن المتوقع أن يعيد المجتمع الدولي تقييم مواقفه من النزاع، خاصة بعد خسارة الدعم السريع لمعقله الأساسي ، وربما تُفرض عقوبات إضافية على قيادات المليشيا أو تُوجه دعوات جديدة للتفاوض تحت شروط جديدة ، وإعادة رسم خريطة السيطرة في السودان

وبعد تحرير القصر، قد يتجه الجيش نحو استعادة مناطق أخرى مثل أم درمان وبحري.

و قد يؤدي ذلك إلى إضعاف قبضة الدعم السريع على إقليم دارفور، حيث كان يشكل قاعدة أساسية لقواته.

أما التأثير الإقليمي لتحرير القصر الجمهوري فيتمثل في الآتي :

أولا: دول الجوار الإقليمي قد تعيد حساباتها وأن بعض الدول التي كانت تتخذ موقفًا محايدًا قد تميل إلى دعم الجيش بعد هذا التطور ، ويمكن أن ينعكس ذلك على المفاوضات الإقليمية، مثل تلك التي ترعاها إثيوبيا وجنوب السودان.

ثانياً: تغير موازين القوى في البحر الأحمر حيث أن السودان يُعتبر جزءًا مهمًا من التوازن الإقليمي في البحر الأحمر، واستقرار الجيش قد يعزز التعاون الأمني مع مصر والسعودية ويمكن أن يؤدي ذلك إلى تقليل خطر تحول السودان إلى ساحة مفتوحة للمنافسات الإقليمية والدولية.

إعادة تشكيل المشهد!

ويختم الأستاذ التجاني رؤيته التحليلية بأن استعادة القصر الجمهوري ليست مجرد نصر عسكري؛ بل هي نقطة تحول في الصراع السوداني، قد تعيد تشكيل المشهد السياسي والعسكري في البلاد ، ولكن يظل السؤال المطروح الآن: هل سيتمكن الجيش من استثمار هذا الانتصار لإنهاء الحرب ؟

أما سعادة اللواء (م) محمد نعمة الله الخبير العسكري فهو يعتقد أن معركة القصر تمثل شامة عالية في معركة الكرامة ولا يعتقد أن ھنالك تاخير في التحرير لان ذلك مرتبط بالخطة الشاملة والتنسيق بمواقيت تتطلبھا العملية

وأن القصر يعني للمتمردين غاية القدر والخيانة والارتزاق ونذكر أن هؤلاء الاوباش كانوا يهتفون في اول يوم من الحرب انھم استلموا السودان ولكن نقول لهم (ھيھات) .

وقال سعادة اللواء أن المجموعة التي ظلت في القصر ھي النخبة باسناد امھر المرتزقة والقناصين وبمعدات واسلحة عالية الدقة والتاثير ، ونحن نعلم أن رمزية تحرير القصر للقوات المسلحة ھي رمزية اعادة استغلال السودان من الاستعمار الحديث المدعوم دوليا واقليميا ومحليا بعصابة (آل دقلو) الارھابية وبتورط دولة الشر في عملية تامرية بھدف تغيير ديموغرافي وانشاء (الامارة الثانية) في السودان ..

 عبقرية التخطيط!

اما الاستراتيجية العسكرية التي اتخذها الجيش ھي استراتيجية علمية منھجية ابداعية عبقرية التخطيط عالية الالتزام والتنفيذ والسيطرة وهى تجربة عملية فاقت التنظرين . القصر بيد الجيش.. مشهد يتشكل.. ومليشيا "تتلاشى"!

واضاف اللواء محمد نعمة الله أن تأثير هذه العملية علي المليشيا ھو ما قررھ الشعب السوداني ان لا مكان لهؤلاء المرتزقة لا عسكريا ولا سياسيا ولا اجتماعيا وإذا سمينا هذه الحرب بأنها حرب اخلاق فقد سقطوا اخلاقيا .

ولهذا فإن المشھد السوداني يحتاج إلى (مؤلف كامل) والمشهد يعني نهاية المعضلة واقول أن تحرير القصر يؤكد أن هناك تحولات استراتيجية كبري تحققت بناء علي رؤية مستقبلة تستند الي تفكير استراتيجي منھجي علمي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى